ضمن الحملة الدعائية الأولي لفيلم Black Adam والتي كانت ضمن فعاليات مهرجان “دي سي فاندوم” في نسخته الأولي، تحدث النجم “دواين جونسون” عن أهمية العمل له علي المستوي الشخصي وأنه ولد لكي يجسد البطل الخارق/الشرير الذي يحظي بشهرةٍ كبيرة ضمن عالم “دي سي” للقصة المصورة، وبالفعل قد صدق “جونسون” في كل ما قاله بأداءه المميز الذي ينبع عن شغفٌ كبير بالشخصية والمشروع ككل، وجهدٍ مبذول سواءاً في التمثيل أو الأكشن وغيره.
ليس هذا فحسب، بل يمكن القول بأن تجربة فيلم Black Adam ككل نجحت في ترسيخ البداية لتواجد مهم ورئيسي لشخصية “بلاك آدم” ضمن عالم “دي سي” الممتد مستفادة من دراية صناعه بآلية تقديم شخصية جديدة خصوصاً علي الجانب القصصي، وبما يضمن توحد أنصار الكوميكس مع من لا يعرفون أية معلومات عن “بلاك آدم” دون إنحيازٍ لطرفٍ علي الآخر.
من هو بلاك آدم Black Adam – كل ما تود معرفته قبل مشاهدة فيلم Black Adam
والفيلم بطبيعة الحال ليس مطالب بأن يكون علي نفس مستوي أفلام الكوميكس الموجودة داخل قائمة التميز كأفضل أفلامٍ مبينة غلي قصص مصورة، بل يكفي أن يمنح الجمهور المتعة، ويقدم وجبةٍ سينمائية دسمة، وكذلك يمهد لما هو قادم وبطريقة مرضية نالت ردود أفعالٍ إيجابية للغاية، وهو ما قدمه بالفعل داخل ساعتين من الوقت سوف يتغير معهما الكثبر والكثير داخل عالم دي سي ليس فقط السيطرة علي مقاليد القوة داخل هذا العالم، بل علي ما هو قادم من مشاريع تابعة لدي سي ستستفيد للغاية من العناصر التي قدمت داخل سياق حبكة فيلم Black Adam.
قصة فيلم Black Adam
تدور أحداث فيلم Black Adam عن “تيث آدم” الذي يستيقظ من الموت بعد مرور خمسة آلاف عام علي أحد الكوارث التي حدثت له في مدينة “خندق”، ويتواجه بعدها مع أعضاء جمعية العدالة أو ما يعرفون بإسم “Justice Society Of America”.
مراجعة فيلم Black Adam
يمكن تصنيف الفيلم علي أنه عمل تجاري بجت، ولكنه يحقق الغرض منه بكفاءةٍ في كثير من أحداثه،ويتميز أيضاً بإيقاعٍ متسارع يعتمد علي مشاهدٍ للأكشن واحدة تلو الأخري يتخللها بعض المواقف الدرامية التي تخدم سياق القصة، وتلك تعد طريقةٍ مناسبة للسرد السينمائي تساهم في تشكيل العناصر التي يمكن في إعطاء الجمهور المتعة المرجوة من الفيلم بمزيجٍ من الأكشن والكوميديا الغير مبتذلة وبعض الدراما التي ساهمت في حدوث مفاجأةٍ صادمة خصوصاً في الثلث الأخير من الفيلم (لن يتم الخوض في تفاصيل لتجنب الحرق).
الفيلم كذلك يتخذ الطابع الملحمي قي تنفيذ مشاهد الأكشن، حيث يستخدم المخرج “جامي كوليت سيرا” أساليب التصوير البطئ وتنفيذ القتالات المعقدة التي تقام بين “بلاك آدم” والشخصيات المواجهة له، وهنا تكمن أحد مشاكل الفيلم من حيث الإعتماد علي آلية التصوير اليطئ أو “Slow Motion” بطريقةٍ زائدة ظهر معها بعض العيوب الصغيرة بجودة المؤثرات البصرية، ولكن في المجمل تعدد مشاهد الأكشن والأفكار المقدمة بها ساهمت في قابلية الجمهور للإسهامات الإخراجية للمخرج الإسباني الأمريكي “جامي كوليت سير”.
يمتلك الفيلم أيضاً ميزةً أخري تتمثل في إعطاء جميع شخصيات الفيلم الأهمية داخل أحداث الفيلم، وبتوازنٍ ملحوظ سواءاً علي جانب الخير أو الشر، فنشاهد فريق جمعية العدالة “JSA” جمعيهم يتصدرون المشهد في آونة ٍ كثيرة لا يقتصر الأمر علي ظهور “بلاك آدم” فقط كبطلٍ رئيسي للقصة، كذلك نشاهد بعض الأبعاد الخاضة بشرير الفيلم “ساباك” الذي يعد نداً ل”بلاك آدم” في الكوميكس، وتم إستخدامه بطريقة لا بأس بها داخل أحداث الفيلم، فيحسب لكتاب السيناريو العمل علي هذه النقطة بالتحديد، والتي ستساهم في تعلق الجمهور بالشخصيات خصوصاً جمعية العدالة، وسيكون من المحبب مشاهدتهم في أعمالٍ فردية خاصة بكل واحدٍ منهم علي حدي.
كما قيل في بداية المراجعة ، ظهور النجم “دواين جونسون” في دور “بلاك آدم” يبرهن علي أهمية الفيلم بالنسبة له بما يجعله دائم الحديث عن المشروع بأكمله، والحديث لا يقتصر فقط علي التصريحات فحسب، بل من خلال أداء متقن للشخصية يعكس مدي العنفوان الشديد التي تتمتع به وتساهم في تبرير دوافع الشخصية من خلال تعبيرات الوجه والإرتجال الإنفعالي أثناء المواقف الحوارية، وبات من الممكن الآن التأكيد علي التطور الكبير ل”دواين جونسون” علي مستوي التمثيل مع توالي المشاريع الفنية الخاصة به وكذلك سعيه المستمرللاستفادة من كل تجربة.
يشارك “جونسون” الثناء أيضاً النجم “بيرس بروسنان” الأنيق الذي قدم شخصية “كينت نيلسون- دكتور فايت” المكتوبة بطريقةٍ جيدة تساعد علي بروز موهبة “بروسنان” المخضرمة خلال عمله ب”هوليوود”، وكذلك الممثل الشاب “ألديس هودج” في دور “هوكمان” الذي كان بارزاً سواءاً في الأكشن أو في مشاهد الدراما خصوصاً التي جمعته بالنجم “بيرس بروسنان نظراً لكون شخصياتهم تتبع جمعية العدالة “JSA”.
في الختام، يبقي التمني بأن يحقق فيلم Black Adam النجاح الكبير علي الرغم من تقييمات النقاد السلبية، وبما يشجع شركة “وارنر بروس” علي إستمرار شخصية “بلاك آدم” في إنعاش عالم “دي سي” إلي جانب خطط الإدارة الجديدة للشركة من أجل ضمان إستمرارية عالم “دي سي” لأعوامٍ مقبلة، فالعمل ليس سيئاً بالدرجة التي قيلت عنه في الكثير من المراجعات، بل إنه مبررٌ تماماً ظهوره بهذا الشكل نظراً لكونها البداية لقيادة جديدة وتأثير كبير لشخصية هامة تابعة ل”دي سي”، ومن الممكن أن يتم التوسع فيما هو قادمٍ من أجزاء تكون سلسلة خاصة بشخصية “بلاك آدم”.
