لا شك أن مسلسل مملكة ابليس 2 والذي عُرض عبر منصة شاهد – مليء بلحظات إبداعية وعناصر قوة جعلتنا نشاهد عملًا مميزًا، ولكن هل هذا يعني نجاح صناع العمل في اجتياز الاختبار بنجاح؟
– من حيث انتهى الجزء الأول يبدأ مملكة ابليس 2، ونعرف كيف كانت حارة الجنة قديمًا، وتفاصيل الصراع بين عائلة حدق والحسينية ، وكيف تقابل أبطال العمل وتوطدت علاقتهم بالشكل الذي رأيناه في الجزء الأول.
مراجعة مسلسل مملكة ابليس 2
*المراجعة لا تحتوي على حرق للأحداث*
– الحال أفضل في مملكة ابليس 2 على أغلب الأصعدة .. الأمور تسير بشكلٍ جدّي، نتعرف على أصل الحكاية مشهد وراء مشهد ونتفاجأ بالتحول الجذري في حياة أبطال العمل وكيف وصل كلٌ منهم لما هو عليه الآن.
– المزج بين الماضي والحاضر أمر ليس بالسهل خصوصًا لو كان يحدث خلال الحلقة الواحدة وهو أحد الاختبارات الصعبة التي نجح صناع العمل في اجتيازها .. أشعر بالارتياح عندما أعود بالزمن لحارة حدق فهناك تنكشف الأسرار التي تراكمت مع نهاية الجزء الأول، وفي لحظة أُخرى أريد أن أرى آخر تطورات حارة الجنة .. مشاعر مختلطة تؤكد نجاح عامل التشويق في المسلسل.
– ورغم أنك ستكتشف عدة أمور عن أبطال العمل إلّا أنه في لحظة ما سيباغتك الغموض مرة أُخرى وتبدأ الأسئلة في التراكم حتى اللحظة التي تنتظر أن تعرف تفسير ما رأيت فتشعر بخيبة أمل .. نعم خيبة أمل .. النهاية جاءت مخيبة للآمال وتركت سيلًا من الأسئلة وبعض الأحداث المهمة التي لم يتم تبريرها بشكلٍ مرضي رغم سعي المؤلف محمد أمين راضي لتفسير الأحداث وتبريرها.
– ما السر وراء التحول الجذري في حياة فتحي إبليس بين الجزء الأول والثاني؟ .. ما سبب رؤية الجمل الغريبة التي كان يراها الخواجة على الحائط؟ .. هناك بعض الشخصيات نهايتهم غير منطقية هل هذا مقصود وهناك جزء ثالث؟، وما العلاقة بين بودي والكلب؟ .. تلك هي أبرز الأسئلة التي لم أستطع أن أجد لها إجابة يقبلها عقلي، وفي حالة وجود جزء ثالث – لا أظن حدوثه ولكن أتمناه
– فليس أمامنا سوى الانتظار أما إن كانت تلك النهاية فالعمل فشل في الإلمام بتفاصيل مهمة بالنسبة للمشاهد.
– يستمر مملكة ابليس 2 اللامنطقية فيما يخص شخصيات المسلسل وهو أمر انتقدته في الجزء الأول .. يغلب الشر على طبع نساء الحارة وما إن نظرت إليهن تجد أغلبهن حسناوات من حيث الشكل، مناسبات للأعمال الرومانسية.
– فالجميع يهاب أزهار ولم يقدم العمل ما يجعلني أهاب من أزهار، رغم ما رأينا فداليدا بعيدة كل البعد عن الشر.. نجاح كلٍ من لظيمة “سما إبراهيم” والفرنساوية “فيدرا” في إقناعي بأدوار الشر يؤكد أن الماضي عنصر هام في الجزء الثاني وبذلك ينتصر نجوم حارة حدق من جديد.
– هناك شخصيات أخرى تمنيت الاهتمام ببعضها وإهمال الأُخرى .. أرى شخصية حدق واحدة من أكثر الشخصيات جذبًا في المسلسل خصوصًا في البداية وكنت أتمنى لو رأيت عملًا جادًا في تطويرها ولو كان حدث ذلك كنّا رأينا شريرًا من العيار الثقيل .. أُهملت الشخصية على حساب شخصيات مثل الإخص وشكيتح .. شخصيتان ليس لهما أهمية فالإخص مجلوب بغرض السخرية من اسمه، وشكيتح لم أرَ ما يجعله مؤثر.
– أحمد خالد موسى أفضل وأكثر حيوية من الجزء الأول ، واتبع أسلوب السهل الممتنع في تصوير مزيج الواقع والخيال والسير بمرونة بين الماضي والحاضر دون وجود مشكلات واضحة.
– على الرغم من وجود مساحة تمثيلية كبرى لنساء حارة الجنة (حدق سابقًا) إلّا أن التفوق كان حليف الرجال .. بداية من محمود الليثي الذي أعتبره مفاجأة المسلسل فهو صاحب الأداء الأكثر اتقانًا والانفعالات الأكثر صدقًا ، متحكم بخيوط الشخصية وأبعادها .. يليه أحمد داود بشخصية الخواجة ورغم تحفظي على تصميم الشخصية المقارب لشخصية صابر بمسلسل “سجن النسا” ولكن تصميم شخصية الخواجة في الماضي تمَّ بشكلٍ جيد وتطلب من داود جُهدًا مُضاعفًا في الخروج بأدائين مختلفين .. علاء حسني من خلال شخصية “رمزي” أنه يستحق الفرصة أتمنى النظر إليه بعين الاهتمام ورؤيته في أعمال مقبلة.
– لا تزال سلوى خطاب تحافظ على أدائها القوي رغم قلة مشاهدها نسبيًا مقارنة بالجزء الأول .. تطور ملحوظ في أداء رانيا يوسف و اجتهاد واضح في التحكم بأبعاد الشخصية .. رغم صغر مساحة دورها سما إبراهيم نسبيًا إلّا أنها نجحت في تجسيد الشخصية ببراعة.
– مسلسل مملكة إبليس تصوير متميز لفانتازيا اجتماعية .. تجربة استمتعت بخوضها رغم عيوبها إلّأ أنها مرت بكثير من لحظات التميز والإبداع .. تقييمي هو 7.5/10 وأنصح بمشاهدته.