لا شك ان الأعمال المميزة تفرض نفسها بقوة على الجمهور، وهو ما نجحت به منصة “شاهد” فالعمل المميز لا يحتاج لجرعة مفرطة من العنف أو الأحداث الصادمة وما شبه ذلك، وإنما فقط يحتاج إلى قصة تتم ياغتها بأسلوب جيد وقريب من الجمهور.
ويعد مسلسل وش وضهر الذي تم إذاعته على منصة “شاهد” مؤخراً أبلغ دليل على ذلك، فالمسلسل أستطاع أن يحتل مكانة مميزة لدى الجمهور ويلفت الانتباه إليه، كما هو العادة للأعمال الأخيرة لمنصة “شاهد”.
قصة مسلسل وش وضهر
تدور أحداث العمل حول جمال فرحات الذي يملك حب جارف لمهنة الطب ومع عمله في شركة للأدوية يستغل وقته لقراءة “روشتة” الأدوية من الاطباء، وتمنحه الصدفة فرصة لإستغلال مبلغ كبير من المال لكي يبدأ حياة جديدة بهوية مزيفة كطبيب ليصطدم بالفتاة ضحى التي تعمل معه كممرضة فهل ستنكشف هويته وكيف ستسير حياته الجديدة بصحبة ضحى ؟؟
مراجعة مسلسل وش وضهر
السيناريو:
كتب السيناريو أحمد بدوي وشادي عبدالله، وكان إختيارهم لمدينة طنطا لتكون مسرح الأحداث موفق للغاية، كما أن القصة المختلفة ورسم الشخصيات التي تميزت هي الاخرى بالاختلاف والتنوع وتطور المواقف الدرامية للجميع كان له أثر واضح في سير الاحداث بشكل ممتع منذ الحلقة الثانية بالتحديد.
السيناريو كذلك جاء واقعي، مواقف درامية لأمور تحدث لأبطالنا “جمال” و”ضحى” بالإضافة إلى وجود جانب كوميدي يظهر ببعض الاوقات منطقي وغير مقحم نابع من كوميديا الموقف نفسها وهو ما جاء واقعيًا بعيد عن التكلف والإصطناع.
رغم ان المسلسل لم يتعد الـ 10 حلقات إلا أن تطور المواقف وتأثيرها على الشخصيات لم يكن متسرع بل جاء في نمط هاديء ومقبول للغاية وسط اجواء العمل بالكامل.
السيناريو استطاع ان يسير بهدوء وصولاً إلى خط النهاية ليمنح قصة جيدة لا تحمل ملل في طياتها وتطور منطقي للشخصيات والأحداث، وهو أمر يحسب لكاتبي السيناريو.
الأداء التمثيلي:
مازالت ريهام عبد الغفور تؤكد مع كل عمل على قدراتها المميزة وتجعل أداءها يضع بصمة خاصة بها لكل دور تقدمه، ولا يختلف الأمر كذلك بالنسبة لإياد نصار فقدم أداء رائع كعادته، وكانت ثنائيته مع ريهام عبد الغفور متناغمة وعبقرية لتمر من بين المواقف الدرامية والكوميدية بشكل رائع.
تجدر الإشادة بإسلام إبراهيم الذي يؤكد مع كل عمل إنه ممثل جيد وذكي كذلك في اختياره للأدوار، شريف الدسوقي ومحسن منصور وثراء جبيل قدموا أداءات مميزة.
وكان الأداء الذي قدمه الشاب محمد فريد في دور “نصر الحراق” مميز للغاية ولفت إليه الأنظار ومع الوقت سيكون من النجوم الشباب المميزين.
ضيوف الشرف كان ظهورهم متألق وله تأثير واضح وليس مجرد ظهور شرفي بل ان شخصياتهم كانت لها شكل وحضور خاص.
الإخراج:
تؤكد مريم أبوعوف دائماً على قدراتها الإخراجية التي تهتم فيها دائمًا وأبداً بالتفاصيل، وفي مسلسل وش وضهر استطاعت أن تستغل تواجد أحداث العمل في طنطا لتخرج صورة بأفضل ما يمكن مستغلة كل العناصر التي تجعل من الصورة لوحة فنية مميزة.
كما أن الإهتمام بجانب الديكورات والاكسسوارات كان يتضح به الكثير من الإجتهاد والتميز ليكون لمائم لأجواء الأحداث وكذلك الملابس التي كانت متناسبة مع الشخصيات وتطورها في اهتمام رائع بالتفاصيل، وهو ما يحسب بجان المخرجة إلى مصممة الأزياء المتميزة ريم العدل.
استخدام الإخراج للـ Voice over الذي يبرر تصرفات بعض ابطال العمل تم استخدامه بشكل جيد دون أن يكون مبالغًا فيه أو من منغصات تجربة المشاهدة.
تقييم مسلسل وش وضهر
وش وضهر عمل درامي مميز مكتمل الأركان، يحمل حالة من الهدوء والرقي خاصة في الأجواء اللطيفة التي تظهر في طنطا مع حلوى “المتدلعة” التي وضع لها صناع العمل مشهد من المشاهدة الخفيفة بالعمل.
مسلسل وش وضهر يستحق المشاهدة بتقييم 10\10، لعمل يصلح أن يكون تجربة مشاهدة مريحة نفسيًا وتحمل متعة كذلك.
