الأفلام القائمة على فكرة المطاردة بين صاحب منزل ولصوص متعددة وكثيرة، لذا فإن فيلم Till Death كان يبحث عن الخروج عن المألوف وتقديم عناصر جديدة للفكرة فحاول أن يدعمها بالكثير من الأمور التي نجح في بعضها خاصة في نصف الفيلم الأول وكان النجاح ضعيف في النصف الثاني.
قصة فيلم Till Death
تدور أحداث الفيلم حول إيما التي يقرر زوجها مارك خلال عيد زواجهما ان يصطحبها إلى منزلهما الخاص بالإجازات لقضاء عطلة وتجديد علاقتهما، ولكن في اليوم التالي تستيقظ إيما لتجد إنها أصبحت مقيدة بجثة زوجها وتتعقد الأمور عندما يصل إلى المنزل ضيوف غير مرغوبين.
السيناريو:
السيناريو انقسم إلى جزئين، الأول كان موفق للغاية وشيق وممتع حيث بدأت الأحداث تدريجية وتم بنائها دراميًا بشكل جيد لإيضاح العلاقة بين إيما وزوجها، وسط حالة من التوتر النفسي التي تم توظيفها لخلق حالة من الحيرة والترقب، وصولاً إلى لحظة تقييدها بجثته.
ويمكن القول أن ذلك الأمر كان جريء وجيد ومشوق، حيث خلق رغبة من المتفرج في معرفة ما ستؤول إليه الأمور وكيف ستتعامل إيما مع وضعها وهي مقيدة إلى جثة في منزل نائي دون أي وسيلة للتواصل.
وكان البناء الدرامي لذلك الجزء من الأحداث مترابط بل ومنطقي، فعلى الرغم من أن وضع إيما مع جثة زوجها كان غريبًا إلا أن الإشارة لأسبابه وتدرجه من نقطة إلى أخرى وتعقيد الأمور من وقت لأخر كان يتم بتفسيرات واضحة وليست مجرد أحداث مقحمة أو ملائمة أكثر من اللازم.

وظلت الأمور على نسبة عالية من التشويق خلال النصف الأول من الفيلم، ولكن مع النصف الثاني، قام السيناريو بتجاهل كل العناصر التي منحت الفيلم قوة في بدايته وتحول الفيلم إلى مطاردة عادية ندرك كيف ستنتهي، وإن كان ذلك لم يمحي متعة الفيلم بل كان هناك حالة من الترقب نتيجة لحركة الأحداث ولكن بالتأكيد بشكل أقل من نصفه الأول، وإن كان الفيلم استمر على نفس نسقه في النصف الأول وإضفاء خطوط مناسبة لذلك النصف كان العمل سيصبح أفضل بكثير مما انتهى عليه.
الأداء التمثيلي:
الممثلين في العمل ليسوا بالكثيرين وكان التركيز الأكبر على ميجان فوكس والتي قدمت خلال النصف الأول من الفيلم أداء جيد للغاية خاصة لما تطلبه من مسحة من الغموض وكذلك جهد بدني ونفسي واضح استطاعت أن تجسدهما بنجاح، أما في النصف الثاني كان الأداء عادي لأنه رسم الشخصية نفسه لم يحمل أ تحديات أخرى بل اعتمد الأمر على المطارادت فقط.
أوين ماكين قدم أداء جيد باعث للتوتر، ورغم قلة مساحة دوره في الفيلم إلا إنه قدمها بشكل جيد وموفق، وبالنسبة للنجم كالان مولفي فعلى الرغم من أن الشخصية التي قدمها هي شخصية مجرم نمطية للغاية إلا إنه أستطاع أن يقدم أداء تجسيدي جيد.

الإخراج:
الفيلم هو الأول للمخرج سكوت ديل وقد حاول الخروج بالعمل إلى بر الأمان حيث أن أماكن الأحداث ليست متعددة كما أن التحديات البصرية أو مشاهد الأكشن ليست كثيرة.
ولكنه بنفس الوقت قدم صورة جيدة واستطاع المخرج أن يكون متوافق مع حالة الترقب والتوتر في نصف الفيلم الأول وأن يمنح المشاهد حالة من ارتفاع الأدرينالين خلال النصف الثاني المعتمد على المطاردة.

التقييم النهائي:
الفيلم حاول الخروج عن التقليدية في كثير من الأحيان إلا إنه اختار في النهاية أن يسير في الطريق الأسهل، وذلك لم يحوله إلى فيلم سيء بل فقط كان سبب في أن يتعرض الفيلم للظلم لأنه كان من الممكن أن يظهر بشكل أفضل.
ولكنه في النهاية فيلم تقييمه يصل إلى 6\10 ويحمل متعة للمشاهدة ويستحق أن يكون ضمن قائمة الأفلام التي تحتاج للمشاهدة