مراجعة فيلم a quiet place 2
تفاجأ عشاق السينما عام 2017 بفيلم “a quiet place” ينتمي لنوعية الرعب والإثارة المحببة عند شريحةٍ عريضة من الجماهير، ومن تأليف وإخراج الممثل “جون كراسينسكي” الذي يعتبر من نجوم الصف الثاني من الممثلين الذين لا يحظوا بمكانةٍ وشهرة كبيرة مثل زوجته النجمة البريطانية الحسناء “إيميلي بلانت”.
اما ان تظل صامتاً او تموت ! – مراجعة فيلم A Quiet place
بطبيعة الحال إسم “جون كراسينسكي” لم يكن ذلك المحفز الكافي لزيادة الترقب للفيلم ومشاهدته فوق صدوره، ولكن مع إنطلاق عروضه السينمائية وتلقيه ثناء النقاد في البداية، تحول تخوف الجميع إلي إعجابٍ هو الأخر بالمجهود الإخراجي والإبداعي ل”جون كراسينسكي” الذي أحسن إبتداع فكرةٍ جيدة التفاصيل وقادرة علي إعلاء الشد والتوتر العصبي وقت مشاهد الرعب والحركة علي وجه الخصوص.
هذا العام وبعد تأجيلٍ من السنة الماضية، يعود “جون كراسينسكي” من جديد وهذه المرة خلف عدسات الكاميرا وبوفرةٍ من الأفكار الدافعة لمحرك القصة التي تقوم عليها السلسلة للأمام، ويقدم فيلم “a quiet place 2” بنفس نسق ورتم سابقه، ولكن بمزيدٍ من المواجهات الشرسة بين البشر والكائنات الفضائية التي تتشكل بإنسابية في ساعةٍ ونصف من الوقت علي أرضيةٍ عدو قاطنيها الصوت الذي يجر خلفه الخراب والدمار.
قصة فيلم a quiet place 2
يستكمل فيلم ” a quiet place 2″ أحداث الجزء السابق وينطلق من نهايته، حيث نشاهد عائلة “أببوت” تشد الرحال إلي أماكن أمنة بحثاً عن سبل النجاة بأية طريقة، ولكن حينما تتعقد الأمور المتصدرة لهم، يتضح كلياً بأنه هناك خطرٍ أخر لا يقل شدةٍ عن تلك الكائنات التي تغزو العالم وتقتنص الأرواح حينما تلjفت لأية صوتٍ يصدر حولها.
مراجعة فيلم a quiet place
في المجمل العام، نجح “جون كراسينسكي” في أن يقدم تجربةٍ مطابقة تماماً للجزء السابق من حيث فلسفة الرعب والفزع وتماثل مواجهات الأكشن لما يجعل المشاهد يعيش اللحظة مثله مثل الشخصيات الأساسية، يمعني أخر أن “جون كراسينسكي” لملم أوراقه التي كانت سبباً في نجاح الجزء الأول وطابق الثاني بها، فخرج الفيلم مُصاحب بنفس تأثير سابقه علي من يشاهد فيلم a quiet place 2 بالصالات.
ولكنه أضاف أيضاً لما سبق بضعة عناصر صغيرة من أجل أن تتحرك القصة بضعة خطواتٍ تختلف قليلاً عن الفيلم الأول،علي سبيل المثال هناك تعددية كبيرة لتسلسلات المواجهة ضد الكائنات الفضائية بما يُمكنها من ملئ فصول فيلم a quiet place 2 من بدايته وحتي آخره بما يضمن إيقاعاً سريعاً للأحداث بالتزامن مع رتمه التصاعدي.
علي الجانب الأخر، يختلف الجزء الثاني عن السابق في وضوح أشكال الكائنات الفضائية وظاهرةٍ بطريقةٍ فعالة عن طريق لقطات ال”close ups” القريبة التي يبرز ردود أفعالهم عند إحتدام المواجهات بينهم وبين شخصيات فيلم a quiet place 2، حيث أنه بالقصة تفصيلةٍ خاصة تتعلق بكيفية التصدي لهؤلاء تبناها الجزء الأول وأدرجها “كراسينسكي” هنا تحتاج إلي أن تكون ردود أفعال الوحوش جليةٍ وقتما يحدث أي شئ.
ولكن ما كان بإمكان “كراسينسكي” فعله هو إفساح الطريق للمزيد ولا يكترث الأمر علي محدودية معينة قصصياً من أجل الحفاظ علي هيكل فيلم “a quiet place 2” الأساسي و المستوحي من الجزء السابق، بالطبع لا يمكن الحديث عنها تفادياً للحرق، ولكنها تفصيلةٍ صغيرة لابد من أن يتم الإعتماد عليها بكثافة في الجزء القادم الذي أعلنت عنه “إيميلي بلانت” في إحدي التصاريح الصحفية، ولكن خلاصة القول أن فيلم a quiet place 2 قويٍ للغاية فيما يخص ما يقدمه “جون كراسينسكي” من أفكارٍ جيدة في ما تريد تقديمه، ولكن كان من الأفضل التعمق أكثر فيما أراد الفيلم أن يقدمه وإمتنع عن فعله لاحقاً.
علي مستوي التمثيل، يعتبر قرار إختيار “كيليان ميرفي” بالفيلم هو أفضلُ قرارٍ إتخذه “جون كراسينسكي” كمعوض لعدم تواجده في دور البطولة (والسبب يعرفه البعض بكل تأكيد)، حيث أن “ميرفي” يمتلك المقدرة الازمة علي قيادة عملٍ بأكمله أو أجزاءٍ كثيرة ورئيسيةٍ فيه،و حساً عالياً بأحداث العمل الذي يظهر فيه مما يجعله قادراً علي إرتجال الإنفعالات المناسبة دون أدني مبالغة.
يأتي ذلك إلي جانب الحيوية التي يتمتع بها في مشاهد الأكشن والحركة، تجسيدٍ متميز للنجم البريطاني الذي لابد من شكر المخرج الكبير “كريستوفر نولان” علي إكتشافه لهذه الموهبة الواعدة التي ستصير يوماً ما من أهم نجوم السينما والصف الأول من الممثلين.
ومثل الجزء الأول، يواصل الثلاثي “إيميلي بلانت” و “نوا جوب” و”ميليسنت سيمونز” التفوق في إبراز معالم الخوف والرهبة التي تتملكهم وقت إقتراب الموت منهم من جهة، والشجاعة والتصميم علي محاربة تلك الظروف الصعبة والتصدي لها بطريقة ما تقضي تماماً علي ذلك الخطر الأعمي والمفترس لكل ما هو أدمي.
في الختام، ربما يكون من الأفضل الإكتفاء بما تم تقدميه في الجزئين الأول والثاني من فيلم a quiet place بالرغم من ان نجاح الإثنين يسجع علي إستمرارية تقديم المزيد من الأعمال المتعلقة بالسلسلة،ولكن إن كان هناك إحتمالية لجزءٍ ثالث إلي جانب الفيلم المنشق عن ذلك العالم للمؤلف والمخرج “جيف نيكولز”، فلابد من إضافة المزيد من الأبعاد للقصة ككل،وإستغلال التفاصيل الصغيرة التي قدمت هما ولكن علي مدارٍ واسع يبرهن علي أن مازال “جون كراسينسكي” يحظي بعدة طرقٍ مناسبة من أجل ضمان إستمرارية السلسلة لفترةٍ طويلة.