انتظر الكثيرين عرض مسلسل الصفارة الذي شهد عودة النجم أحمد أمين إلى الكوميديا التي تعد ملعبه المفضل والذي بدأ من خلاله مشواره.
وقد كان ظهور أمين منتظراً بشدة خاصة بعد النجاح الساحق الذي حققه بدور درامي قوي في العام الماضي من خلال مسلسل جزيرة غمام، ليعود هذا الموسم بعمل كوميدي من العيار الثقيل.
فهل كان الصفارة عودة ناجحة لأعمال أحمد أمين الكوميدية؟؟
الإجابة بالتأكيد هي نعم، وهو ما سنتناوله تفصيلاً بتلك المراجعة.
مراجعة مسلسل الصفارة:
تدور أحداث العمل حول “شفيق” الذي يعمل بإحدى شركات السياحة وبعد أن يفشل في حياته يعثر على صفارة الملك توت الأثرية والتي من خلالها يستطيع العودة إلى أي وقت محدد يريده لمدة 3 دقائق من أجل تغيير موقف أو القيام بتصرف يؤدي إلى نجاحه ثم يعود للحاضر بعد إنتهاء الدقائق الثلاثة ليرى تأثير ما قام به على حاضره.
ومع رغبة “شفيق” في تعديل حياته يقرر استخدام الصفارة، ولكن هل سيستطيع تغيير حاضره بالفعل إلى الشكل الذي يرضيه.
السيناريو والحوار:
التأليف كان لورشة كتابة تضم سارة هجرس وشريف عبدالفتاح وعبد الرحمن جاويش، وقد تمكنوا من صياغة سيناريو محكم، فالبداية تظهر بتمهيد لحياة “شفيق” وكيف تدهورت مع مرور الوقت، ثم الانتقال لشرح سر الصفارة الاثرية، ثم الانتقال إلى المغامرات التي تحدث لـ “شفيق” مع استخدامه الصفارة.
ترتيب منطقي وجيد ليمنح العمل أساس درامي تسير عليه الأحداث، وهو ما يغيب عن معظم الأعمال الكوميدية، ولكن في الصفارة كان الاهتمام بالقصة وجوانبها الدرامية المختلفة حاضرا وبقوة.
ولكن الاهتمام بالجوانب الدرامية لم يؤثر على الكوميديا، فالسيناريو كان مدرك أن العمل كوميدي في الأساس وكان مخلص للكوميديا في كل شيء.
اعتمد السيناريو في الأحداث التي تلت استخدام الصفارة، إلى فكرة اقرب إلى الاسكتشات، ففي كل مرة يقوم البطل بتغيير الاحداث نعيش معه قصة مختلفة ويصبح البطل شخصية مختلفة في كل مرة، فرأينا شخصية رجل الاعمال الذي لايهتم بالعائلة، وشخصية المطرب الناجح، وشخصية البلطجي، وشخصية الاب لثلاثة أبناء وهكذا.
وتلك الطريقة كانت موفقة فكل قصة قائمة بذاتها، وبالتالي فحتى إذا لم تتمكن قصة من إحتذاب المشاهد فإنها تستمر لمدة حلقتين على الاكثر ثم ننتقل إلى قصة أخرى.
وبالفعل كانت هناك قصص مميزة للغاية، والكوميديا كانت حاضرة بقوة في معظم الأوقات، خاصة مع رسم الشخصيات بشكل جيد، والعلاقة بين شخصية “شفيق” وأخيه “وجيه” والتي كانت نتج عنها كوميديا طوال الوقت، وبشكل عام فإن الكوميديا في العمل كانت ذكية للغاية، سواء في المواقف أو حتى إلقاء النكات، وهو ما جعل العديد من الجمل الكوميدية يستخدمها المشاهدين عبر مواقع التواصل الإجتماعي كدليل على قوة الكوميديا.
ورغم انه في بعض الاوقات كانت بعض المواقف الكوميدية تصبح أطول من اللازم، ولكن ذلك لا ينتقص من العمل وإنما لأن السيناريو كما سبق وذكرنا كان شديد الاخلاص لفكرة الكوميديا ويحاول استغلال كل فرصة للكوميديا للنهاية، ويكفي السيناريو شرف إنه لم يلجأ لكوميديا الاستسهال المعتادة بالتنمر على هيئة شخص أو فتاة ذات وزن زائد,
على الجانب الدرامي استطاع السيناريو وضع الرسالة الرئيسية للمسلسل والتأكيد عليها في أكثر من مرة، ووضع رسائل فرعية كذلك في بعض الأجزاء الخاصة بمشاهد “شفيق” مع والده، والرسائل كانت مميزة وموفقة.
الأداء التمثيلي:
أحمد أمين تمكن من خلال العمل التأكيد أن قدراته الكوميدية مازالت في أفضل صورها، فقدم أداء كوميدي ذكي موفق طوال الوقت، حمل صبغة الكوميديا التي أشتهر بها دائما خاصة في الالقاء الكوميدي، وقد استطاع تقديم كوميديا رائعة ومتناغمه مع طه دسوقي وكانت مشاهدهما دائماً ذات كوميديا قوية.
ابرز مسلسلات عربية على منصات رقمية ستشاهدها على الإطلاق
مع ما قدمه طه دسوقي من قدرة رائعة على التقمص في اكثر من شخصية كوميدية بالعمل فقد أثبت إنه موهبة كوميدية تسير بخطى ثابتة نحو التميز، لما يحمله من موهبة، وذكاء في إختيار الاعمال ومع استمراره على ذلك سيصبح من أهم نجوم الكوميديا بالفترة المقبلة.
حاتم صلاح قدم أداء كوميدي جيد في معظم الأوقات ولكنه بحاجة إلى الخروج من المنطقة الآمنة قبل أن ينحصر في تقديم نفس الدور لفترة طويلة، خاصة وإنه يحمل ما يؤهله ليكون نجم كوميدي هام.
دور آية سماحة لم يكن معتمداً على الكوميديا وإنما على تغيير شخصيتها بكل قصة ورسمها بشكل كاريكاتيري إلا إنها تمكنت من أن تقدم ذلك بشكل جيد وأداءها كان في مستوى مميز، فبذكاء كانت الكوميديا التي تخرج من شخصيتها هي ردود أفعال أو نابعة من شكل الشخصية الجديدة التي تحولت إليها وهو ما كانت موفقة فيه، وتجسيدها لدور الفتاة التي يحبها “شفيق” كان رائع.
الإخراج:
علاء إسماعيل تمكن من تقديم إخراج رائع، شكل الكادرات وإظهار كل قصة بشكل مختلف ظهر فيه إعتناء واضح بالتفاصيل، وقدرة على منح كل قصة شكل خاص بها.
التقييم النهائي:
مسلسل الصفارة يستحق المشاهدة، كونه العمل الافضل تحت التصنيف الكوميدي بتقييم 8\10، كما إنه استفاد من كونه 15 حلقة فقط، ليصنع ما يريده دون أن يشعر الجمهور بالملل.
ومع الاشارة لإحتمالية وجود جزء ثاني سيكون ذلك موفق للغاية، إذا تم استخدام تيمة العودة للزمن لإصلاح كارثة تعرض لها البطل على سبيل المثال، ولكن الجزء الثاني سيحتاج التأني في صناعته حتى يوازي النجاح الذي حقق العمل.
