تمكن مسلسل موضوع عائلي 2 من أن يكون أحد الأعمال التي تمكنت من التواصل مع الجماهير بشكل كبير وان يجتمع الجميع على حبها والإشادة بما تم تقدمه، حيث حقق جزءه الأول في العام الماضي نجاح ساحق مما شجع منصة شاهد على إنتاج جزء ثاني.
وقد كان إنتاج جزء ثاني من العمل هي مغامرة محسوبة بدقة وقد ظهر ذلك جليًا على مستوى الجزء الثاني.
مراجعة مسلسل موضوع عائلي 2
تنطلق أحداث مسلسل موضوع عائلي 2 بإستعراض حياة إبراهيم بعد أن أصبحت ابنته سارة تعيش معه بشكل دائم ومحاولته تقبل فكرة إقدامها على الزواج، ولكن يتفاجأ بحدث يقلب حياته رأسًا على عقب ويجعل الأوقات التي قد يحياها مع ابنته واسرته كلها قد تصبح معدودة، فكيف سيتغلب على ذلك وكيف سيواجه الأمر في ظل هروبه الدائم من مشكلاته.
السيناريو والحوار:
اشترك المخرج أحمد الجندي مع المؤلف كريم يوسف في كتابة أحداث الجزء الثاني من العمل، وقد كان السيناريو حريص منذ البداية على الحفاظ على كل نقاط قوة الجزء الأول وعدم فقدانها خاصة فيما يتعلق بالعنصر الكوميدي المتمثل في شخصيات رمضان وحسن وزينب، وقد اهتم كذلك السيناريو بزيادة عنصر الشخصيات الكوميدية فأحسن استغلال شخصية غازي التي كان وجود تلك اللمسة الكوميدية بها غير مفاجيء حيث ظهرت لمحة منه في الجزء الأول ولكن في الجزء الثاني تم منح الشخصية فرصة أكبر للكوميديا وكذلك الشخصيات الجديدة المتمثلة في مريم وأم ليث.
كانت بداية الاحداث توحي بإن الجانب الدرامي سيكون أكثر قوة في ذلك الجزء، ولكن السيناريو حاول الحفاظ على احد النقاط التي ميزت العمل وهي الكوميديا، فرغم وجود جانب درامي مؤلم ولكن لم يتم التركيز عليه طوال الوقت ليحافظ العمل على اجواءه الخفيفة.
وذلك ما يحسب للسيناريو فقد كان هدفه الرئيسي واضحًا وهو خلق مسلسل عائلي خفيف بلمسة من الكوميديا، وقد كانت جرعة الكوميديا مكثفة بشكل أكبر في ذلك الجزء، بل إنها في كثير من الاحيان كانت تتناسى الأزمة الحقيقية التي يعيشها البطل من أجل المواصلة مع الكوميديا، ورغم ذلك كانت الكوميديا منتعشة في معظم الأوقات، حتى في بعض الاوقات التي يبدأ العمل في الدخول في أحد فصول الكوميديا قد يجد المشاهد نفسه حائرا عن سبب اختفاء المشكلة الرئيسية ولكن تعود الكوميديا الموفقة لتتمكن من جعل المشاهد يغوص معها بتلقائية
بل وربما كانت الحلقتين 9 و 10 من موضوع عائلي 2 على وجه الخصوص لا هدف لهم سوى الكوميديا ولكن ذلك لم يتسبب في ضرر العمل بل كانت كتأكيد على الاخلاص للكوميديا والأجواء العائلية بالمواقف التي تتخلل الاسرة فمعظم المواقف تجد إنها قد تحدث لأي عائلة.
وعلى الرغم من الاخلاص للكوميديا فإن بناء الجانب الدرامي كان يتم بهدوء من خلال لحظات متفرقة متفاوتة حتى انفجرت الدراما في اخر حلقتين مع محاولات بسيطة لتلطيف الاجواء جاءت موفقة مع الموقف الدرامي وغير مقحمة.
وصولاً إلى النهاية التي تم كتابتها على افضل ما يكون لتمنح الجمهور تأثير درامي قوي وتعاطف مع الشخصيات
الأداء التمثيلي:
الأداء التمثيلي كان في أفضل لحظاته دائمًا سواء على مستوى الكوميديا أو الدراما من الجميع، ماجد الكدواني مازال يؤكد إنه من أهم النجوم المصريين، طاقة تمثيلية جبارة ما بين الكوميديا والدراما لممثل قادر أن يلعب على أوتار مشاعر المشاهدين بمهارة ليمنحهم الكوميديا والجدية ومشاعر الأبوة بأفضل طريقة كأنه عازف ماهر يعزف على العود.
وكان تواجد النجمة نور مع الكدواني مؤثرا فقد تمكنت من تكوين ثنائي جيد معه ولعبت شخصيتها بنجاح لتجعل الكوميديا منبعثة من الشخصية نفسها وليس من ردود أفعالها فجعلت حضورها في العمل محبب كعادتها
طه دسوقي يبرهن إنه من نجوم الكوميديا القادمين، ورغم ذلك فقد أجاد في مشاهد الدراما القليلة التي اتيحت له وقدم ثنائي متناغم مع رنا رئيس.
محمد رضوان في دور رمضان حريقة قدم أداء كوميدي ممتاز وكذلك كان له أكثر من لحظة درامية تمكن من التفوق فيها بشكل ملحوظ ثم يعود مرة أخرى ليلقي كلمة كوميدية في سلاسة لتتقبل ما يفعله بسبب تلقائيته الشديدة ونفس الأمر ينطبق على سما إبراهيم التي كانت تمنح رضوان متنفس كوميدي لتتناوب معه فرصة الكوميديا والدراما كلاعبي كرة قدم يصنعان الاهداف لبعضهما بمهارة.
محمد القس في دور غازي منذ الجزء الاول كان عنصر قوي رغم ان دوره كان أكثر شراً ولكن الجمهور تعلق به بشدة، لتزيد مساحة الدور في الجزء الثاني بقوة كوميدية أكبر وقد تمكن من أن يكون حضوره طاغيًا بشكل كبير.
الإخراج:
أحمد الجندي يبرهن إنه من أفضل مخرجي الأعمال الكوميدية في مصر، وقد تمكن من قيادة العمل ككل نحو نجاح مبهر.
واهتمامه بالتفاصيل كان واضحًا بشكل كبير حتى في اللحظات التي تظهر فيها العائلة تجلس ببساطة بشكل يمنحك شعور بالقرب منهم.
وكذلك الكادرات المؤثرة في الحلقات الاخيرة من موضوع عائلي 2 خاصة في مشاهد الفرح أو المستشفى أو مشهد أغنية الفرح التي اجادت فيها كذلك هنا يسري
وتجدر الإشادة كذلك بموسيقى العبقري خالد الكمار التي أضفت روح من الألفة مع العمل.
التقييم النهائي :
الجزء الأول من موضوع عائلي كان أقوى دراميًا، ولكن موضوع عائلي 2 أخلص بشدة للكوميديا، وهو ليس عيبًا بل إن العمل كان يحاول أن يكون عائلي لطيف ونجح في ذلك، وحتى في إخلاصه للكوميديا أستطاع أن يخلق لحظات مؤثرة بشكل واضح.
المسلسل يستحق تقييم 8\10 ومازال بإمكان العمل المواصلة نحو جزء ثالث إن اراد صناعه ذلك مع سيناريو محكم وإخلاص للكوميديا كما حدث.
