كان مسلسل الهرشة السابعة أحد أكثر الاعمال المرتقبة خلال شهر رمضان الجاري، وذلك لكونه من صناع مسلسل خلي بالك من زيزي الذي حقق نجاحاً كبيراً في رمضان 2021، ولذلك فإن الجمهور كان ينتظر الهرشة السابعة بصفته عمل سيضاهي روعة وتفوق ما قدمه أصحاب خلي بالك من زيزي.
ومع غموض اسم المسلسل بالنسبة للكثيرين، بات العمل أكثر ترقبًا، وقد كان العمل على قدر المسئولية الملقاة عليه فاستطاع تقديم عمل درامي مكتمل الأركان، وسنسرد جوانب نجاح المسلسل بشكل تفصيلي
مراجعة مسلسل الهرشة السابعة:
تدور أحداث العمل حول أزمة السنة السابعة التي تواجه المتزوجين في العام السابع من زواجهم من خلال 4 شخصيات “آدم” و”نادين” اللذان تزوجا بعد قصة حب دامت سنوات طويلة، و”شريف” و”سلمى” اللذان تعرفا على بعضهم البعض ووقعا في الحب ليقررا الزواج، ليرصد المسلسل الأزمات التي واجهتهم واسبابها وهل سيتمكنوا من التغلب عليها أم لا.
السيناريو والحوار:
تولت مسئولية كتابة العمل ورشة سرد التي ضمت دينا نجم وراجية حسن وندى عزت تحت إشراف السيناريست مريم نعوم، وقد كان واضحًا تألفهم ورغبتهم في كتابة عمل مميز.
فالسيناريو رصد تاريخ الشخصيات بكل واضح، فتتبعنا علاقات الزواج للأربعة شخصيات منذ 2016، لنعيش كل المتغيرات التي تحدث للشخصيات طوال السبع سنوات ونرى تأثيرها عليهم وتعاملهم مع الازمات التي تحدث لزواجهم والتي تختلف كل مرة مع مرور السنوات، وكذلك التغيرات التي تطرأ على كل شخصية.
وكان ذلك المرور الزمني ممتع للغاية خاصة وإنه تمكن من ربط الزمن بأحداث واقعية عايشناها مثل عاصفة التنين في 2020 وأزمة الكورونا والحجر الصحي، وحتى في الأحداث الرياضية، والمناسبات وذلك كان له أكبر الاثر في تواصل أكبر مع أبطال العمل، وكل ذلك جاء مع صياغة مواقف لطيفة كانت ناجحة في تلطيف الأجواء، خاصة مع كونها تمتاز كذلك بالواقعية.
رسم الشخصيات كان مميز ومع تتبع تاريخهم على مدار السنوات كما حدث صرنا أكثر قربًا منهم، كما أن الشخصيات واقعية فلا توجد شخصية مثالية، فكل شخصية تحمل عيوب وتخطء أحيانًا وتصيب في أحيان أخرى.
وبعد انتهاء الاستعراض الزمني المبهر من السيناريو وصلنا للسنة السابعة لنشاهد لحظات الانفجار والتي لم تكن غريبة لأننا شاهدنا تمهيد لها على مدار الحلقات.
كما أن الأزمة التي واجهت شخصيتي “شريف” و”سلمى” تعد حبكة غير متوقعة لأنها لم تسير على نهج شخصيتي “آدم” و”نادين” بل حدث بها مفاجأة كبرى أثرت على علاقتهم وكانت موفقة إلى اقصى درجة ممكنة، ولن نتطرق للحديث تجنبًا لحرق الأحداث، ولكنها حملت كذلك رسائل مؤثرة.
افضل مسلسلات مصرية قصيرة 2022 لا تفوّت مشاهدتها
تسلسل الأحداث رغم القتامة التي شهدها في الحلقات الأخيرة بشكل مبالغ فيه إلا أن ذلك لم ينقص من العمل، ربما تمكن السيناريو من تخفيف تلك الاجواء في الحلقة الاخيرة بذكاء بالغ.
السيناريو حمل العديد من الرسائل التي كان يبثها طوال الحلقات بشكل غير مباشر، وظل ذلك حتى الحلقة الرابعة عشر التي تعد الحلقة الأفضل وأكثر الحلقات في التأصير العاطفي، واعتقد ان المسلسل كان من الممكن أن ينتهي بها ولكن خوفًا من كراهية الجماهير للنهايات المفتوحة فإن السيناريو تجنب ذلك.
الحلقة الاخيرة حملت الرسائل بشكل مباشر وواضح، كما إن النهاية نفسها كانت مرضية للغاية وواقعية.
الأداء التمثيلي:
الأداء التمثيلي للجميع كان في حالة من التوهج وبشكل عام فإن الرباعي كان متناغم بشكل واضح ، فكان علي قاسم ومحمد شاهين يقدمان أداء متمكن واثق ووظفوا لحظات انفجارهم بشكل جيد.
وعلى الجانب النسائي فإن أسماء جلال وأمينة خليل قدمتا أداء رائع استطاعا من خلاله أن يجعلان العاطفة تطفو على أفعالهم وطريقتهم في الحديث بشكل تام ومؤثر.
الأدوار الأكبر سنًا كانت بارزة ومنحت العمل ثقل خاص، فجاء أداء أحمد كمال كعادته مميزاً، وكذلك عايدة رياض وحنان سليمان، ومحمد محمود الذي ابتعد عن الكوميديا وقدم أداء درامي من العيار الثقيل.
الاخراج:
كريم الشناوي صاحب الأداء الاخراجي الأفضل في رمضان الحالي، كما إنه كمخرج دائم التطور.
وقد استطاع في الهرشة السابعة إظهار العديد من قدراته والتي تجلت في إطهاره لرسائل أو أفكار عن طريق كادرات مختلفة، فنجد كادر يشرح حدث ما دون أي حديث، مثل احد الكادرات التي أظهرت كيف تباعد الازواج عن بعضهم البعض، ومشهد قبيل فصل “أدم” من العمل، ومشهد خاص بإيضاح أن السنة السابعة قد تكون تنتهي فيها صلاحية العلاقة، وغيرها من المشاهد التي اثبت تفوقه من خلالها.
كما إنه حتى في المشاهد العادية أو مشاهد الشجار بين الأزواج كان حريص على الاهتمام بإبراز مشاعر الابطال ونجح في ذلك نجاح منقطع النظير.
التقييم النهائي:
مسلسل الهرشة السابعة عمل مكتمل الأركان واحترم عقلية المشاهد مما جعله من أفضل الأعمال الدرامية في السنوات الأخيرة وأهمها، ويستحق تقييم 9\10، وتمكن من جعل المشاهدين منتظرين لأي عمل يجمع ذلك الفريق مرة أخرى بعد أعمال راقية تمثلت في خلي بالك من زيزي والهرشة السابعة