في عام 2009 كنا علي موعد مع طفرة تقنية في مجال المؤثرات البصرية أحدثها فيلم “Avatar” للمخرج والكاتب المبدع “James Cameron”، حيث كان أول فيلم سينمائي يعرض بتقنية ال3d، وساهمت هذه التقنية الجديدة في جعل المشاهد يعيش تجربة استثنائية فريدة في عالم خيالي مذهل مليء بالكائنات الخيالية التي تم تصميمها ببراعة، ولم يكتف الفيلم بالطفرة فقد حقق ايرادات ضخمة تفوق 2.7 مليار دولار بالاضافة لترشحه لتسع جوائز اوسكار فاز بثلاثة منهم، كل هذا شجع المنتجين علي تجديد التعاون مع “James Cameron” والإعلان عن 4 أجزاء دفعة واحدة يعرضون في السنوات 2021 – 2023 – 2025 – 2027 بالترتيب.
وفي عام 2019 يعود “James Cameron” بطفرة جديدة ولكن هذه المرة كمنتج وكاتب سيناريو فقط نظراً لانشغاله بإخراج الأربعة أجزاء من “Avatar”، لذلك تم اسناد مهمة اخراج فيلم “Alita: Battle Angel” إلي “Robert Rodriguez”.
فيلم Alita Battle Angel مقتبس من المانغا اليابانية “Gunnm” والتي تعرف أيضاً باسم “Battle Angel Alita”، وتدور أحداثه حول “أليتا” السايبورج التي وجدها دكتور “دايسون” محطمة في كومة خردة، يقوم بإصلاحها وتركيب أطراف آلية لها، تعود “أليتا” مرة أخري إلي الحياة ولكنها لا تتذكر من هي؟ ولا من أين جائت؟، لتبدأ رحلة مليئة بالمخاطر للبحث عن ماضيها واكتشاف ذاتها.
علي الرغم من أن غرض الفيلم الأساسي الترفيه والامتاع الا أنه كان مختلفاً وغني بالأحداث والخطوط التي ساعدت في التعريف عن شخصية “أليتا” وظهورها بشكل مميز جداً، بعض الخطوط مثل العلاقة بين الأب والابنة كانت فعالة وتم تقديمها بشكل جميل جدا وبعضها كان باهتاً مثل العلاقة بين “أليتا” و”هوجو”.
المؤثرات البصرية كانت اسطورية، تصميم شخصية “أليتا” كان رائعاً ومتقناً ولولا العيون الكبيرة لما استطعت التمييز هل هي حقيقية أم لا، التفاصيل في تصميم شخصيات السايبورج رائعة جداً ومعقدة وخصوصاً “Zapan”، عالم الفيلم مثير للإعجاب فهو عبارة عن مدينتين سفلية وعلوية، العلوية “zalem” هي المدينة الراقية التي يحاول سكان المدينة السفلية الوصول اليها بكافة السبل، السفلية “Iron City” هي مزيج من العشوائيات وأكوام الخردة ومليئة بالمجرمين والقتلة، مشاهد الأكشن تم تصميمها وتنفيذها بدقة وبراعة وخصوصاً مشاهد “الموتوربول” التي أحببتها بشدة واستمتعت بها كثيراً.
الأداء التمثيلي كان متفاوت حسب المساحة التي أعطاها السيناريو للشخصيات، فقد عانت بعض الشخصيات من التهميش بسبب التركيز الكبير علي شخصية “أليتا” مثل شخصية “فيكتور” التي لعبها “Mahershala Ali” وشخصية “شيرين” التي لعبتها “Jennifer Connelly” لذلك كان ظهور النجمين الكبيرين باهتاً، ظهور “Christoph Waltz” كان جميلاً رغم قلة ظهوره، نأتي إلي النجمة “Rosa Salazar” التي خطفت الأضواء وقدمت أداءاً رائعاً نجحت من خلاله في ابراز الريأكشنات ونقل مشاعر شخصية “أليتا” رغم تصميمها بالكامل عن طريق CGI وهو ما يحسب ل”Rosa”.
ما دفعني لطرح سؤال هل نشاهد عالماً شبيهاً بآفتار في السنوات القادمة؟ هو نهاية الفيلم المفتوحة، وحتي الآن ليس هناك خبر رسمي عن صنع جزء ثاني، ولكني أتمني بشدة حدوث ذلك في المستقبل القريب، فقد أحببت شخصية “أليتا” بشدة وعالمها المميز، وأحببت التطور المخيف الذي وصلنا إليه في المؤثرات البصرية كما أرغب في مشاهدة المزيد من الموتوربول، ولكن هناك معضلة واحدة قد تمنع تكرار تجربة “آفتار” وهي الايرادات، فالفيلم محلياً لم يحقق سوي 85 مليون دولار محلياً من ميزانية قدرها 170 مليون دولار، لذلك تبقي كل الأمور واردة وما علينا سوي الانتظار.
التقييم النهائي: 8/10