في إحدث إصداراتها السينمائية، تصطحب “ديزني” محبي السينما جميعهم في مغامرةٍ جديدة داخل أحراش وغابات “الأمازون” عرفت كل السبل التي جعلت من فيلم jungle cruise عائليٍ بامتياز ووقتاً سينمائياً ممتعاً سواءاً في صالة السينما أو من خلال المشاهدة المنزلية.
مراجعة فيلم Cruella – عندما تتفوق ديزني علي نفسها
مراجعة فيلم Jungle Cruise
ذلك النجاح وقبل الخوض في التفاصيل جاء نتيجة القيادة الحكيمة للمخرج “جاومي كوليت سيرا” للعناصر التي أتيحت له من قصة جيدة وتحديات بصرية ليست بالصورة أو العسيرة، والأهم من ذلك تواجد ثنائي تمثيلي من فئة الصف الأول في “هوليوود” وهم “دواين جونسون” النجم الأعلي أجراً في الوقت الحالي والحسناء البريطانية “إيميلي بلانت” المتألقة هذا العام سينمائياً.
فيلم “jungle cruise” هو رحلة خيالية داخل تُطمس فيها الحدود بين الحياة والموت والحاضر والماضي ويعاصر فيها المشاهد بأعين أبطالها أحداثاً لا يمكن تصديقها،تجربة ليست شبيهة بالطبع بأفلام مثل “جومانجي” أو سلسلة الأفلام الشهيرة “Indiana Jones”، بل إنها تحمل طابعاً خاصاً إستكشافياً لا مثيل لها وجديرة بأنم يتم تقديرها ولو بالقليل ممن سيتابعوها.
تدور أحداث فيلم jungle cruise عن العالمة في بحوث النباتات دكتورة “ليلي هاتون” التي تسافر إلي البرازيل وتخوض رحلة بصحبة الربان “فرانك وولف” علي متن سفينته الخاصة من أجل إيجاد شجرة إسطورية لديها القدرة علي شفاء الكثيرين من الامراض والاوبئة التي تصيبهم ، وخلال الرحلة يتعرض الثنائي بصحبة “ماكريجور” شقيق “ليلي” إلي الكثير من المواقف الصعبى التي تزيد من تعقيدات المهمة وتجعلها مخاطرة كبيرة من أجل هدفٍ نبيل.
كعادة أفلام المغامرات الشبيهة، إستطاع سيناريو فيلم jungle cruise أن يجعل المشاهد علي درايةٍ تامة بما يجري خلال الأحداث من خلال تقديم الحبكة في البداية والأسطورة التي تتناولها وتقديمها كأساسٍ المغامرة المقدمة، وإضافة المزيد من المعلومات وقتما إحتاجت القصة لذلك، ولهذا يمكن القول أن فيلم jungle يمتلك المادة المناسبة التي تصلح فعلياً كعملٍ ترفيهي تديصلح لجميع الفئات العمرية.
أيضاً، تتسارع أحداث فيلم jungle cruise مستندة بتوازنٍ ملحوظ علي طرافة المواقف المكتوبة دون إبتذالٍ مبالغ فيه عدداً ومضموناً، والقليل من اللحظات الدرامية التي لاح فيها أدائاتٍ تمثيلية جيدة في الوقت ذاته كما سنتحدث لاحقاً، كما أنه يحسب لكُتاب السيناريو إقتطاع مساحةٍ مناسبة من الأحداث من أجل العودة إلي الماضي وبما لا يؤثر بتاتاً علي سير أحداث الخط الاساسي للقصة.
وذلك ساهم بكل تأكيد في عدم الإخلال بتصاعدية إيقاع فيلم jungle cruise خصوصاً أنه هناك توزيعٍ ذكي لمشاهد الحركة خلال الأحداث كي ترفع من وتيرتها دون أن يكون هناك أية سبيلٍ لمطٍ وتطويل ومللٍ لا طائل منه، لذا علي المستوي السردي والقصصي جاء فيلم jungle cruise متماسكاً بنسبة كبيرة، حتي وإن أطلق البعض ملحوظاتٍ سلبية عنه فلن تؤثر نهايئاً علي متعة مشاهدته من الأساس.
إخراجياً، هناك إختياراتٍ مثالية لأماكن التصوير الحيوية الموجودة بدولة “البرازيل”، وتجربة بصرية ليست بالخرافية بكل تأكيد ولكنها مناسبة لطبيعة الفيلم إلي حدٍ كبير، حتي في المونتاج الأمور كانت جيدة من ناحية التنقل بين الماضي والحاضر والقطع من مشهدٍ إلي الآخر ودمج المؤثرات المستخدمة في المشاهد المرتكزة علي ذلك، كل ذلك يجعل من الفيلم إضافة جديدة مميزة للمخرج “جاومي كوليت سيرا” المعروف سابقاً بعمله بعديد أفلام الاكشن والحركة، وتحدي ينجح فيه “سيرا” وهو الذي لم يقدم مثل هذه النوعية من الأفلام من قبل.
النجم “دواين جونسون” أو “ذا روك” كما يعرف عنه لا يزال يثبت مقدرته علي لعب دور البطولة بتجسيدٍ جيد سواءاً في الكوميديا أو في الدراما، وكذلك بذل المجهود المضاعف في مشاهد الاكشن الصعبة، بات يلاحظ بوضوح التطور الكبير الذي وصل إليه “دواين” في التعبيرات والارتجال الانفعالي مما يعكس عدم إستخدام عضلاته المفتولة في التمثيل، هو يبان للجميع الآن محترفاً في المهنة ليس يمتنها من أجل الأموال أو غيره.
يقابله علي الجانب الآخر الجميلة “إيميلي بلانت” التي تمتلك كاريزما كبيرة علي الشاشة بتنوعها ما بين الفئات التمثيلية المفاجئة، هي بالفعل خير معونةٍ ل”دواين جونسون” واستطاعات مجاراته بنجاح في المواقف التي جمعت بينهم بخلاف بعض اللحظات الدرامية التي تظهر فيها بالشكل الذي يعرفه جمهورها عنها، فهي هجمة شاملة بارعة في المهنة تستحق مكانة كبيرة في قلوب المعجبين علي الموهبة الفذة التي تتمتع بها.
في الختام، ينتهي شهر يوليو سينمائياً علي أكمل وجه بـ فيلم Jungle Cruise الذي أحسنت فيه “ديزني” القرار فيما يخص إختيار اكفئ من بإمكانهم تقديم وجبةٍ سينمائية لأفراد الاسرة كوسيلة حسنة من عدة سبل لأجل قضاء صيفٍ ممتع و نموذجي.
