مراجعات

مراجعة فيلم Marry Me – حينما يكون الحب غير تقليدي

فيلم Marry Me

فيلم Marry Me الحب كما يعرف البعض هو الوصال بين الرجل والمرأة حيث يتشاركان سوياً لحظات مليئة بالرومانسية والحميمية تنزرع القلوب فيها بمعاني العشق الصادق وتكون مبنية علي الصداقة الطويلة والتفاهم والثقة المتبادلة والمشاركة، فيصير للحياة معني ويفر الإنسان من الوحدة متعززاً تلك القوة العاطفية التي تقدم الكثير من مظاهر الفرح والسعادة الكفيلة بتغير حياة الكثيرين علي نحوٍ أفضل بكثير وتكون جديرة بالعناء والإستمرار فيها بحماسةٍ وحيوية بصحبة من يختاره القلب ويجد معه الراحة والسرور.

ذلك الحب من نوجهة نظر فردية وتقليدية لا يأتي سوي بالعقلانية والتسلح بالوقت الازم من أجل إختيار الشخص المناسب و إيجاد المواصفات التي تشابه هويته ويكون جدير بالثقة وحمل مفاتيح قلبه المتعطش للكمال ونسيان نقاط ضعفه ووحدته وهي الأهم بكل تأكيد ، لكن ماذا لو جاء الحب من خلال الصدفة و دوي فجأةً كالعاصفة دون قصدٍ أو تعمدٍ من أحد فتتغير المعطيات وطريقة التفكير ونمط الحياة نفسه وبطريقة غير متوقعة.

افلام رومانسية مميزة يمكنك مشاهدتها في عيد الحب

تتجلي تلك الفكرة بفيلم Marry Me بأسلوبٍ رومانسي رقيق وفي إطار من الكوميديا والدراما الشاعرية التي تدق القلوب بأسلوبٍ مختلف ليس فقط من أجل المشاهدة والإستمتاع بتجربة سينمائية ، بل يمكن تقبلها علي أنها صورة من صور الحب المتجددة الذي إن أدت إلي نتائج مرجوة و مشابهة للتصورات الكامنة في عقول الكثيرين، فقد تكون هدية غالية من القدر قد أتت دون ترتيب منا، وفيلم Marry Me إجتهد في تجسيد تلك المعاني بأسلوبٍ يسهل التعلق بتفاصيله كاملةً ، وتستحق قضاء بعضاً من الوقت مع هذه النسخة السينمائية المغلفة بالسكر الرومانسي الحلو.

فيلم Marry Me

قصة فيلم Marry Me

تدور أحداث فيلم Marry Me عن نجمة الغناء “كيت فالديز” التي كانت علي الإستعداد لإطلاق أغنيتها الجديدة Marry Me بصحبة حبيبها “باستيان” في خفلٍ غنائي سيشهد إعلان الثنائي زواجهما من بعضهما البعض ، ولكن حينما تعلم “كيت” بخيانة “باستيان” لها مع مساعدتها ، تقرر حينها إختيار واحداً من الجمهور بطريقةٍ عشوائية وتتزوجه في الوقت الذي نعرف عن هذا الشخص أنه يدعي “تشارلي” وهو مدرس للرياضيات تتسم حياته بالروتين والدقة في كل شئ.

فيلم Marry Me

مراجعة فيلم Marry Me

يتسم سيناريو فيلم Marry Me بالتوازن بين عناصر الدراما والكوميديا والرومانسية وبتساويٍ كبير في عدد المشاهد واللقطات دون أن يطغي جانبٍ منهم علي الأخر ، الكوميديا هنا كوميديا مواقف خفيفة الظل مبنية علي غرابة الفكرة المتعلقة بإرتباط “كيت” المغنية الجميلة التي تتسم بالأناقة والترف كحياة المشاهير ب”تشارلي” الإنسان العادي الذي لا يهمه في الأول والأخير سوي وظيفته وإبنته و تدور دائرته الحياتية تلك بكل ما تحمله من تكرارٍ يومي.

أما عن الشق الدرامي فهو ناتج عن التحولات التي تطرأ علي الحبكة في أجزاء محورية منها وتخدم تلك الغاية بفاعليةٍ تامة، أما عن  الرومانسية فهي لحظاتٍ عذبة تنشاً من المعالجة الجيدة لفكرة العمل والبناء التصاعدي للأحداث الذي يؤسس للتغيرات التي ستحدث في الفصل الأخير، والذي كان ختاماً مرضياً يتسم بالسعادة والإنتصار للحب علي كل ما هو غير منطقي ، وتحول الصدفة إلي شئٍ كبير يغير حياة الشخصيات نحوٍ مستحسن بكثير عن وضعية كلٍ واحدٍ منهما سابقاً.

فيلم Marry Me

ونظراً لكونه بطلته “جينفر لوبيز” تمتهن الغناء الذي يشكل جزءاً من موهبتها الفنية ، نجد بعض المشاهد الغنائية القليلة التي تقدم من خلالها “لوبيز” باقة من الأغنيات أهمهم تدعي “On My Way” يحسب للمخرجة “كات كويرو” إعطائها الوقت المناسب كي تعكس مشاعر شخصية “كايت” في إحدي لقطات فيلم Marry Me الرئيسية بما لا يأخذ من الوقت المحدد له الشئ الكثير.

Maluma says Jennifer Lopez was like a parent on Marry Me set

وبما أنه تم ذكر إسم “جينفر لوبيز” في المقطع السابق، فيمكن القول أن أدائها التمثيلي هنا متلون بعناصر القصة الأساسية بطريقة جيدة ويتحول من جانبٍ إلي الأخر بسلاسةٍ كبيرة تعكس الشغف الكبير للفكرة والعمل ككل سواءاً في الغناء أو في التجسيد ، ينطبق الأمر ذاته علي النجم المخضرم “أوين ويلسون” الذي ربما تغيرت ملامحه شيئاً قليلاً مع تقدمه بالعمر، ولكن يبقي عطاءه السينمائي كبير سواءاً كان مؤدياً كوميدياً أو يشارك مع أحد لحظاتٍ رومانسية أو درامية، وهذا ما فعله هنا وبتميز كبير وبتناغمٍ واضح مع “جينفر لوبيز” في كافة نواحي العمل ككل.

Jennifer Lopez's "Marry Me" Gets Digital Release Date - Sada El balad

في الختام ، يحسب لصناع فيلم Marry Me إصداره في أوقات عيد الحب ، فهو ببساطة تجربة مشجعة تماماً علي استشعار الفرصة في معايشة الحب حتي لو يدق أبواب القلب فجأةً دون أن يكون هو السعي الذي يتبعه الفرد للحصول عليه ، فلعل الاختلاف وسيلة لنيل المبتغى بالرغم من كونه لا يأتي ترتيب.

اسامة سعيد
كاتب وناقد سينمائى بموقع بيهايند وطبيب بشرى، محب للفن بشكل عام والسينما بشكل خاص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *