مراجعة فيلم black widow
ربما إن تم سؤال أنصار ومحبي عالم “مارفل” السينمائي عن الموعد الأنسب لتقديم فيلم عن شخصية “black widow”، ستأتي الإجابة فوراً بوقتما بدأت الMCU في الظهور منذ عام 2008 حينما كان فكر “كيفن فايجي” منصب تلك الفترة علي تقديم عديد شخصيات قصص “مارفل” المصورة في أفلامها الخاصة من أجل أن تقود العالم السينمائي فيما بعد إلي الملحمة الكبري وأهم أحداث السينما في الألفية “Endgame”، وتُحدِث طفرةً كبري في عالم السينما التي تتطورت فيه أشكال الترفيه من حيث نوعيات الأفلام المقدمة والتجارب المعتمدة علي الخدع والمؤثرات البصرية وما شابهها.
مواعيد افلام مارفل القادمة – الجدول الزمني لمارفل
البعض من الناس إستغرب تواجد فيلم black widow في المرحلة الرابعة من عالم “مارفل” السينمائي وما سيحدثه من تأثير في الخط الزمني للأحداث الذي من المحتمل أن يمضي بنهجٍ مختلف عما سبق وبروحٍ جدبدة وشخصياتٍ جديدة أيضاً وغيرهم ممن لم يكملو الظهور في ثلاثيات أو أفلامٍ مجمعة للأبطال وما إلي ذلك، ولكن بعد الإنتهاء من مشاهدة الفيلم، وُجد أنه لم يؤثر إطلاقاً في شئٍ معين علي مستوي خارطة “مارفل” الجديدة، بل إنه مجرد فيلم منفصل لشخصيةٍ هامة أحدثت فارقاً كبيراً بظهورها بمختلف أفلام العالم السينمائي وُجب عمله من أجل أن تحظي بفيلمها الخاص شأنها شأن “إيرون مان” و”كابتن أمريكا” و”ثور” وغيرهم.
هذا لا يعني أبداُ أن الفيلم سئ أو به عيوبٍ ولا يصلح للمشاهدة نهائياً، هو فيلم جيد به عديد الإيجابيات والقليل المقلل من السلبيات، ولكن يبقي أهم شئ يجب أن يتبعه المشاهد من أجل أن يحظي بتجربة ممتعة سواءاً في السينما أو في المنزل هو أن لا يجلس أمام الشاشة طوال الساعتين يفكر يربط بين هذا الفيلم وغيره من الأفلام السابقة، بل من الأفضل أن يستمتع بالتجربة علي حدي كأنها فيلم أكشن عادي مقدم للتسلية لا أكثر ولا أقل.
قصة فيلم black widow
تدور أحداث فيلم black widow بعد فيلم “Captain America Civil War” بعدما أصبحت “ناتشا رومانوف” مطاردة من قبل السلطات لخرقها إتفاقية “سوكوفيا”،لتجد نفسها متورطة في مؤامرة خطيرة ترتبط إرتباطاً لصيقاً بما حدث لها في السابق.
علي الرغم من أن فيلم black widow من المفترض أن يكشف عن الكثير من تفاصيل الشخصية وبالتحديد في الماضي، الإ أنه أظهر إنضباطاً كبيراً في هذا العنصر بالتحديد عن طريق تصوير لحظةٍ معينة دون أن يملأ الفيلم بحملٍ زائد من المشاهد أو فلاش باك التي لا تمضي بالفيلم إلي الأمام، بالطبع الحوار ليس العنصر الأفضل من أجل إستيعاب دقائق ذلك الموضوع، ولكن بالنظر لما يريد أن يقدمه الفيلم ذلك هو القرار الأفضل التي إتخذه سيناريو “إيريك بيرسون”.
علي ذكر النقطة الأخيرة، يعتبر فيلم black widow جيداً علي مستوي الأكشن ومشاهد الإشتباكات بالأيدي وغيرها التي تحتاج للتكنولوجيا من أجل أن تبرز الطابع الملحمي التي تتسم به، وهذا يعتبر نجاحاً مذهلاً بالنظر لمسيرة المخرجة “كايت شورتلاند” التي لم تقدم من قبل سوي أربع أفلام فقط وكلهما ينتمون لفئة الدراما.
كما أن السيناريو ليس مبتذل من ناحية الكوميديا المبنية في الفيلم علي تفاعل “ناتشا” مع عائلتها الصغيرة، ربما كان هناك إستفاضة زائدة من أجل إثارة الضحكات، ولكن مازال يحسب ل”كيفن فايجي” ورفاقه العمل علي إيجاد التوازن بين الجدية والهزل وإعطاء الأهمية للعناصر الهامة التي تعلو من شأن ما يقدموه من أعمال وتعتبر أساسه إن صح التعبير.
هناك أيضاً إستغلالٌ جيد كالعادة للشخصيات الشهيرة في الكوميكس مثل “Taskmaster” و”Red Guardian”، فقد جري العرف أن “كيفن فايجي” بالاتفاق مع صناع الأفلام والمسلسلات يجري بعض التعديلات التي من شأنها إدراجهم بطريقة مختلفة داخل عالم “مارفل” السينمائي، وتكون جيدة بالفعل بالنظر لأهميتها داخل سياق كل عمل، هنا يتكرر الأمر وعلي نحوٍ مضبوطٍ ويستمر ذلك علي أن يكون أحد أهم مميزات عالم “مارفل” السينمائي وعناصرها التي بُني ولا يزال يُبني عليها الكثير داخل العملية الإبداعية لقصص المحتوي المقدم.
“سكارليت جوهانسون” كالعادة تتألق تحت ظلال “مارفل” وتبدع ليس فقط في الأكشن والقتال، بل في إجادة المشاعر العاطفية والتفاعل مع الأخرين بتعبيرات وجهٍ دقيقة تكشف عن ما يدور بداخل الشخصية والصراع النفسي الحاد الذي تتعرض له وتعانه منه، ولكن يشهد الفيلم الظهور الأول في عالم “مارفل” للنجمة الشابة “فلورنس بيو” في شخصية “يلينا بيلوفا” التي نجحت في إتقان اللهجة الروسية ببراعة والظهور بشكلٍ لائق في لحظات الفيلم الدرامية.
وكذلك “دافيد هاربور” في دور “أليكسي شوستاكوف” الذي كان سباقاً في الكوميديا عن الأخرين وهي التي تناسب طبيعته في الحقيقة أو في التمثيل، والنجمة “رايتشل فايس” التي تغيب فتراتٍ طويلة وتعود متألقة وصاحبة حضورٍ طاغي بهدوئها العارم في أداء شخصيتها والتفاعل مع الأخرين حوارياً في الوقت ذاته.
في الختام، ربما كان الإهتمام بفيلم black widow سيكون أكبر بكثيرٍ من الحالي إن تم العمل عليبه وعرضه ضمن المرحلة الأولي من عالم “مارفل” السينمائي، ولكنه كتجربة منفصلة يستحق المشاهدة والمتعة به حاضرة دون أية مشكلة، و ختامٌ جيد لمسيرة “ناتشا رومانوف” التي كانت عنصراً بارزاً في الMCU وجزءاً لا يتجزأ من ذلك الإرث الكبير الذي تتمتع به سينما أفلام الأيطال الخارقين.