مراجعات

مراجعة فيلم La La Land

مراجعة فيلم La La Land مايو

(قد يكون هناك حرق لبعض الأحداث!)

  • نوع الفيلم : درامى – موسيقى – إستعراضى
  • إنتاج سنة : 2017
  • بطولة : إيما ستون – ريان جوسلينج
  • كتابة وإخراج : داميان شازيل
  • التقييم الشخصى : 9/10

قصة فيلم La La Land :

تدور أحداث فيلم La La Land حول “ميا” التي تطمح أن تصبح ممثلة، “سيباستيان” عاشق الجاز المحبط من انحدار هذا الفن العظيم والذي يأمل أن يتمكن يوماً ما من فتح نادي لموسيقي الجاز، وعند لقائهما كان يصارع كل منهما من أجل تحقيق حلمه، ف”ميا” لم تتمكن من النجاح في أي من تجارب الأداء وتعمل كنادلة في إحدي المقاهي في “Warner Bros” أما “سيباستيان” فهو يعزف في الحانات والمطاعم، ويلتقي “ميا” و”سيباستيان” وتنشأ قصة حب بينهما.

إفتتاحية فيلم La La Land:

اذا سألت شخص عن أجمل إفتتاحية شاهدها لا شك أن افتتاحية “la la land” أول ما سيجول في خاطره، مشهد موسيقي إستعراضي يقدمه العديد من الأشخاص حيث يخرج السائقون من سيارتهم المتوقفة وسط الزحام ويبدأون بغناء “Another Day of Sun” في جو رائع مليء بالبهجة والتفاؤل وفي تناغم رائع، وقد تم تقديم هذا المشهد بشكل رائع ومتقن والشيء المبهر في هذا الإستعراض أنه تم تصويره بلقطة واحدة دون قطع.

الاحداث :

استوحي “شازيل” الفيلم من تجربته الخاصة كمخرج عندما أتى إلى لوس أنجلوس ومعاناته للنجاح، ويعبر الفيلم عن رغبة قديمة ل”شازيل” في صنع فيلم موسيقي يعبر فيه عن امتنانه للعصر الذهبي للأفلام.

اداء الممثلين :

-التناغم بين “إيما ستون” و”ريان جوسلينج” كان رائعاً، وساهم في خلق هذا التناغم الرائع بينهما عملهما مع بعضهما في بضعة أفلام سابقة مثل “Gangster Squad” و”Crazy, Stupid, Love”، وقد ظهر هذا التناغم واضحاً في المشاهد الرومانسية، المشاهد الموسيقية الراقصة، والمشاهد الدرمية، وقدم كل منهما أداءاً رائعاً والقدرة علي تجسيد أدوارهما بإتقان وإن كانت “إيما ستون” تتفوق علي مستوي التجسيد إلا أن هذا لا يقلل من الأداء الرائع الذي قدمه “ريان جوسلينج”.

مراجعة فيلم La La Land 1

السيناريو :

سيناريو الفيلم من أفضل السيناريوهات التي شاهدتها وقد تعمق فيه “شازيل” بطريقة رائعة، فقد قام بعمل جيد في تصوير روح وتناقضات مدينة لوس أنجلوس فعلى الرغم من أنها مدينة للحالمين إلا أنها أيضاً تحمل بين شوارعها أعداداً لا تحصى من الأحلام المحطمة، قصة الحب لم تكن مثل قصص “ديزني” الجميلة اللطيفة التي تنتهي نهاية سعيدة بل كانت مثل الحلم الجميل الذي لا يخلو من أشباح الواقع، وركز “شازيل”علي الصراع النفسي الذي تحمله هذه القصة بين طياتها وركز أيضاً علي العقبات والصعوبات التي تعترضها كما ربط قصة الحب بفصول السنة تبدأ وتنتهي بفصل الشتاء وكأنه يريد توضيح التغيرات التي تطرأ علي حياة بطلي الفيلم وقصة الحب بينهما بمرور الزمن، كما ركز علي القرارات التي اتخذتها الشخصيات وتبعيات هذه القرارات علي مصيرها وعلي مصير الشخصية المرتبطة بها وغالباً ما تكون تبعيات هذه القرارات تنتهي بالتضحية مثل قرار انضمام “سيباستيان” للفرقة فإنه بذلك يتخلي عن مبادئه وحلمه وطموحه في إحياء موسيقي الجاز الخالصة وحتي لو كان رفض الإنضمام فإنه بذلك يتخلي عن فرصة توفير عمل ثابت، كما كان أسلوب السرد مميزاً حيث بدأ مرتين بشكل موازي.

الموسيقى التصويرية :

-تم تصوير الفيلم علي طريقة “السينما سكوب” وهي الطريقة التي إشتهرت وأُتبعت فى الخمسينات ولم يقتصر الأمر علي طريقة التصوير فقط بل إمتد أيضاً إلي الأزياء والألوان والأغاني.

تعتبر موسيقي “جاستن هوروتز” القلب النابض للفيلم وركن أساسي من أركان سحره، وقد إستطاعت نقل مشاعر الشخصيات كما أنها حتماً ستلمس شيئاً بداخلك وخصوصاً “Mia & sebastian’s theme – late for the date” التي كانت حاضرة في أغلب المشاهد بين “ميا” و”سيباستيان” فهي كانت السبب في دخول “ميا” إلي الحانة وبداية إعجابها ب”سيباستيان”، كما أنها كانت السبب في ترك “ميا” للعشاء وذهابها إلي السينما عندما تخيلتها في عقلها وكأنها تحسها علي المغادرة والذهاب إلي “سيباستيان”، كما كانت حاضرة أثناء رقصهما بين النجوم في مشهد رائع ومبهر علي المستوي البصري وأشبه بالحلم الجميل، كما عزفت للمرة الأخيرة في المشهد الختامي وكانت بمثابة الوداع.

ولم تقل الأغاني روعةً عن الموسيقي التصويرية فقد جاءت رائعة ممزوجة بين الطابع الكلاسيكي والطابع الحديث بطريقة رائعة ومناسبة للفيلم ومنها City Of Stars، The Fools Who Dream، Someone In The Crowd، A Lovely Night.

وأبدعت “ماندي مور” في تصميم الرقصات وضبطها مع الإيقاع الموسيقي وخرجت الإستعراضات بصوره رائعة وخصوصاً مشهد أغنية “A Lovely Night”.

فيلم la la land (1)

التصوير و الاخراج :

-كان الإخراج رائعاً وساهم في خروج الفيلم بهذه الصورة المبهرة ويرجع ذلك إلي إبداع “شازيل” في توظيف حركة الكاميرا لخدمة الإستعراضات الغنائية الراقصة بالإضافة إلي الإبداع والإتقان في استخدام الإضاءة وتوظيفها بشكل رائع لتعكس الحالة النفسية للشخصية كما دعمت الإنتقال بين الحلم والخيال، وكان من أبرز تلك المشاهد مشهد تركيز الضوء علي “سيباستيان” أثناء العزف في الحانة وإحاطة الظلام علي من حوله في مشهد يرمز لإنفصاله وعزلته عن هذا العالم وكأنه يعزف لنفسه في عالمه الخاص دون أن يأبه لهؤلاء الحمقي الذين لا يقدرون هذا الفن العظيم.

وجاءت النهاية رائعة ولا أبالغ إن قلت عظيمة كما كانت صادمة وغير متوقعة، مجموعة من اللقطات والمشاهد المتتابعة التي تأخذنا إلي حالة من الحزن والألم والفرح والصدمة حتي نصل إلي النهاية نظرة الوداع بين “ميا” و”سيباستيان” تلك النظرة التي تحمل الكثير من المعاني والأحاسيس.

في النهاية فيلم “La La Land” واحد من أفضل الأفلام الموسيقية في التاريخ، كما أنه عمل فني متكامل في جميع تفاصيله الفنية وبالنسبة لي أقرب الأفلام إلي قلبي.

محمد عرفان

Behind The Scene
بيهايند هي كيان سينمائي مصري متخصص فى مجال ترشيحات الأفلام والمسلسلات وتقديم تغطية لكافة الاخبار الفنية في السينما والدراما