مراجعات

مراجعة مسلسل رشيد .. الأداءات التمثيلية في أفضل حالاتها

مراجعة مسلسل رشيد .. الأداءات التمثيلية في أفضل حالاتها 1

لا شك أن تيمة الإنتقام هي من أكثر التيمات الجاذبة للجمهور، وقد اشار مسلسل رشيد في بدايته إلى أن المسلسل معالجة معاصرة لرواية الكونت دي مونت كريستو، والتي هي نواة ظهور تيمة الانتقام بالسينما والتليفزيون.

وقد أستطاع مسلسل رشيد إجتذاب الجمهور لمتابعته منذ الحلقات الأولى نظراً لوجود كلا من محمد ممدوح وريهام عبدالغفور اللذان يعدان أهم ممثلي مصر في السنوات الأخيرة.

مراجعة مسلسل رشيد:

تدور أحداث العمل حول رشيد الذي يفاجأ بالقبض عليه في جريمة قتل لم يرتكبها، ويواجه عقوبة السجن المؤبد وبعد قضاء أكثر من 10 سنوات في السجن تتاح له الفرصة للهرب ليحاول معرفة حقيقة ما حدث وينتقم ممن تسببوا في سجنه ويبحث عن ابنه الذي فقده حينما دخل السجن .. فهل سيستطيع الوصول إلى الحقيقة وتحقيق إنتقامه؟؟ والعثور على ابنه؟؟

مسلسل رشيد
مسلسل رشيد

السيناريو والحوار:

كان كاتب السيناريو وسام صبري أمام تحدي صعب في كيفية جذب المشاهدين للعمل خاصة وان تيمة الانتقام هي من أكثر الحبكات استخدامًا وبالتالي كان بحاجة لوضع عامل جذب قوي لأحداثها.

وقد لجأ السيناريو في الحلقات الأولى إلى حكاية القصة من على خطين أحداث، فنرى خط الأحداث الخاص بالوقت الحاضر الذي يشهد بحث رشيد عن ابنه وعن برائته ومن تسبب في إلقائه في السجن، وكان الخط الدرامي الأخر خاص بالماضي والذي يشتمل تاريخ شخصية رشيد وصولا إلى الجريمة التي تسببت في إلقاءه بالسجن ومعاناته في السجن وكيف وصل به الأمر إلى الثراء الفاحش والبحث عن الانتقام.

مسلسل رشيد
مسلسل رشيد

 

تلك الطريقة في عرض الأحداث كانت تحمل من الذكاء ما جعل المشاهدين يتابعون العمل لمعرفة على الاقل سبب ما وصلت إليه الأمور بالنسبة للبطل،  وكذلك لأنها منحت المتابعين بعض الشكوك بوجود مفاجأة قوية بنهاية العمل، فقد كانت تلك الوسيلة فعالة للغاية.

ورسم الشخصيات في السيناريو كان جيد، فكل الشخصيات جاءت واضحة الدوافع لها تاريخ يبرر تصرفاتها، وبالأخص رسم شخصية أشرف عبدالغفور التي كانت من أفضل الشخصيات رغم قلة المدة الزمنية التي ظهرت بها، ولكنها كانت شخصية مؤثرة حملت مشاهدها حوار مميز.

مسلسل رشيد
مسلسل رشيد

 

كان السيناريو يصيغ عملية البحث بشكل جيد ولكن بداية من الحلقة التاسعة شهد المسلسل بعض الارتباك في السيناريو، ما بين عملية البحث عن الانتقام ووضع أحداث بخطوط أخرى متعلقة بابنه أو متعلقة بتاريخ “أسماء” المرأة التي كان سيتزوج منها رشيد.

كما ان السيناريو وضع تفصيلة خاصة في محاكمة “رشيد” خلق السيناريو بها عبء عليه من أجل محاولة تطويعها بشكل مناسب، كما ان رواية القصة ما بين الحاضر والماضي جعل المشاهدين مترقبين لمفاجأة لا تخطر على البال ، وبالتالي فقد كان السيناريو يضع نفسه في تحديات متتالية من أجل خلق أجواء أكثر تشويق يتوافق مع ما تقدمه المسلسلات الرمضانية من محاولات لجذب الانتباه، ولكن ذلك كان سبب ايضاً ببعض الارتباك.

الارتباك للأسف ظل حتى النهاية ولكن البداية المميزة للعمل شفعت له هذا الارتباك وصولا إلى تسلسل النهاية.

ورغم كون تسلسل النهاية في أي عمل بتيمة الانتقام عادة يكون متوقع إلا أن السيناريو حاول أن يصبغه بمفاجأتين، كانت الاولى متوقعة إلى حد ما ولكن الثانية كانت موفقة رغم ان مبرراتها لم تكن بالقوة الكافية أو يتم الارساء لها بالشكل الكامل.

كما أن السيناريو جعل مصير “سيف” ابن “رشيد” معلق حتى النهاية على الرغم من أن الشخصية كانت بحاجة إلى دفع ثمن أفعالها ولكن السيناريو لجأ للنقطة الآمنة وهي النهاية السعيدة.

مسلسل رشيد
مسلسل رشيد

الأداء التمثيلي:

الأداء التمثيلي كان في أفضل صوره في العمل طوال الوقت، محمد ممدوح مازال يبرهن إنه من أفضل المواهب التمثيلية في السنوات الأخيرة، تمكن من تمثيل الشخصية بكل جوانبها وتحولاتها التي شهدتها بمرور الاحداث.

أفضل مسلسلات محمد ممدوح حتي عام 2021

أداء ريهام عبدالغفور كان مميز بشخصية جديدة بالنسبة لها، كذلك شهد تحولات وتقلبات وهو ما تمكنت من القيام به بمنتهى الإقناع لتواصل سلسلة تألقها في الفترة الأخيرة.

فيما كان أداء خالد كمال كذلك يستحق الإشادة لتقديمه شخصية الصديق ذو الدوافع المجهولة، فقد تمكن من جعل شخصيته محيرة طوال الوقت، وبرع في تقديمها ليثبت إنه ممثل من العيار الثقيل.

مسلسل رشيد
مسلسل رشيد

 

وعلى جانب الشرطة فإن أداء محسن منصور لشخصية الضابط الباحث عن “رشيد” كان متزن وهاديء، فكان الأداء مناسب تماماً للشخصية وقدمه بشكل مقنع

وتجدر الإشادة بالنجم الشاب حسن مالك، الذي أدى شخصية “سيف” ابن “رشيد”، فقدم كل جوانب شخصية طفل نشأ في الشارع، بلغة الجسد وطريقة الكلام وطبقة الصوت بتمكن واضح.

 

الإخراج:

رغم أن العمل هو أول أعمال المخرجة مي ممدوح إلا إنه من الواضح انها متمكنة من أدواتها، قدمت كادرات مميزة.

وتمكنت من تقديم تفاصيل إخراجية تشير لتحولات شخصية “رشيد” وإبرازها بشكل واضح، وعلى سبيل المثال مشهد “اللمبة” في السجن.

الإخراج بشكل عام كان متميز طوال الوقت حتى في الانتقال ما بين احداث الماضي والحاضر كان الانتقال جيد وغير مربك، والأداء الإخراجي يستحق الاشادة.

التقييم النهائي:

مسلسل رشيد بدأ بشكل رائع، وإذا كان استمر عليه بدون الارتباك الذي نال السيناريو كان سيستحق العلامة الكاملة، ولكن بالتأكيد ذلك لا ينتقص من المجهود الكبير في الاخراج والتمثيل والسيناريو، ويستحق العمل تقييم 6.5\10.

 

عادل ابو الفضل
كاتب وسيناريست ، اعمل في الوقت الحالي Content creator بدأت في مجال الكتابة بمسلسلات إذاعية ، وأذيع مسلسل 95 شارع الشهرة على راديو 95 FM ، توليت تدريب الطلاب في أحد الجامعات على الإعداد والتقديم الإذاعي ، وفي 2019 صدرت لي الرواية الأولى بعنوان "تريلو" ، كما إني أحد المشاركين في إنشاء Media production company تحت مسمى Bibars Films والمعنية بإصدار الأفلام القصيرة و الإعلانات ، والتي انتجت مسلسل قصير من تأليفي تحت اسم "واحد شبحوا" على اليوتيوب بالإضافة لكتابة العديد من المقالات السينمائية ، وكتابة العديد من البرامج على منصة اليوتيوب