يعلم الجميع أن صناعة السنيما في جميع أنحاء العالم تمر بوقت عصيب بسبب أزمة فيروس كورونا التي يعيشها العالم حالياً، مما جعل الكثير من شركات الإنتاج تؤجل عرض الأفلام التي قامت بإنتاجها في السينمات بسبب عدم إقبال الجماهير مما جعلهم بعد ذلك يتجهون لبيع أفلامهم للمنصات الالكترونية مثل HBO، Desney , Netflix وغيرهم، ومنذ أيام قليلة قد صدر فيلم The woman in the window على منصة نتفليكس ويذكر أن الفيلم قد مر الفيلم بهذه المراحل كلها وانتظره الجمهور لفترات كبيرة منذ أن كان من ضمن افلام شركة twenty fox centuy ،لذلك في هذا المقال سوف اقوم بمراجعة فيلم the woman in the window لنرى هل الفيلم يستحق المشاهدة وهل يستحق أن ينتظره الجمهور كل هذا الإنتظار أم لا ؟
قصة فيلم the woman in the window
تدور أحداث الفيلم حول دكتورة نفسية تدعى آنا فوكس مصابة بمرض نفسي يدعى أجورا فوبيا وهذا المرض يجعلها تخاف وتشعر بارتياب من الأماكن المفتوحة، مما يجعلها تحبس نفسها في المنزل ولا تخرج منه إطلاقاً، وتقضي معظم وقتها في المنزل تراقب الجيران من النافذة، وفي يوم ما أثناء مراقبتها لجيرانها تحدث جريمة قتل أمام أعينها تقلب حياتها رأس على عقب.
معلومات عن فيلم The woman in the window
الفيلم مقتبس عن الرواية الشهيرة the woman in the window للكاتب “ايه. جين فين” ويذكر ان الرواية قد حققت نجاح كبير وتمت ترجمتها لكثير من لغات العالم ، بالتالي هذا النجاح سوف ينعكس ويؤثر على الفيلم ولكن النقطة الأهم هل هذا التأثير سوف يكون إيجابياً أم سلبياً على نجاح الفيلم ؟
إلاجابة هي سلبياً, لأن اغلب الجمهور الذي قرأ الرواية قبل مشاهدته للفيلم لم ينال الفيلم إعجابهم وقاموا بالتصويت وإعطاء الفيلم تقييم منخفض على أغلب المواقع، حيث نال تقييم 5.8 على موقع IMDB حتى الان ، مما سبب أزمة لمعظم الجمهور الذي لم يقرأ الرواية وشعورهم بالحيرة والتردد بأن يشاهدوا الفيلم أم لأ بعد هذه التقييمات السلبية التي حصل عليها .
– بدأ سيناريو الفيلم بأسلوب تصاعدي في طرحه للأحداث ومناسب لتعريف المشاهدين على الشخصية الدكتورة “آنا فوكس” التي تؤدي دورها “إيمي آدمز” على حياتها الغريبة التي تعيشها داخل المنزل وكيف تتعامل مع مرضها، مع التوضيح بنبذة صغيرة من ماضيها عن سبب وحدتها وإصابتها بمرض الأجورا فوبيا، ثم يبدأ السيناريو يهبط تدريجياً متزامناً مع ظهور باقي شخصيات الفيلم التي تظهر وتختفي من دون أي مبرر أو توضيح لسبب ظهورهم أو اختفائهم خلال الأحداث، لذلك كان الخلل واضح في بناية القصة الأساسية وربط الشخصيات ببعضها.
– شعرت بعدم المصدقية في أكثر من مشهد بسبب رسم الشخصيات بشكل مُهمش يخلو من التفاصيل بالتالي لم يوضح لي دوافع الأفعال والقرارات الغير متوقعة التي تتخذها الشخصيات خلال الأحداث .
عندما علمت اول مرة أن الفيلم من إخراج المبدع “جو رايت” الذي أخرج لنا من قبل فيلم Atonement وفيلم pride and prejudice وفيلم Darkest hours ارتفع سقف توقعاتي واعتقدت أنه سوف يقدم لنا أيقونة سينمائية جديدة نتذكرها دائما ولكن للأسف توقعي لم يصيب ، بسبب الاهتمام الملحوظ من المخرج “جو رايت” على أن يقوم بتصوير المشاهد بشكل غير تقليدي من زوايا مختلفة وجديدة نوعا ما علينا لكنها لم تخدم سيناريو الفيلم أو مسار الأحداث بشكل عام ، لا انكر أن السينماتغرافيا التي قدمها في الفيلم كانت منتهى الجمال ومبهجة ، والمجهود الذي بذل لتصوير اكثر من مشهد على طريقة الـ one shot أثناء الحوارات الجماعية كان رائع لكن كل هذا المجهود كان بعيد كل البعد عن خدمة الأحداث وتغذية الفكرة الأساسية.
نرى في اخر نصف ساعه من الفيلم تسارع قوي في الأحداث لقفل الخطوط وانهاء الفيلم بسرعة ولكن بشكل ضعيف حيث كان من الممكن أن يتحمل الفيلم نصف ساعه أخرى حتى يقنعنا بهذه النهاية، وهناك أيضا مشهد جريمة ومطاردة اختتم به المخرج الفيلم تم تصويره بشكل بدائي للغاية لا يليق بصناع العمل.
على الرغم من المشاكل الكثيرة في الفيلم لكن نجح
المخرج في أن يجعل الفيلم غير ملل وحرصه على أن يتم متابعته لآخر مشهد، فقد أهتم المخرج طوال الفيلم بلغز واحد فقط لكنه في غاية الأهمية وهو هل ما تراه آنا فوكس حقيقة أم خيال ؟ وهل حدثت بالفعل جريمة القتل التي شاهدتها عبر النافذة أم لا ؟ واهتمامه بهذه التفصيلة تحديداً ذكرني بقوة بفيلم rear window الشهير للمخرج الفريد هتشكوك
ابطال فيلم The woman in the window
– ايمي آدمز
قامت ايمي آدمز بدور الدكتورة النفسية آنا فوكس المصابة بمرض الخوف من الأماكن المفتوحة بشكل في غاية الجمال والروعة وعلى الرغم من أن الدور جديد عليها ولم تقدم مثله من قبل إلا انها أتقنت الدور بشكل محترف يستحق الإشادة ، حيث ظهرت في جميع مشاهد الفيلم كونها البطلة الوحيدة ونقلت لنا الكثير من المشاعر بداية من احساسها بالوحدة والخوف من وحدتها ومع محاولتها للعلاج والتخلص من وحدتها يقابلها الوحش التي تخاف أن تقابله وهو مرض الفوبيا من الأماكن المفتوحة ،جعلنتا نعيش تجربتها بادائها الرائع لكن للأسف أدائها وحده كان غير كافي لينقذ الفيلم .
– جاري أولدمان
يظهر الفنان جاري أولدمان في الفترة الأخيرة في العديد من الأفلام بأدوار صغيرة تكون محورية خلال الأحداث حيث يترك بصمة جيدة يتذكرها الجمهور دائما، وفي فيلم The woman in the window ظهوره كان قوي ومميز وقد قدم بالفعل كل ما يملك في الشخصية الذي قدمها .
– جوليان مور
ظهرت الجميلة جوليان مور في مشهد واحد فقط لكنه كان أكثر مشهد مهم وممتع في الفيلم حيث أنه كان مشهد حواري طويل مليئ بالغموض والكوميديا السوداء بينها وبين ايمي ادمز، قدمت فيه أداء قوي وملفت وعلى الرغم من مساحة الدور الصغيرة إلا اني اتوقع ترشحها لكثير من الجوائز .
التقييم النهائى لفيلم The woman in the window
فيلم إثارة ورعب نفسي لا يحتوي على ملل ،ورغم إمكانياته العالية من مخرج متميز وأداء تمثيلي رائع لكنه للأسف تقدم بشكل أقل من المتوسط، الفيلم متوفر عل نتفليكس ومناسب للمشاهدة العائلية .
تقييمي لفيلم The woman in the window هو 6/10