إن ما قدمته إستدويوهات “مارفل” في فيلم Shang-chi and the legend of the ten rings لهو بمثابة تأكيد جديد ومثالي وبالغ الروعة علي قوة معروضات “مارفل” الترفيهية وأثرها الكبير علي الثقافة الشعبية لدي شريحةٍ عريضة من الجمهور، وبهذا لا يوجد أدني مبالغة إن تم تصنيف عالم “مارفل” السينمائي علي أنه في طليعة إهتمامات الكثيرين السينمائية إن لم يكن هو الأهم متفرداً بذاته.
مراجعة مسلسل what if – النظرة الأولية علي أكوان مارفل المتعددة
ولذلك هناك علامة إستفهامٍ كبري عن ماهية أسباب إبتعاد “مارفل” لوهلة عن ما تفعله دوماً، وتقحم وسط عالمها السينمائي ما يساهم في إثارة الجدل وربط السينما بالأبعاد الواقعية ، وخصوصاً تلك المتعلقة بالمثلية وخلافها كما عرف البعض بوجودها بفيلم “Eternals” أو سمع عنه، مما يفسد ذلك العمل الذي تقدمه أحد أهم أضلاع صناعة السينما في “هوليوود” و العالم حالياً وهي “مارفل” تحت قيادة حكيمة من السيد “كيفن فايجي”، وأيضاً تساهم في خلق وسائل للمهاترات الجماهيرية والنقاشات الحادة بين مؤيدٍ لعرض الفيلم بصالات السينما العربية وبين معارض لذلك القرار الخاطئ.
لذا بالعودة إلي فيلم Shang-chi and the legend of the ten rings، نجد أن “مارفل” كعادتها توازن بين منهاجها وطباع أغلب أفلامها التي رأينها من قبل في أغلبية الأفلام السابقة، وبين العناصر الجديدة التي تعتمد علي النزالات والمهارات القتالية المعقدة كرياضة “الكونج فو”، مما يمنح الفيلم علامة الإجادة في تقديم الجديد بشكله ونمطه المعتاد مصحوباً ببصمات “كيفن فايجي” ورفاقه المستذكرين جيداً للقصص المصورة وما يمكن روايته سينمائياً منها وما لا يمكن إستنباطه منها، وذلك هو المطلوب دوماً أين يكن العمل تقديمٍ لشخصية جديدة أو إستمرارية لسلسلة معينة.
تدور أحداث فيلم Shang-chi and the legend of the ten rings عن “شانج شي” الفتي الذي عاد بصحبة صديقته “كاتي” وشقيقته الصغري “زو زايلينج” لمسقط رأسيهما ب”ماكاو” بدولة “الصين”، من أجل مواجهة والده “زو وينوو” قائد منظمة “الحلقات العشر” الإجرامية الذي يسعي لفعل شئٍ ما ربما يكن خطره أكثر بكثير مما يترتب عليه من مكاسب.
مراجعة فيلم Shang-chi and the legend of the ten rings
يتميز سيناريو فيلم Shang-chi and the legend of the ten rings بتغطيته لكافة جوانب خلفية شخصية “شانج شي” كاملةً ليس فقط في البداية، ولكن خلال أوقاتٍ متفرقة من الأحداث التي تحتاج إلي تفاصيل معينة لفهم حقيقة دوافع الشخصيات من ناحية والصراع النفسي الذي يمرون به من ناحية أخري، بالإضافة إلي إقتران القصة بطريقةٍ جيدة بالأعراف الصينية وتقاليدهم القديمة خصوصاً في تعلم القتال وفي أساليب الحياة وما إلي ذلك، لدرجة أنه قد لا يصدق أحداً أن هذا العمل ينتمي لعالم “مارفل” السينمائي.
النقطة الإضافية التي صتب في مصلحة فيلم Shang-chi and the legend of the ten rings هي تصميم الشخصيات سواءاً علي جانب الخير والشر بما يضمتن قابليتها لدي الجمهور، وخصوصاً الشر المتمثل في “زو وينوو” الذي ينمتي لنوعية الأشرار أصحاب الأهداف والنوايا التي يمكن بسهولة تفهمها والتوافق معها كمشاهد، فهو ليس مجرد شرير إعتيادي يهدف للتدمير ونشر الخراب والدمار فحسب، بل يمتلك غاية وغاية ناتجة عن ظروفٍ معينة ليست بالعشوائية علي الإطلاق.
هناك بالطبع بعض اللحظات الكوميدية الغير المبتذلة كالمعتاد في عالم “مارفل” السينمائي بطلتها النجمة الموهوبة خفيفة الظل “أوكوافينا”، وتأثير كبير للجانب الدرامي علي الأحداث خصوصاُ في مشاهد الفلاش باك والقليل من الخط الرئيسي، وبالطبع السيادة الكبري لمشاهد الحركة المتنوعة والمستوحاة من رياضة الكونج فو ومهاراتها القتالية المتنوعة التي تندرج بداخل تسلسلاتٍ كبيرة للأكشن ويحسب جودتها العالية للمخرج “ديستن دانيال كريتون” الذي بالرغم من تفوقه في ذلك العنصر يعيب عمله قلة جودة المؤثرات البصرية التي تبدو أشبه بالرسومات الكرتونية ويبان عليها أنها مصطنعة ليست بالحقيقية.
بالرغم من فتور شهرته كنجم سينمائي، إلا أن رهان المخرج “”ديستن دانيال كريتون” علي “سيمو ليو” كان في محله تماماً، الممثل الشاب صاحب الجنسية الكندية والأصول الصينية أجاد تجسيد الشخصية علي مستوي اللحظات الدرامية و تمتع بحس المرح في مشاهده مع “أوكوافينا” والأهم من ذلك لياقته البدنية العالية في مشاهد الأكشن الذي تأكد بالفعل أنه قام بأدائها بنفسه وببراعة فائقة تعزز قبوله لدي جمهور “مارفل” و إحتمالية تكرار ظهوره مستقبلاً سواءاً في أجزاء آخر من فيلم Shang-chi and the legend of the ten rings أو بصحبة “الأفنجرز”.
علي الجانب الآخر، يتفوق بدرجاتٍ كبيرة علي “سيمو ليو” النجم المعروف “توني لينج” في شخصية “زو وينوو” الذي أستطاع بأدائه تقوية ذلك الرابط بينه وبين الجمهور المحب لشخصيات الشر في جميع الأعمال السينمائية ليس فقط في أفلام القصص المصورة من خلال الهدوء والرزانة في التجسيد الدرامي خصوصاً حينما يكشف عن نوايه التي تبدو حميدة للغاية في ظاهرها، وأيضاً عدم المبالغة في إبراز رغبته العارمة في تحقيق هدفه من خلال تعبيرات مصطنعة وغير مناسبة.
وبالطبع هو مجد للفنون القتال حتي وإن كان يكبر “سيمو ليو” في السن بأكثر من ثلاثين عاماً، لذا يمكن القول أن “توني لينج” يشارك “سيمو ليو” دور البطولة في فيلم Shang-chi and the legend of the ten rings ليس مجرد نجم مساند له، وإسمه سيضاف إلي قائمة النجوم الذين تمكنوا من تقديم أدوار الشر بصورةٍ استثنائية لا يمكن نسيانها أو التقليل منها نهائياً.
في الختام، وبالرغم من كونه تقديم لشخصية جديدة بعد مرور الكثير من الوقت علي إنطلاق عالم “مارفل” السينمائي، فيلم Shang-chi and the legend of the ten rings من السهل تنصيفه ضمن أفضل عشر أفلام قدمتهم “مارفل” متفوقاً علي باقي الأفلام التي إستمر صداها لدي الجمهور لفتراتٍ طويلة، فالأفكار الصائبة فيما يخص عناصر القصة و الأكشن والتمثيل المثالي للحياة والأجواء الأسيوية الساحرة يجعل الفيلم مستحقاً بكل تأكيد لما ناله من إشادة تقديرية سواءاً نقدية أو جماهيرية.