مراجعة مسلسل what if
عقب إنقضاء مسلسل لوكي بنهاية مدوية تفتح آفاقاً جديدة في عالم “مارفل” السينمائي، إزداد بدرجاتٍ كبيرة الإهتمام بما سيقدمه “كيفن فايجي” وإستديوهات “مارفل” فيما يخص فكرة الأكوان المتوازية، والقصص التي ستنشق منها سواءاً كانت سينمائية أو تليفزيونية علي منصة “ديزني بلس”، بلا شك بوصلة الإبداع يمتلكها “كيفن فايجي” ويعرف إستغلالها علي النحو الأمثل كما شاهد الجميع من خلال المراحل السابقة من العالم السينمائي، فهنا تكمن الرغبة في مطالعة حجر الأساس الأول للفكرة والكيفية التي ستتشكل منها المشاريع القادمة في المستقبل.
شرح وتفسير نظرية الأكوان المتعددة وكيفية حدوثها في افلام مارفل القادمة
البداية كانت جيدة مع مسلسل what if، الذي تروي أحداثه في شكل رسوم متحركة وحكايات مختلفة ترتبط في فصولها الأخيرة أو الحلقتين الأخيرتين علي وجه التحديد، طريقة مثالية أولية لا تشغل الحيز الكبير من الوقت علي مستوي التنفيذ والعمل بالهيكلة السينمائية الذي تحتاج لمجهودٍ كبيرٍ بحق من أجل الخروج بأفضل صورةٍ ممكنة، ونجحت تماماً في هدفها من جسٍ النبض عند الأنصار ومحبي عالم “مارفل” عن ما إذا المحتوي سيلقي قبولهم ويبث الطمأنينة عندهم بأن القادم سيحدث نقلةٍ نوعية كما كان الحال في ال”Infinity Saga”.
9 حلقاتٍ مختلفة تبعثر بمعناها الغير حرفي كل ما عرفناه وشاهدناه في الإثنين وعشرين فيلماً المختلفين، حملت معها عديد المفاجئات والكثير من القرارات التي بالفعل تغير من هوية عالم مارفل بأساليب جنونية غير متوقعة، وأكدت فعلياً علي جاهزية “كفين فايجي” بأفكارٍ شتي وخارطة طريق إلي حدثٍ آخر كبير وربما يكون أضخم بكثير من الملحمة الصارخة ضد “ثانوس” وقفاز الأبدية خاصته.
قصة مسلسل what if
بطل مسلسل what if شخصية تدعي المراقب أو “the watcher” يقوم بأدائاها الصوتي النجم “جيفري رايت” هي بمثابة دليل المشاهد خلال تلك الرحلة عبر الأكوان المتوازية، ومن إطلالته في بداية كل حلقة نعرف سريعاً موضوع الحلقة وما ستدور عنها، ثم تنطلق الأحداث فيما بعد إلي أن يداهم تلك الأكوان الخطر الكبير في المنعطف الأخير من مسلسل what if، وعلي نحوٍ يبدد القرار الحاسم الذي إتخده “the watcher” فيما يخص ما يحدث علي أرض كل كونٍ من تلك الأكوان المتعددة.
الأسلوب الذي إتبعه صناع مسلسل what if هو رواية عديد القصص التي تغير من محتوي القصص التي نعرفها جميعاً، ثم تتلاقي كافة خطوط تلك الحلقات في النهاية وتصير هناك لحظة الحسم والذروة التي تصل إليها كافة أفلام “مارفل” في نهاياتها، ولكن المشكلة التي وقفت حاجزاً بين مسلسل what if وتحقيقه للإشادة الجماهيرية المرتفعة هي رغبة الجميع في فيهم مكان مسلسل what if في الجدول الزمني لعالم “مارفل”.
ولكن ذلك ليس بالمنطقي، لأن “كيفن فايجي” في الأساس أكد علي أن المسلسل نسخة منفصلة تروي قصصٍ مختلفة تعكس كل ما نعرفه عن الmcu، وكما تم ذكرها مسبقاً هي بروفة “مارفل” لما تريد أن تقدمه عن الأكوان المتوازية التي شتكل عصب المرحلة الرابعة والحالية من العالم السينمائي، ولذا من سيدرك ذلك الأمر حتماً سيستمتع بأغلب حلقات المسلسل التي قدمت رحلاتٍ مصغرة علي مدار نصف ساعة من الوقت تحمل الكثير من العلامات الإيجابية والمبشرة بأن لا زال في جعبة “كيفن فايجي” الكثير من المفاجئات التي حتماً ستنال إعجاب الأنصار.
فيما يخص الحلقات ذاتها، البدايات تفاوتت بين الجيد والمقبول وتارةً تكون دسمة علي مستوي التفاصيل، ثم حدث التصاعد في الجودة علي مستوي الحلقات الوسط وبالتحديد الخامسة والسادسة وصولاً للنهاية التي كانت مقسمة علي حلقتين هما الأفضل في مسلسل what if بكل تأكيد، وحتي يعرف من سيتابع مسلسل what if لاحقاً ما إذا يمهد المسلسل لأشياءٍ خاصة بالأعمال القادمة في عالم “مارفل”، فقد تم ذلك بالفعل وبطريقةٍ غير مباشرة في بعض الحلقات.
مثل الحلقة الرابعة التي أحدثت تغييراً جنونياً لقصة فيلم “doctor strange”، وكانت متناسقة تماماً مع فكر المرحلة الحالية من عالم “مارفل”، والحلقة السادسة التي لربما تكون سبباً في إعادة إحدي الشخصيات للظهور من جديد، والحلقات الأخيرة ذاتها التي قدمت تجمع لعديد أبطال عالم “مارفل” التي من الممكن أن تكون لها شأنٌ كبير إن وجدت المساحة لذلك، فكل هذه عوامل قد تربط المشاهد الجديد بمسلسل what if وتجعله يعطيه الفرصة دون أن يفوت متابعته كعمل ينتمي للحزمة الجديدة من اعمال “مارفل” علي منصة “ديزني بلس”.
إخراجياً، يمتلك مسلسل what if لوحات مميزة علي مستوي التصوير، هناك إجادة كبيرة في إستخدام اللقطات الواسعة “wide shots” التي توضح مراقبة شخصية “the watcher” لأحدااث كل حلقة، كما إنه هناك عمل جيد علي مستوي الرسومات المخصصة لمسلسل what if التي تهدف لمقاربة هيئات الشخصيات التي ظهرت من قبل في عالم “مارفل” السينمائي، وأيضاً محاولاتٍ ناجحة في تصميم المعارك ومشاهد الحركة التي تضفي طابعاً ملحمياً أشبه بالأفلام علي نحوٍ كبير.
فتلخيصاً لما سبق، مسلسل what if مثقل بالقصص المصاغة باجتهاد كبير علي مستوي أفكار حبكة كل حلقة، يتبع مخاطرات محسوبة من ناحية تغيير نمط وتسلسلات الأحداث المعروفة، وعرف الشكل الأمثل الذي يصل من خلاله بالعمل إلي لحظات الحسم الكبري التي تجلي فيها مسلسل what if بمواجهةٍ مدوية ضد شريرٍ تم تقديمه في الأفلام وكان محبوباً من الجميع كمواجه شرس لأبطال عالم “مارفل”، مما يتمم مهمة مسلسل what if علي أكمل وجه ويشجع تماماً علي متابعة مشوار عالم “مارفل” في أكوانها المتعددة والخارجية.