تدور أحداث فيلم Deadpool 2 عندما يلتقي “ديدبول” مع متحول غاضب في سن المراهقة يعيش في دار للأيتام يُدعي “راسل”، وعندما يصبح “راسل” هدفاً لجندي من المستقبل يُدعي “كابل” يقرر “ديدبول” حمايته عن طريق التصدي ل”كابل”، ولكنه يُدرك أنه لن يستطيع التصدي له وحده فيكون فريق “أكس فورس”.
نوع الفيلم: حركة – مغامرة – كوميديا
سنة الإنتاج: 2018
كتابة: ريت ريز – بول ويرنيك – رايان رينولدز
إخراج: ديفيد ليتش
بطولة: رايان رينولدز – جوش برولين – زازي بيتز
مراجعة فيلم Deadpool 2
في 2016 تم إصدار فيلم “Dead Pool 1” وقد حظي بنجاح ضخم، وكان هذا النجاح الضخم مفاجئاً للجميع نظراً لتقديم الشخصية بطريقة سيئة في فيلم “X-Men Origins: Wolverine” وحصولها علي انتقادات لاذعة، والتصنيف الرقابي “R”، وساهم في نجاح هذا الفيلم وإعادة إحياء شخصية “ديدبول” من جديد هي توليفة الأكشن الكوميدي المميزة للفيلم والقائمة علي كسر جميع القواعد والحدود المتعارف عليها في الأفلام بشكل عام وأفلام الأبطال الخارقين بشكل خاص، فالفيلم سخر من أفلام الأبطال الخارقين رغم انتمائه اليها، قام بكسر الحاجز الرابع وتخاطب مباشرةً مع الجمهور وهو ما كان له أثره في تفاعل الجمهور مع شخصية “ديدبول”، جرأة اللغة والمشاهد، كل ذلك ساهم في تحقيق فيلم “Deadpool 1” نجاح ساحق وزاد من صعوبة مهمة صناع فيلم “Deadpool 2″، فهل نجح فيلم “Deadpool 2” في التفوق علي الجزء الأول والتخلص من متلازمة نجاح الجزء الأول وتحيز الجمهور الدائم للجزء الأول علي حساب أي جزء ثاني أم كان نجاح الجزء الأول بمثابة لعنة علي الجزء الثاني؟، هذا ما سنعرفه في السطور القادمة.
اعلان فيلم Deadpool 2
السيناريو:
حاول صناع فيلم “Deadpool 2” إخراج الفيلم من فخ التكرار والملل وإضافة جوانب وعوامل جديدة للفيلم تميزه عن الجزء الأول، وظهر ذلك في بعض المشاهد الدرامية الجادة المؤثرة التي ساهمت في إبراز الجوانب النفسية لشخصية “ديدبول” فنحن نقضي وقت أطول مع الشخصية بدون قناع وقد كانت هذه المشاهد جيدة وغير مؤثرة علي الجو العام للفيلم أو علي الجانب المميز لشخصية “ديدبول”، في الجزء الأول كانت شخصية “ديدبول” هي الشخصية المستحوذة علي أغلب الفيلم تطلق النكات المضحكة وتحارب الأشرار بينما كان تأثير الأدوار المساندة محدود جداً، وهو ما تم التخلي عنه في الجزء الثاني كنوع من التجديد والتنويع مخافة الوقوع في فخ الملل والتكرار، فظهر لنا في الجزء الثاني شخصيات جديدة لا تقل روعة عن شخصية “ديدبول” نجحت في خطف بعض الأضواء منه بأدائهم الرائع والكوميديا الرائعة المفصلة لتناسب شخصياتهم تماماً، كما نجح صناع الفيلم في تطوير بعض النقاط التي ميزت الجزء الأول حيث كثفوا من مشاهد العنف والدموية وتم تصميم هذه المشاهد بطريقة رائعة حيث كانت بصمات “ديفيد ليتش” واضحة، كسر المزيد من الحواجز فقد تم تكثيف التلميحات الساخرة التي يطلقها “ديدبول” علي أفلام الأبطال الخارقين مثل أفلام “دي سي” و”مارفل” وسلسلة “أكس مين” كما لم يسلم “رايان رينولدز” نفسه من هذه التلميحات، ولم يُعيب القصة سوي عشوائية الأحداث التي تجري بدون تنظيم وتخطيط كما كانت غبية بعض الشيء لذا لم يسلم مؤلف الفيلم من لسان “ديدبول” السليط.
الاخراج
بعد انسحاب المخرج “تيم ميلر” من الفيلم بسبب خلاف بينه وبين بطل الفيلم “رايان رينولدز”، تم إسناد مهمة الإخراج إلي “ديفيد ليتش” وهو ما زاد من درجة ترقبي للفيلم، ف”ديفيد ليتش” أحد أهم مخرجين الأكشن والحركة الموهوبين والذي يستطيع تصميم مشاهد الأكشن بطرق مبتكرة وتنفيذها بطريقة متقنة، ولنا في فيلمي “John Wick” و”Atomic Blonde” خير مثال، وبالفعل لم يخيب “ديفيد ليتش الظنون فقد كثف مشاهد الأكشن والحركة وقدم لنا مشاهد مبتكرة مليئة بالعنف والدموية والإثارة ومغلفة بطابع الكوميديا حتي لا تؤثر دموية هذه المشاهد علي الجو العام للفيلم وهو ما نجح فيه “ديفيد ليتش” بشكل كبير.
التمثيل :
رايان رينولدز: يواصل تجسيد وأداء شخصية “Deadpool” بطريقة رائعة وسلسة حتي أصبحنا نراه الشخص المثالي لهذا الدور ولا نستطيع تخيل الشخصية بدونه.
كاران سوني: كان ظهوره في “Deadpool 1” عبارة عن فواصل كوميدية قصيرة ومع إعطائه مساحة أكبر في الجزء الثاني ينجح “كاران” في تقديم أداء ممتع ومؤثر.
كما قلت سابقاً من أهم عوامل تجديد وتميز “Deadpool 2” عن “Deadpool 1” هي إضافة شخصيات جديدة للفيلم وإعطائها مساحات أكبر، فقد برزت شخصيات جديدة لا تقل روعة عن شخصية “ديدبول” نجحت في خطف الأنظار وجعلت المشاهد يتلهف لظهورهم بشدة في “Deadpool 3″ و”X-Force” وهذه الشخصيات هي:
زازي بيتز: قدمت شخصية “دومينو” بطريقة تلقائية رائعة، فتصميم شخصية “دومينو” جديد وغير مألوف في أفلام الأبطال الخارقين، فقواها الخارقة هي الحظ!، وساهمت تلقائية “زازي بيتز” وكوميديا المواقف التي تعتمد عليها بجانب كوميديا التلميحات والتعليقات الساخرة التي يعتمد عليها “ريان رينولدز” في إثراء وإضافة تنوع لكوميديا الفيلم مما أدي إلي تفجير الضحكات في صالات السينما حتي البكاء.
جوش برولين: عندما شاهدت فيلم “Avengers: Infinity War” أثنيت علي صناع السيناريو في جعل شخصية “ثانوس” محور الأحداث كما أثنيت علي أداء “جوش برولين”الرائع الذي أجبر الجمهور علي التعاطف معه، ولكن بعدما شاهدت “Deadpool 2” لم يعد لدي أدني شك أن هذا التأثير يرجع لقدرات “جوش برولين” والدليل علي ذلك تجسيده لشخصية “كابل” المعقدة التي تجمع بين الحب والحزن والغموض، وما زاد من صعوبة تجسيد الشخصية أن الفيلم لم يتعمق في البعد النفسي للشخصية سوي قليلاً واكتفي بتبرير دوافعه وأهدافه في مشهد واحد تم تنفيذه بطريقة سيئة لم تضفي شعوراً وتعاطفاً تجاه الشخصية إلا أن ذلك لم يقف عائقاً أمام “جوش برولين” الذي نجح بأداءه الرائع والسلس في أن يصبح مؤثراً ومحركاً للأحداث وخلق تعاطف المشاهد مع الشخصية التي يقدمها مجدداً.
من وجهة نظري نجح فيلم “Deadpool 2” في كسر متلازمة الجزء الأول والتفوق عليه وكان بمثابة وجبة سينمائية ممتعة جداً رفعت من سقف التوقعات لفيلم “Deadpool 3”
Comments are closed.