– في يوم 3 سبتمبر من عام 1973 وفي تمام الساعة 6 مساءاً والدقيقة 28 والتانية 32 حطت ذبابة زرقاء تصل سرعة خفقان جناحيها إلى 14.670 هزة فـ الثانية على أرض شارع سان فنسنت، في نفس الثانية في شرفة المطعم، كانت الرياح تداعب المفرش، مما جعل الكؤوس تتراقص دون أن يلحظ أحد في الوقت ذاته في الدور الخامس عمارة 28 شارع ترودان، مسح العجوز “يوجين يوكر” اسم صديقه العزيز المرحوم “إميل مينو” من دفتر التليفونات بعد عودته من الجنازة.. وأيضا في نفس الوقت كان هناك حيوان منوي يخص السيد “رفايل بولان” حاملاً كروموسوم إكس يشق طريقه إلى بويضة السيدة “أماندين بولان” المعروفة باسم “أماندين فوييه” وبعد تسعة أشهر ولدت طفلة سميت “إيميلي بولان”.
“Le fabuleux destin d’Amélie Poulain”
– أو المصير الخرافي لأيميلي بولان.. واحد من أفضل الأفلام اللى ممكن تشوفها فـ حياتك.. بيتقال إن شوارع باريس كانت بتتمسح يومياً عشان يطلعوا فيلم بالجودة دي لأن المخرج كان عاوز يصور عالم إيميلي زي ماهي عايشاه بالظبط من حبها للناس وجمالها اللى شايفاه طول الوقت فـ كل حاجة حواليها.. فـ 1974 قرر المخرج الفرنسي “جون بيير” -اللي مكنش ليه اي حصيلة سينمائية- صياغة تحفته “مصير إيميلي بولان” وقاده الشغف لخلق حالة بصرية وإبداعية واللي إستمدها من أعمال الفنان التشكيلي البرازيلي “جواريز ماتشادو” فتحس إن كل كادر فـ الفيلم لوحة بحد ذاته، واستمرت الفكرة تتطور فـ ذهنه وتتبلور أطراف القصة لسنوات لإنه مكنش لاقي الوجه الامثل لشخصية أميلي لحد ماتم الإستقرار على الممثلة الفرنسية “أودري تاتو” للقيام بالدور فـ بداية الألفينات والجدير بالذكر إنها ماكنتش أولى المرشحات للبطولة..
– “اميلي بولان” شخصية نرجسية كوميدية انسانية.. غريبة
الأطوار بعض الشيء.. شايفة إن سحر الحياة بيكمُن في أدق تفاصيلها.. عالم أميلي بولان بيحظى بمزيد من العبثية والتفاهة.. هي شايفة إن كل شيء اتخلق لسبب وكل انسان بيجد لذته ومتعته فـ شيء من الممكن أن يراه الأخرون تافه.. كُتب فـ الصحف الفرنسية عن شخصية إيمليي “إنها المرأة التي يتمناها أي رجل فهي تهتم بأصغر تفاصيل حتى أكبرها”.
– الفيلم مفيهوش قصة متسلسلة.. لكنه بيعتمد على أحداث غير مرتبة.. رُشح لخمس جوائز أوسكار وجائزة جولدن جلوب و ٦ جوائز بافاتا.. وصُنف كأفضل فيلم فـ التاريخ حسب تصنيف جريدة نيويورك تايمز فـ ترشيحها لألف فيلم.. هتخلص الفيلم ومش هتغيب عن بالك المقطوعات الموسيقية الرائعة لـ Yann Tiersen.
– د. أحمد خالد توفيق “كتب فـ مرة عنه مقالة قال فـ آخرها “ﺃﻓﺴﺤﻮﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻠﺠﻤﺎﻝ، ﻟﻠﺪﺍﻧﺘﻴﻼ، ﻟﻠﻌﺬﻭﺑﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮ، ﺃﻓﺴﺤﻮﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﻠﺬﺍﺋﺬ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺴﻴﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﺓ ﺍﻟﺘﻰ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻭﺻﻔﻬﺎ، ﻻ ﺗﻔﻮﺕ ﻓﺮﺻﺔ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ ﻟﻮ ﺃﺗﻴﺤﺖ ﻟﻚ، ﻓﻬﻮ -اﻟﻔﻴﻠﻢ ﻧﻔﺴﻪ- ﻣﻦ ﻟﺬﺍﺋﺬ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ“.