مقالات

The wisdom of Trauma .. هل يمكن أن يتحول أعمق آلامنا إلى باب للشفاء؟

The wisdom of Trauma

قراءة في الفيلم الوثائقي: “حكمة الصدمة” “The wisdom of Trauma”..

العمل الوثائقي The wisdom of Trauma هو رحلة مع الطبيب الفيلسوف جابور ماتيه Gabor Mate استغرقت أربع سنوات لاستكشاف “لماذا يواجه العالم والمجتمع الغربي تحديدا كل هذه الأوبئة، والأمراض النفسية، والعصبية، والجسدية؟”

و قبل أن نبدأ في تحليل أو التعليق على هذا العمل الفني النفسي المميز، يجب أن نذهب لما وراء العمل… المؤلف، الدكتور جابور ماتيه Gabor Mate.

جابور ماتيه طبيب كندي-هنغاري من مواليد بودابست هنغاريا، تعرضت أسرته للإبادة الجماعية على يد النازية، هذه التراجيديا العائلية تركت جروح غائرة في العائلة وفي نفس جابور الذي استثمرها لاحقا في فهم الصدمة ومساعدة الملايين حول العالم في التحرر منها.

هاجر جابور إلى كندا مع عائلته عام 1956 وحصل على شهادة الطب في ممارسة طب الأسرة مع إهتمام خاص في مواضيع تنمية الطفل، الإدمان، التوتر والصدمة.

قضى جابور 12 عاما في فانكوفر يعالج أكثر الحالات المستعصية من مدمنين والمصابين بالصدمات النفسية والاضطرابات العقلية.

وهو صاحب رؤية شمولية في التعاطي مع الأمراض النفسية والجسدية ويؤمن أن صحة العقل والجسد لا يمكن فصلها ويرتبطان برباط عضوي شعاره “هل يمكن لجروحنا الغائرة أن تكون مدخلاً إلى الشفاء؟” بمعنى أنه لا يمكن أن نفهم آلامنا الجسدية، بدون أن نفهم عقلنا الباطن وبيئتنا الثقافية.

The wisdom of Trauma .. هل يمكن أن يتحول أعمق آلامنا إلى باب للشفاء؟ 1
The wisdom of Trauma

وله طريقة مبتكرة في العلاج النفسي تدعى “التحقيق الرحيم” compassionate inquiry تم تبنيها في معظم العيادات النفسية ومراكز علاج الإدمان في العالم، واليوم يقول جابور: “الغاية من التحقيق الرحيم هو الحفر للوصول للقصص الجوهرية التي يخبرها الناس لأنفسهم، لجعلهم يراقبوا القصص التي يخبروها لأنفسهم بشكل غير واع، ما هي المعتقدات التي يؤمن بها، من أين جاءت، ثم نرشدهم لاحتمالية عدم جدوى هذه القصص وبالتالي التخلي عنها”

كان جابور يعتقد أن الصدمة ظاهرة نادرة، ولكن بعد أن سأل الكثير من الناس اعترفوا له أنهم بمرورهم بتجارب مؤلمة في حياتهم يستطيعون القول بأن الصدمة تشبه “حمل غوريلا” على ظهرك طول حياتك. الصدمة ليست الأشياء السيئة التي حدثت لك، بل ماذا يتغير في داخلك نتيجة للأشياء السيئة التي حدثت لك.

الصدمة هي الانفصال عن “الذات”… لماذا ننفصل؟ لأنه يصبح من المؤلم جداً أن نكون ذواتنا الحقيقية بعد الصدمة، وتصبح هذه ديناميكية نعيشها بقية حياتنا، لا نستطيع التعامل مع مشاعرنا، وهذا يعني في علاقاتنا الإنسانية عندما نشعر بألم ولو بسيط ننسحب لأننا لا نعرف التعامل مع هذا الألم.

الصدمة هي عندما يكون لدينا شعورغريزي تجاه شخص أو موقف ما، لا نتبع هذا الشعور مم يعرضنا لمخاطر ظرفية.

الصدمة أيضا تؤثر على نمو العقل والدماغ البشري: رد الفعل، التعامل مع التوتر، الاحتكاك بالناس، التعاطف، وظائف قشرة الفص الصدغي تتأثر، لهذا أدمغة الأطفال المصدومين لا تشبه أقرانهم الطبيعيين.

The wisdom of Trauma .. هل يمكن أن يتحول أعمق آلامنا إلى باب للشفاء؟ 2
The wisdom of Trauma

فعلى سبيل المثال الطفل المصدوم من أحد الوالدين و الذي لا يشعر بأن لديه أحد ليتكلم معه، فهذه هي الصدمة، الطفل الذي يحرم من اللمس والتقبيل قد يموت لأنه تغمره المشاعر فيحتاج للأب والأم لإعادة ضبط دماغه وبالتالي مشاعره من خلال حنان اللمس، الطفل المصدوم ليس فقط مغمور بمشاعر متشابكة، بل لا يجد من يتفهمه، يفك طلاسمه ويحتضنه!

و يرى جابور أن للطفل حاجتين أساسيتين: حاجة التعلق (بالوالدين) حاجة الأصالة، فمجتمعنا يكبح الطفل ولا يسمح له أن يعبرعن مشاعره الغريزية مما يثمرعن الطفل الغاضب، و الذي على سبيل المثال غير مسموح له أن يعبر عن غضبه، بل يتم معاقبته، وهذا على المدى البعيد يفصله عن ذاته الحقيقية ويؤدي للكآبة والاضطرابات العقلية.

و في تحليله، يرى جابور أن الحل: ان نرشد الطفل ونحاول أن نتفهم سبب غضبه عن طريق الحوار ونتعلم كيف نوجه هذا الغضب ونتعامل معه، لا أن نكبحه ونعاقبه، لا نريد أن نربي أطفال لا يغضبون!

(هذا مستحيل)! نريد الأطفال أن يدركوا أن الغضب ليس بالضرورة أن يكون مدمر، وأنه بالإمكان تحويل هذا الغضب إلى طاقة إبداعية.

الصدمة بين الأجيال:

أحيانا الصدمة تنتقل بين الأجيال، لا نستطيع أن نحدد متى وكيف بدأت. و لكنها تنتقل من جيل إلى آخر. فالأمر ليس مقتصر على ضحايا الحروب، التطهير العرقي ومعسكرات الاعتقال و ما إلى ذلك، كل ما يحتاجه الأمر هو أبوين منفصلين عن مشاعرهم الغريزية لكي يصاب الطفل بالصدمة.

و لكن هناك جانب مضيء للصدمة ودرس مستفاد وهو” أن الصدمة تسمح لك أن تغوص في أغوار نفسك وتشهد بنفسك كيف هجرت ذاتك الحقيقية وانفصلت عنها، فقط في هذه الحالة تكون الصدمة تجربة نجاح وليست تجربة فشل.

The wisdom of Trauma .. هل يمكن أن يتحول أعمق آلامنا إلى باب للشفاء؟ 3
The wisdom of Trauma

طفولة جابور في الهولوكوست:

ينتمي جابور لأسرة هنغارية يهودية تعرضت للقمع والتشريد على يد النازية، ففي عام 1945 قتل النازيون نصف مليون هنغاري، أغلبهم قًتل رميا بالرصاص على نهر الدانوب، كان من ضمنهم جدة وجد جابور لأمه…. كما تم اعتقال والده وتجنيده قسريا لخدمة النازيين في معسكراتهم.

احتفظت والدة قابور بمذكرات تخاطبه فيها أعاد انتاجها في كتاب “عقول مشتتة”، وذكر أن والدته كانت تفكر جديا في الانتحار بعد مقتل والديها، وكتبت له “رؤيتك بجانبي في المهد كانت سبب كافي لأستمر في الحياة”، يقول جابور أنه لم يمتلك الشجاعة لفتح مذكرات والدته وقراءتها إلا بعد نصف قرن!

 

تركت هذه التجربة المأساوية المريرة أثرها العميق في نفسية جابور الطفل و أصيب باضطراب قصور الانتباه  (آلية مواجهة للصدمة) كما تسببت له بأزمه وجوديه كطفل—كان كلما سمع كلمة الله God ينتابه غضب شديد و يقول: “ما هذا الإله الذي يسمح بمقتل جدي وجدتي في الأوشفيتس (معسكر تعذيب تابع للنازية)!”

 

صدمة وإدمان جابور:

كان يقرأ جابور الأشخاص و يراهم عبر صدماتهم وتجاربهم المؤلمة, فهو نفسه تعرض لصدمات طيلة حياته خصوصا في أواخر الثلاثين إلى منتصف الأربعين من عمره، فقد كان مدمن على العمل، وعندما سئل جابور لماذا كان مدمن على العمل؟ أجاب: “لأن الرسالة التي وصلتني من العالم أنني غير مرغوب بي في المجتمع”

كيف تتعامل مع فكرة أنك “غير مرغوب فيك” في المجتمع؟ أن تجعل نفسك ضروري للمجتمع…فعندما تتعرض لصدمة وتعتقد أن أنك غير محبوب في المجتمع ستفكر بأن تتخصص في مجال ضروري يحتاجه المجتمع ليحتاجونك في كل وقت، عندما يولدون وعندما يموتون، وهذه الفكرة كانت “إدمانيه” بالنسبة لجابور.

The wisdom of Trauma .. هل يمكن أن يتحول أعمق آلامنا إلى باب للشفاء؟ 4
The wisdom of Trauma

 

الألم هو جذر الإدمان:

هناك علاقة قوية بين الصدمة والإدمان، في حياة كل شخص كان مدمن أو سيصبح مدمن، هناك دائما صدمة. الإدمان هو أي سلوك يجلب الارتياح والاشتهاء (لشيء ما) على المدى القصير، ولكنه يسبب معاناة ونتائج سلبية على المدى البعيد ويصعب على الشخص ترك مثل هذا السلوك.

ولا يجب هنا طرح سؤال على شاكلة “لماذا الإدمان؟” بل “لماذا الألم؟”، ففي مجتمعاتنا هناك خرافتين يتم تداولها حول الإدمان وهما:

  1. الإدمان هو اختيار واعي، وأن القرارات التي يصدرها الشخص المدمن هو مسؤول عنها و لا بد أن يعاقب عليها.
  2. الإدمان مرض وراثي و اضطراب بيولوجي في المخ.

ولكن الإدمان في حقيقته هو استجابة للصدمة التي تحمل في طياتها (الألم)، ومجتمعاتنا لا تفهم الإدمان، فبدون الإدمان المدمن يشعر بنقص وفراغ نفسي كبير، كما لو أن الإدمان سيجلب له التوازن ويملأ فراغه النفسي.

ولكي نساعد المدمن في التعافي من الإدمان لابد أن نفهم فلسفة الصدمة، لا بد أن نتعامل مع الألم النفسي والجروح الغائرة التي تحرك المدمن بشكل لا واعي. فخلف كل شخص مصدوم هناك شخص خفي بصحة جيدة و لكنه لم يجد الفرصة ولا المكان المناسب ولا العلاقات الانسانية التي تساعده أن يعبر عن ذاته الحقيقية.

و هنا يطرح جابور سؤال غاية في الأهمية رغم شيوعه، هل نحن أحرار؟ هل نحن واعين؟ هل نتخذ قراراتنا بوعي وإدراك تام؟ هل الشخص المدمن المصدوم يتم تحريكه عن طريق آليات لاوعي ورثها أو طورها كاستجابة لصدمة حدثت له في طفولته؟، طالما أننا لسنا واعين و تحركنا اليات اللاوعي فلسنا أحرار!

ويصل جابور لنتيجة خطيرة وهي أنه يوجد في مجتمعاتنا بنية اجتماعية تحفزعلى الصدمة لدى العديد من الأشخاص، بنية تشجع على السلوك الهروبي الإدماني، وتلك النزعات الداخلية تلتقي مع هذه البنية الاجتماعية، لهذا يبدو وكأن انتشار الصدمة وبالتالي الإدمان أمر طبيعي للغاية.

The wisdom of Trauma .. هل يمكن أن يتحول أعمق آلامنا إلى باب للشفاء؟ 5
The wisdom of Trauma

فنحن نخلق العالم بإدراكنا، لهذا عندما يكون لدينا رؤية كونية بأن العالم مكان فضيع، ولكي نعيش في هذا المكان الموحش لابد أن نكون أوغاد، جشعين وماكرين ونعتنق عقيدة “إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب” لأنه هذا هو العالم الموحش الذي خلقناه. هذه النوعية من البشرهي التي يكافئهم المجتمع بالقوة!

شرائح كبيرة من الاقتصاد تقتات على العادات الشرائية الإدمانية للناس، الكثير من الناس تشتري بضائع لمجرد المتعة اللحظية المؤقتة، ولكنها تسبب لهم الضررعلى المدى البعيد. بل نحن نذهب لأبعد من ذلك بأن ندمر الأرض بسبب عاداتنا الإدمانية.

هذا الانفصال عن الأرض يعود لانفصالنا عن اجسادنا، عن ذاتنا…الاثنان واحد لا ينفصلان.

استغلال الأرض كما لو أنها شئ منفصل عنا يعود لنزعة السيطرة الأبوية في الإنسان، فدائما نتكلم عن “أمنا الأرض” ولكن أنظر ماذا صنعنا في أمنا الارض!

فما آلت اليه الأوضاع الآن مؤشر واضح على أننا نعيش حالة “صدمة جمعية” مدارسنا مليئة بأطفال يعانون من صعوبة التعلم واضطرابات نفسية وعقلية مصدرها الصدمة، والأساتذة الذين يتعاملون مع هؤلاء الاطفال لم يتم تثقيفهم ولو بمحاضرة واحده عن ماهية الصدمة، فهم يعملون في ظل افتقار تام للمعلومات و الوعي النفسي و الثقافي.

نظامنا القضائي ليس لديه أدنى فكرة عن ماهية “الصدمة” بل أنه يشرع لقوانين وأنظمة تفاقم حالة الصدمة لدى الناس! هذه المؤسسات لابد أن يتم تثقيفها عن ماهية الصدمة وجذورها وكيف تعمل. لابد أن نرى بعضنا من منظور “ماذا حدث لنا؟” وليس “ماهي مشكلتنا؟” !

The wisdom of Trauma .. هل يمكن أن يتحول أعمق آلامنا إلى باب للشفاء؟ 6
The wisdom of Trauma

ويذهب ماتي لقناعة بأن معظم الأمراض المميتة (كالسرطان) لو تقصينا أسبابها الجذرية سنجد “الصدمة”، ستيف جوبز، على سبيل المثال، السبب الرئيسي لإصابته بالسرطان هو صدمة تعرض لها في طفولته.

جابور أيضا يؤمن بالطاقة الشفائية للأعشاب التخديرية Psychedelics و قدرتها على فتح بوابة اللاوعي للوصول للقصة المحركة و شفاء جميع الحالات، من الصدمة للإدمان للسرطان.

ويهاجم النظام الطبي و الثقافي المعاصر الذي يفصل بين العقل والجسد، ويفصل بين الأفراد وبيئتهم، فهناك مرض الربو الشعبي bronchial asthma والذي يصاب به الكثير من الأطفال، منشأ هذا الوباء هو التوتر المتزايد في شمال أمريكا، إذن فالأمراض المنتشرة في كل مجتمع هي تجليات لطبيعة ثقافة وأسلوب حياة ذلك المجتمع.

 

الأقليات أكثر عرضة للأمراض:

الأمريكيون الأفارقة أكثر عرضة من غيرهم للإصابة والوفاة بسرطان البروستاتا، ليس لنقص في الامكانيات والعناية الطبية، ولكن هناك شيء في أن تنتمي لأقلية الأمريكان من أصل أفريقي يسبب الإرهاق والتوتر الشديد، والذي يؤثر سلبا على جهاز المناعة عند هذه الأقلية.

الخصوصية الثقافية والضغوط الاجتماعية لكل أقلية عرقية يجعلها عرضة للإصابة بأمراض معينة أكثر من بقية المجتمع ، وهناك أمراض لا تظهر إلا في الأقليات من أصول عرقية مختلفة.

والسؤال الآن “أين تكمن المشكلة؟”، ويرجع جابور المشكلة الرئيسية إلى سباق الجرذان المحموم كما يسميه، أي النظام المالي الرأسمالي، فطالما أن الأبحاث الطبية يحركها الربح “المادي” لشركات الأدوية فإن النظام التعليمي للأطباء سوف يكون محوره الحافز الربحي لشركات الأدوية فقط. فالمنهج الطبي الحالي يتعامل مع الناس كروبوتات.

The wisdom of Trauma .. هل يمكن أن يتحول أعمق آلامنا إلى باب للشفاء؟ 7
The wisdom of Trauma

العولمة المادية:

عندما تنتشر العولمة المادية حول العالم تنتشر معها أمراض جهاز المناعة في مجتمعات لم تكن تعرف هذه الأمراض من قبل، فالأمراض العقلية والجسدية هي استجابة طبيعية لظروف غير طبيعية، وبعض السلوكيات التي تعتبر “طبيعية” في بعض المجتمعات هي في الواقع غاية في الجنون.

في أكثر المجتمعات هوساً بالصحة (كالمجتمع الأمريكي مثلا) الصحة ليست بخير!، وفي أغنى بلاد العالم من حيث الإمكانيات والرفاهية نصف السكان يعانون من اضطرابات مزمنة. فالمرض هو حينما يعمل عضو في الجسد ضد مصلحة كافة أعضاء جسم الإنسان.

فالأمراض المزمنة هي وسيلة الجسد لقول (لا)، فعندما يكتم الإنسان العديد من ال(لا) لكي ينسجم وينصهر في المجتمع أو الشركة أو الثقافة تحدث المشاكل الجسدية. والصدمة تتضمن رحلة طويلة من “كتمان” الألم واستهلاك طاقة هائلة في المعاناة مع الألم بصمت.

ويرى جابور أنه عندما نتعافى، فإن الطاقة التي استهلكناها في معاناة الألم ستتحرر إلى الأبد، وعندما نعيش في اللحظة الراهنة (الآن ليس الماضي أو المستقبل)، فإن طاقة الصدمة ستتحول إلى طاقة حياة.

هذه هي آلية مواجهة الحقيقة المؤلمة التي ينتج عنها الخلاص عند ماتيه.

ويشارك معنا جابور بعض الإحصاءات الصادمة، فالانتحار يعد ثاني أكبر سبب للوفاة في أمريكا للفئة العمرية(15-24)، ويقتل 800 ألف انسان حول العالم و 43 ألف فقط في امريكا.

ويموت في أمريكا 81 ألف شخص سنوياً بسبب جرعة مخدرات زائدة، أما أمراض الجهاز المناعي فهي تصيب أكثر من 24 مليون شخص في أمريكا.

وختاما، إذا كانت هذه الأرقام في واحدة من أغنى دول العالم واكثرها تقدما علميا ورفاهية، فلك أن تتخيل حجم ونوعية الصدمات، الإدمان، والأمراض الجسدية والاضطرابات العقلية والتشوهات النفسية التي تعشش في المجتمعات العربية والمسكوت عنها بسبب ثقافة “العار” المرتبطة بالعلاج النفسي.

نهال قدري
ناقدة فنية و كاتبة مصرية حاصلة على ليسانس إعلام شعبة صحافة من جامعة عين شمس و حاصلة على دبلومة نقد فني من أكاديمية الفنون المعهد العالي للنقد الفني. بأكتب مقالات و قصص قصيرة على موقع ساسه بوست و جوك.