قبل ان نبدأ حديثنا عن مها نصار ، لابد ان نعلم انه في كل فترة يظهر عدد من الممثلين الشباب الذين يتحسسون طريقهم إلى قلوب الجماهير، وعلى مدار السنوات تظهر بعض الأسماء لفترة من الوقت ثم تعود للإختفاء وتذهب إلى طي النسيان، أو تصبح مجرد ممثل يؤدي دوره فقط دون أن يكون قريبًا من المتابعين.

ولكن بعض الوجوه تلك التي يتم وصفها بأنها ستحدث ضجة فيما بعد، يهرون بهدوء ودون صخب ليتسللوا إلى قلوب الجماهير بسلاسة ويسر ليجد الجماهير إنهم بدأوا في التعلق بهم دون أن يدروا كيف حدث هذا ، وقد تمكنت مها نصار صاحبة شخصية زينب الجبالي في مسلسل الفتوة من خطف العيون بشدة لأدائها السلس التلقائي.
تمكنت مها نصار من تقديم شخصية تمتاز بالرقة في تعاملها مع زوجها وأهلها، والقوة حين تشعر بالخطر على أهلها ، وعدم المثالية في تعاملها مع زوجة أخيها ، وقد تمكنت من الإنتقال بين الثلاثة أمور بدون أي مشاكل ، وهو ما يظهر جليًا في أحداث المسلسل حيث قدمت واحد من أفضل المشاهد الرمضانية.

فحين اكتشفت زينب الجبالي وفاة والدتها توقع الجميع مشهد موت الأم المعتاد المختلط بالصريخ والنحيب بشكل قد يصل حد المبالغة والإزعاج مع موسيقى مؤثرة ، ولكن تمكن المخرج حسين المنباوي من إخراج المشهد على أفضل صورة ويترك لمها نصار مساحة تمكنت من الإبداع فيها، بتجسيد مشاعر فقدان الأم في هدوء ، لم تصرخ بل أكتفت نظرات عينيها بالتعبير عن كل الألم وحركتها نجو جثمان أمها والجلوس بجانبها ، تصوير لذلك الألم دون نطق كلمة واحدة ، وذلك هو أقصى أسلوب للتعبير عن الفقدان.

مها نصار الاختيار
كما أن مها نصار ظهرت بمسلسل الإختيار في دور شقيقة هشام عشماوي، ورغم مساحة الدور الصغيرة إلا إنها تمكنت من لفت الأنظار واستفزاز مشاعر المشاهدين بنجاح.
ويبدو أن تألق مها نصار لن يتوقف خاصة وإنها تسير بخطى ثابتة دون أي ضجة أو صخب، منذ ظهورها في واحة الغروب والذي كان إنطلاقتها الحقيقية لتقدم بعده العديد من الادوار الناجحة برهنت بها على موهبتها ومنحتها رصيد في قلوب الجماهير يزيد بمرور الوقت دون أن تبذل مجهود في ذلك.