بين روح هويّتها الفنيّة وضمان ترسيخها مشوار كيرا الصباح المرصّع بالشغف والتقدّم الحاذق اختلفت توجّهات أدوارها واجتمعت الآراء حول اتقانها لها، سلسلة من النّجاحات حقّقتها في فترة ليست بالطويلة بدأت بـ “الأب الروحي” ولا تزال مستمرة مع مشاركاتها في حكايات مسلسل “إلا أنا” التي تشكِّل علامة فارقة في حياتها المهنيّة لذا حرص موقع “بيهايند ذا سين” محاورتها لتطلعنا على تجربتها الفنية بشكل عام ونجاحها الأخير بشكل خاص وبعض آرائها عن المهنة.
لسلسلة “إلا أنا” نصيب كبير في أرشيفك الفني واعتمدتي خلال حكاياتها أدوار مختلفة، ما الملفت والمميّز الذي لمستيه خلال تجربتك في “إلا أنا”؟
بالتأكيد، هي والأب الروحي أكثر الأعمال التي حصدت خلالها إشادات، منذ مشاركتي الأولى في حكاية “أمل حياتي” في الموسم الأول حقّقت لي صدى كبير، كل حكاية لها انسياق مختلف في الشخصيّات التي قدّمتها وهو ما وجدته مميّز في العمل ففي حكاية “أمل حياتي” أدّيت دور الفتاة الشعبيّة وفي “ضي القمر” اتّجهت للأدوار الهادئة و “بيت عز” الشخصيّة الإنتقاميّة التي ترفض أي ظلم يمسّ حقّها أما في “بدون ضمان” لجأت لشخصيّة تختلف معي في كل معايير شخصيّتها وأفعالها.
(ضي القمر، أمل حياتي، بدون ضمان وضيفة شرف حكاية بيت عز) أي شخصية استنفذت طاقتك أكثر؟
“ولاء” في حكاية بدون ضمان لأنها تختلف عنّي بشكل كلّي فتخلّيت عن كيرا تماما وفصلت مبادئي وأسلوبي كي أستطيع استيعاب طريقة تفكيرها وإقناع نفسي بما تَقدُم عليه “ولاء” لأقدّمها بالشكل الحقيقي.
بعد الأصداء حول شخصية “ولاء” هل وجهة نظرك اتجاه الشخصية مطابقة لوجهة نظر الجمهور؟
تتشابه في بعض النقاط وتختلف في أخرى، فالجمهور فرِح جدا بتصرّفات “ولاء” الكيديّة والجانب الإيجابي من هذه التصرّفات والذي أتفق مع الجمهور فيه هو عبرة ( كما تدين تدان ) فما تقوم به من أذى لغيرك سيعود لك حتما بمسار مختلف وسُعدت بالتعليقات حولها ولكن أختلف في تضامنهم مع سلوكيّات “ولاء” الإنتقاميّة لأني شخصيّا لو كنت في موقف “ولاء” يستحيل أن ألجأ لهذه التصرّفات والإندفاع الذي عبرت به “ولاء” لغايتها لأنها تتنافى مع مبادئي وأنا ضد الإنتقام لكنت سأتّبع أسلوب “مريم” وهو الإنسحاب بهدوء لذا أختلف كليا مع “ولاء” بينما الجمهور اختلف واتفق معها في آن واحد.
ماهي أصعب مشاهد “ولاء” التي اضطررتي للتحضير لها بمجهود أكبر؟
لقاءات “ولاء” مع حماتها و “هدير” هي أصعب مشاهدها لأنها تحتوي على مشادّات كلاميّة بينهم وتحديدا مع “هدير” لأنها تشبه خصال “ولاء” فتحتدّ مشاهدهم بالكيد وترتكز بشكل مهم على لغة العيون، بينما مشاهدي مع إسلام جمال سلسة أكثر لأن شخصية “شريف” غالبا ما يكون مستغرب ومتعجّب من تصرّفات “ولاء” فيكتفي بتعبيرات الوجه لعدم قدرته على الرد لقوة شخصيّة “ولاء” وتحكّمها.
هل لديكِ الحرص الدائم لاختيار أدوار بعيدة عن شخصيّتك الحقيقيّة؟
أحب الأدوار البعيدة عن شخصيتي فعلا، وأميل للأدوار التي لا تتعلّق بالجمال فقط أو الإستعراض، ونلت منذ بداياتي دور “رقيّة” في مسلسل الأب الروحي والشخصيّة صعيديّة بمظهر طبيعي كامل واعتمد الدور بشكل كلّي على الأداء والموهبة التي أصقلها مع الوقت والخبرة، و أيضا في حكاية “أمل حياتي” من مسلسل إلا أنا الشخصيّة الشعبيّة خفيفة الروح والجميلة بطبيعتها بعيدة عن الإبتذال وخرجت للمشاهدين بصورة إيجابيّة وأحبّها الجمهور بسبب ابتعادها عن النمطيّة المعهودة للشخصيّات الشعبيّة.
ماهو مقياس نجاح الدور بالنسبة لكِ، رضاكِ عنه أو الجمهور؟
لو لم أكن راضية عن الدور لن أنجح في تأديته بالشكل المطلوب، فالرضا عن الدور هو المعيار الذي يجلب حب الجمهور له.
حاليا يُعرض لكِ عملين، “بدون ضمان” على قناة و “الحرير المخملي” على منصّة برأيك هل المنصّات الرقميّة توفِّر النجاح المطلوب للعمل أو تؤثّر سلبا عليه؟
نجاح أي عمل يعتمد على التسويق في المرتبة الأولى، أعمال كثيرة طُرحت على منصّات وأحدثت ضجّة واسعة ومنصّات أخرى عرضت أعمالا بدأت وانتهت ولم تحقّق أي نجاح يذكر والموضوع ذاته ينطبق على القنوات أحيانا تذاع أعمال قويّة لو تم العمل على تسويقها بشكل أكبر لحقّقت نجاح ملفت وقد يحدث العكس أيضا.
برأيك الجودة الفنيّة للأعمال تتأثّر بمدّة العمل وعدد حلقاته، هل تفضلين الأعمال القصيرة أم الطويلة؟
لا أفضِّل الأعمال التي تحتوي على تطويل ولا الأعمال المختصرة بشكل كبير، عدد حلقات أي عمل يعتمد على كمّية الأحداث داخله لأنه يجب أن تكون متناسقة مع مدة العمل، إذا كان العمل قصير ويحتوي على أحداث طويلة ومكثّفة فيلجأ صنّاع العمل لضغطها في عدد حلقات معيّن يفقد العمل متعته في المشاهدة، كذلك الأمر مع الأعمال المطوّلة إذا لم تستوعب الحلقات كميّة الأحداث القليلة وتبدأ بالمماطلة يسيطر الملل حينها على العمل، يجب على الأحداث أن تتناسب مع عدد الحلقات ليحقق العمل جودة ممتازة والمؤلف هو من يستطيع التحكُّم بهذا الأمر.
الحيّز السينمائي في حياتك المهنيّة لا يزال ضئيل، برأيك انتشار المنصّات الرقمية ساهم في تقديم فرصة للاعمال الدرامية للتفوّق على السينما؟
حاليا بالطبع تحديدا مع جائحة الكورونا، السينمات قلّت طاقتها بالتالي الناس ابتعدت عن السينمات واتّجهت لمشاهدة الأعمال الدرامية والتلفزيونيّة أكثر.
هل تستهويكي الأعمال التاريخية للمشاركة فيها؟
بالفعل صوّرت فيلم لم يُعرض بعد وهو “حفلة 9” مع الفنانة غادة عبد الرازق والفنان طارق لطفي وتدور أحداثه في حقبة زمنيّة قديمة بين فترة الستينات والسبعينات.
قضيّة ما في للمجتمع تتمنّي لو الدراما ركّزت عليها أكثر في قالب توعوي؟
قضية الإكتئاب والتّهاون في التّعاطي مع الشخص الذي يعاني منه، غالبا ما يتم تناول الموضوع من النّاحية الدينيّة وتكفير المنتحر، ولا يتم التركيز على معاناة الشخص والأذى النفسي الذي تعرّض له والأسباب والضغوط النفسيّة التي قد تؤدي للإنتحار، حتى الصورة العامّة للأشخاص المصابين بالإكتئاب عادة ما يتم تداولها بشكل جنوني ومتوحّد بينما في الواقع هذا الشخص يتعامل بشكل طبيعي، وتسليط الضوء على الخلل الذي قد تسبِّبه نظرة المجتمع الحادّة حول أمور عديدة والتي تجبر الناس أحيانا كثيرة على الكتم مما يسبّب تراكمات متعبة قد تؤدّي لسلك طريق الإكتئاب فتقبُّل أحكام المجتمع يختلف من شخص للآخر وردّات الفعل لا تتشابه.
لو أتيحت لكِ فرصة اختيار نموذج فنّي مُلهم لتقديم سيرتها الذاتية، من تختاري؟
أتمنّى تقديم شخصيّة داليدا.
تركيزك الفنّي القادم لأي وجهة فنيّة يتّجه؟
بعد انتهائي من تصوير حكاية “بدون ضمان” وتركيزي الكامل على “ولاء” وكيف ستبصر الشخصية النور، لم أستقر بعد على العمل القادم، عدّة أفكار مطروحة أمامي لكني لم أتخذ قرار نهائي بعد على شيء محدّد، لا يزال يتبقّى لدي يومان للإنتهاء من تصوير فيلم “حفلة 9” فقد انتهينا سابقا من تصوير جزء كبير من الفيلم ما يقارب 90 % من مشاهده.