مسلسل الغرفة 207 هو أحد الأعمال الدرامية المقتبسة من رواية، وقد بدأت الروايات المصرية تتخذ طريقها نحو الدراما بكل كبير، فتنوع أفكار الروايات وحرفية كتابتها خلقت اتجاه لاقتباسها بالأعمال الدرامية.
وقد لقت تلك التجارب نجاح ملموس وكان أخرهم مسلسل الغرفة 207، المقتبس من رواية بنفس الاسم للكاتب الكبير الراحل أحمد خالد توفيق، واستطاع المسلسل خلق قاعدة جماهيرية بمجرد الإعلان عن الإعداد له، نظراً لشعبية الكاتب أحمد خالد توفيق بالإضافة إلى ما قدمته رواياته من قبل من أعمال مميزة سواء في زودياك او ماوراء الطبيعة.
قصة مسلسل الغرفة 207
تدور أحداث مسلسل الغرفة 207 في الستينيات حينما يتوجه جمال الصواف إلى أحد فنادق مرسى مطروح ليعمل بها، ولكنه يكتشف وجود غرفة ملعونة تتسبب في العديد من الأحداث الغامضة، ورغم محاولته لتجنب تلك الغرفة إلا إن لعنة الغرفة تطارده بإصرار دون أن يعلم السبب.
مراجعة مسلسل الغرفة 207
السيناريو والحوار:
العمل مقتبس من رواية غرفة 207 ولكن تجدر الإشادة بالمؤلف تامر إبراهيم الذي أستطاع تحويل الرواية إلى عمل درامي جيد.
فالسيناريو سار على نفس وتيرة الرواية بتقديم أكثر من حدث مرتبط بالغرفة الملعونة في الفندق، ولكن هنا يظهر ذكاء الكاتب في أن يتمكن من إرضاء من قرأ الرواية ومن لم يقرأها.
فالسيناريو يسير مع أحداث غامضة في كل مرة ترتبط بالغرفة وفي نفس الوقت استطاع السيناريو خلق قصة جانبية تكتمل تفاصيلها بكل حلقة من أجل كشف سبب لعنة الغرفة، وسبب مطاردة تلك الغرفة لجمال الصواف وسبب عدم تمكن صاحب الفندق من التخلص من الغرفة واغلاقها.
واستطاع السيناريو أن يتصاعد في الاحداث بكل حلقة ما بين الأحداث الغامضة وقصة الغرفة، وهو ما جعل الحلقات مليئة بالأحداث، وقد تجلى ذلك في الحلقتين السادسة والسابعة اللتان شهدتا تفوق كبير على مستوى الكتابة في إيقاع سريع ولاهث وكذلك إضفاء جوانب درامية مؤثرة.
ربما كانت الحلقتان الثامنة والتاسعة هما أقل الحلقات من حيث الإيقاع إلا أن السيناريو حاول إضفاء جوانب درامية أخرى وتفاصيل خاصة بالغرفة نفسها بدأت في الاتضاح بالتدريج.
الكاتب تامر إبراهيم لم يكن يبحث عن صناعة عمل مرعب بقدر ما هو عمل مشوق وتلك النقطة هي ما كانت حاسمة لمسلسل الغرفة 207 ، فحينما يدرك السيناريو هدفه الأول ينجح في تحقيقه، فالتشويق والاثارة كانوا على أكبر قدر ممكن، ورغم ذلك تمكن بذكاء من وضع قصة رومانسية بين جمال وسارة والتي كان وجودها موفق للغاية من جميع الجوانب، فهي تؤثر في الأحداث وتخلق حالة من الهدوء في بعض الاحيان للراحة من الأحداث اللاهثة.
كما أن العلاقة الرومانسية بين جمال وسارة تم كتابتها بشكل تصاعدي مميز أوصلها في نقطة ذروتها إلى أن تكون مؤثرة للغاية في المشاهدين.
ووصولا إلى نهاية العمل فإن تسلسل النهاية كان من الممكن أن يكون أفضل، ولكن ما يشفع له هو إنه تمكن من فتح باب لموسم ثاني ولذلك فالنهاية تعد جيدة لعمل له موسم أخر.
الأداء التمثيلي:
لا خلاف على قدرات محمد فراج التجسيدية فقد أثبتها منذ فترة طويلة، ولكن يحسب له إنه مازال يحاول تقديم أداء مميز دون الاكتفاء باداء جيد قدمه من قبل، لذا فقد كان أداءه على قدر العمل مميز للغاية وأستطاع تكوين ثنائية عذبة مع ناردين فرج التي قدمت بدورها أداء استطاعت به أن تجعل الجمهور يقع في حب شخصيتها ويتعلق بها.
رغم أن أدوار الشخص الأجنبي تسقط في فخ “الكليشيهات” المكررة في الاعمال المصرية، إلا أن مراد مكرم في تقديمه لدور الخواجة الإيطالي مايكل استطاع أن يكون مقنعًا للغاية وخلق توازن كبير بين قوة الشخصية في البداية ووصولا للحظاتها الدرامية.
النجم الفلسطيني كامل الباشا كذلك قدم أداء متزن ثابت لشخصية عم مينا، وتأتي ريهام عبد الغفور لتكمل سلسلة تألقها في أعمال هذا العام بدور صعب تمكنت فيه من خلق حالة من التوتر بمجرد ظهورها وهو ما جعل شخصيتها مؤثرة بالفعل.
فيما كانت أداءات سمر علام ويوسف عثمان جيدة رغم أن مساحة الدور لم تكن كبيرة ولكنهم أستطاعا التألق رغم صغر المساحة.
ضيوف الشرف في المسلسل كذلك قدموا اداءات جيدة ولكن أفضلهم كان بيومي فؤاد، محمود حافظ، علي الطيب، ونبيل عيسى خاصة أول اسمين اللذان قدما أدوار بعيدة عن طبيعتهم الكوميدية.
الإخراج:
محمد بكير مخرج متمكن من أدواته فقد أستطاع تقديم كادرات مبهجة خلال علاقة جمال وسارة الرومانسية، في المقابل كانت الكادرات الخاصة بالغرفة تبعث إلى التوتر والقلق وهو ما كان مطلوبًا.
كما إن المخرج حاول تقديم بعض الأفكار الاخراجية لخدمة الجو العامل للعمل، قد ظهر ذلك في الحلقتين السادسة والسابعة بشكل خاص فقدم بكل منهم تصوير لمشاهد مختلفة سواء كانت للتشويق أو للرعب.
وتجدر الإشارة إلى جودة الموسيقى التصويرية التي قدمها أشرف الزفتاوي التي كانت أحد عوامل قوة العمل ومناسبة لجميع أجواءه وتم استخدامها كذلك بالشكل الأمثل.
تقييم مسلسل الغرفة 207
مسلسل غرفة 207 أستطاع أن يكون على قدر سقف توقعات المشاهدين، وأن يهتم بالتفاصيل بأفضل صورة، وقدم ما يستحق عليه تقييم 9\10، وتقديم موسم ثان منه سيكون في صالحه.
