مراجعة فيلم venom let there be carnage
لقد عرفت شركة “سوني” إستثمار النجاح الكبير الذي حققه الجزء الأول من فيلم “venom” وإضافة المزيد عليه هنا في فيلم venom let there be carnage الذي حمل البعض من ملامح الجزء الأول ولكن بتطوراتٍ عديدة خصوصاُ علي مستوي القصة والتحديات الصعبة التي ستخوضها شخصية “إيدي بروك” مأسوراً ب”فينوم” ومتطلباته وهويته المتعطشة للقتل وأكل البشر لسد جوعه !!
مراجعة فيلم Venom – هل يستحق المشاهدة؟
النقطة الهامة التي هي سبباً في نجاح ثنائية “venom” وستساهم في إستمرارية مشروع “سوني” لشخصيات عالم “سبايدرمان” هو الوعي التام عند القائمين علي هذا العالم السينمائي بالطرق التي تجعل تلك الشخصيات ناجحة في ظل عدم وجود “سبايدر مان” في الصورة نهائياً، بالإضافة إلي إحتواء تلك الأفلام لتلك الشخصيات دون الإنشغال بربطهم برمزيات الكوميكس الشهيرة أو غيرهم حتي من الشخصيات المعروفة بالقصص المصورة.
بكل تأكيد سيحدث ذلك فيما هو قادم وهو أمر حتمي في ظل إستمرارية شركة “سوني” في حيازة حقوق “سبايدرمان”، ولكن الإهتمام بالنهوض بمجموعة من أبرز شخصيات “مارفل” بعيداً عن شِباك الرجل العنكبوتي والكيفية التي ساهمت في تحقيق ذلك عزز من قابلية أفلام “سوني” عند الجمهور بشكلٍ كبير، والميول لوجود أكثر من عالم سينمائي للقصص المصورة في ظل سيطرة “مارفل” علي السوق الترفيهي السينمائي دون منافسة فعلية حتي الآن.
في فيلم venom let there be carnage، تسلح المخرج والنجم الموهوب “أندي سيركيس” بعقليته البصرية النقية من العيوب وبسيناريو شارك في كتابة قصته “توم هاردي” شخصياً من أجل خلق المواجهة المنتظرة بين الوحشين “فينوم” و”كارنيج” بمنظورٍ سينمائي يقارب تصورات الأنصار لما حدث في الكتاب المصور، وتمكن بالفعل من إستغلال تلك العناصر المختلفة لأجل تحقيق الهدف الرئيسي الذي تم ذكره مسبقاً وبتوازنٍ ملحوظ بين النموذج الناجح للجزء الأول وإضافت الجزء الثاني الأعنف درجاتٍ عن سابقه.
قصة فيلم venom let there be carnage
تستكمل أحداث فيلم venom let there be carnage رحلة “إيدي بروك” الذي يعاني في التواصل والتفاهم مع “فينوم” الجائع للبشر والمتعايش مع أكل الشيكولاتة والدجاج، إلي أن يتم طلب “إيدي بروك” من اجل مقابلة القاتل المتسلسل “كليتوس كاسيدي” في سجن مقاطعة “سان كوينتين”، تتحول الأمور إلي ما هو أكثر من مواجهة عادية، وتسير هناك النية لمجزرة كبيرة علي يد “كاسيدي” المتسلح بالطفيلي “كارنيج”.
إستغرب البعض مدة العرض المطروحة لفيلم venom let there be carnage والمقدرة بساعة ونص فقط من الوقت، وذلك منطقي نظراً لكون العمل هو جزءٍ جديد من المفترض أن تلحق القصة المطروحة من قبل أبعادٍ جديدة ومتعددة قصصياً، ولكن تبين بعد إنقضاء عرض فيلم venom let there be carnage أن تلك المدة كافية تماماً دون زيادةٍ في الوقت أو نقصانٍ من التفاصيل المقدمة فيه، وذلك يعود إلي رغبة “توم هاردي” والكاتبة “كيلي مارسيل” في عدم إهدار الوقت فيما لا يفيد القصة علي الإطلاق، ويمكنه إحداث شعور الملل والمط التطويل دون أدني داعيٍ.
فمن البداية نتعرف علي التطورات التي طرقت علي العلاقة مابين “فينوم” و”إيدي بروك” وبأسلوبٍ كوميدي خفيف الظل وفي وقتٍ ليس بالكثير علي الشاشة، ثم يتم بعضها الخوض في صلب الحبكة وظهور “كليتوس كاسيدي” في الصورة بصحيته حبيبته “فرانسيس باريسون”، إلي أن تتسارع الأحداث وتشتعل المواقف بين “فينوم” و”كارينج” وتعلو متعة الفيلم بشكلٍ كبير، يمكن تصنيف ذلك علي أن الأسلوب السهل الذي يعزز من جاذبية المتلقين لفيلم venom let there be carnage نظراً لتساوي فصوله في الأهمية وكلها تحوي القدر المبسط والمظبوط من دقائق القصة.
فطبيعة الحال يعتمد فيلم venom let there be carnage إيقاعاً تصاعدياً يتباين بين الأكشن والكوميديا دون أن يختلط العنصرين مع بعضهما البعض إلا في لحظة واحدة إو إثتنين علي وجه التحديد، وذلك نتيجة الدفعة الكبيرة التي أعطتها قصر الوقت الزمني للعرض من أجل تسارع الأحداث وصولاً للحظة الحسم الأخير، وعلي ذكر نوعية المشاهد نفسها فإن الكوميدي منها ليس بالمبتذل أو البعيد عن سياق العلاقة بين “فينوم” و”إيدي”، والجاد منها مقبولٍ تماماً في ظل تواجد ممثلين من الدرجة الأولي بإمكانهم توثيق تلك الحالة من خلال آدائاتهم المختلفة.
إخراجياً، تتجلي خبرة “أندي سيركيس” الطويلة في الCGI والمؤثرات البصرية بدرجاتٍ عالية من الجودة والإتقان في فيلم venom let there be carnage، لا يوجد أية أخطاءٍ في الأشكال المجسمة “فينوم” و”كارنيج” أو وضوحٍ لفكرة أن اللقطات عبارة عن توليفات بصرية تتحكم فيها التكنولوجيا علي نحوٍ تام، ويمتد ذلك أيضاُ ليشمل مونتاج اللقاطات المتسارع مع إيقاع الفيلم ،وكذلك الكروما وتصميمات الأماكن الخارجية خصوصاً في المشهد الأخير ومشهد الحسم بين طرفي القصة المتنازعين بما لا يبدو أنها خدعة بصرية علي الإطلاق، لذا لم تكن ألعاب الجرافيك والخدع والمؤثرات بالأمر العسير علي “أندي سركيس”، لأن التحدي الأكبر كان في إبراز عناصر القصة الرئيسية وخروجها بأفضل صورة ممكنه وهو ما نجح فيه أيضاً.
“توم هاردي” للمرة الثانية يثبت أنه “إيدي بروك” المثالي بفوضويته ومنظره الغير مهندم وحياته البائسة، المميز في أداء “هاردي” هنا هو تفوقه في عنصر التناغم بين “إيدي” و”فينوم” وإرتجاله الناجح للكوميديا في وقتها، وكذلك في الجدية والحزم خصوصاُ في المشاهد التي جمعته مع النجم القدير “وودي هارليسون” الذي لا تستعصي عليه مثل هذه التوعية من الأدوار المركبة والمعقدة التي تحمل أبعاداً نفسية عميقة وهوية مدفونة تحت براثن الغضو والنيران الكامنة في النفس، وتاريخه السينمائي من قبل يشهد علي ذلك.
كما سجل الفيلم حضوراً مميزا للنجمة “نايومي هاريس” في دور “فرانسيس باريثون” يذكرنا إلي حدٍ كبير بدور “كاليبسو” في افلام “pirates of the carribean”، وكذلك النجمة “ميشيل ويليامز” التي تحاول إنعاش مسيرتها الجيدة بنوعية مختلفة من الأدوار مثل شخصية “آن” هنا.
في الختام، أظهر مشهد ما بعد النهاية بفيلم venom let there be carnage أن هناك منحنيً آخر ستخوضه شخصية “إيدي بروك-فينوم” فيما هو قادم من أعمال لا بد من إستغلاله علي النحو الأمثل، لأنه بكل تأكيد سيكون بوابة شركة “سوني” لمزيد من النجاحات والدعم الكبير للاستمرار في هذا العالم الموازي للMCU حتي وان كان هناك نوايا لتمديد التعاون مع “مارفل” ولو لمرة واحدة وفيما هو أبعد من مشاركة شخصية “سبايدرمان”.