مراجعات

مراجعة فيلم جدران .. استمرار فشل أفلام الرعب المصرية أم بداية موفقة؟؟

جدران

طرحت منصة Watch It فيلم جدران والذي يعد أحد التجارب المصرية من أجل صناعة فيلم رعب على مستوى جيد.. فهل تمكن الفيلم من ذلك أم سيلحق بأقرانه اللذين لم يتمكنوا من تحقيق أي نجاح أو يكونوا بداية تشجيعية لصناعة أفلام الرعب.

مراجعة فيلم جدران:

القصة:

تدور أحداث الفيلم حول “ليلى” التي تحاول إيجاد أوراق الملكية الخاصة بمنزل أسرتها القديم، وتتوجه للمنزل للبحث عن الأوراق ولكنها تصطدم بعدد من الأحداث الغامضة المحيطة بتاريخ المنزل.

السيناريو والحوار:

يمكن القول ان العمل ينتمي لمدرسة الرعب الكلاسيكية الخاصة بوجود أحداث خارقة ترتبط بمنزل قديم ويحتاج البطل لكشف سبب تلك الأحداث.

وهي حبكة ناجحة لأفلام الرعب وحاول السيناريو أن يتجنب أخطاء افلام الرعب السابقة لاتي كانت عبارة عن قصص أجنبية، ولجأ من خلال قصة وجود أحداث مرتبطة بالمنزل أن يجعل الأجواء مصرية بوضع خط من الأحداث خاص بالمس الشيطاني ووجود الجن.

فيلم جدران
فيلم جدران

ولكن رغم تلك المحاولة التي كان من الممكن ان تكون ناجحة إلا ان السيناريو في قرار غريب لم يعتمد عليها، بل تم الحديث عنها في أكثر من مرة لتبدو كبداية لربط الأحداث الغامضة ولكن لم يتم الاعتماد على تلك النقطة كما يجب، ولم يستطع السيناريو خلق العالم الخاص به في الرعب.

وسار السيناريو نحو الشكل التقليدي لتلك المدرسة وهي احداث مرعبة في منزل ثم الإستعانة بشخص يستطيع المساعدة حتى يتم كشف سر الأحداث.

السيناريو عابه الكثير من التسرع الواضح فبعض الخطوط الدرامية لم تكتمل، فالخط الخاص ببناء عالم المس الشيطاني لم يتم استكماله والاستعانة به وهو الخط المفترض أن يكون مسانداً لشخصية “أدهم” الذي يتم الاستعانة به لفك لغز المنزل، ولكن عدم استكمال ذلك الخط جعل الشخصية باهتة للغاية ويمكن الاستغناء عنها بسهولة.

فيلم جدران
فيلم جدران

 

كما أن الخط الخاص بتاريخ المنزل نفسه لم يتم بناءه بشكل سليم فكان مفككاً وغير واضح المعالم أو مبرر لسبب الأحداث الغامضة بالقصر، كما أن السيناريو لم يمنح الفرصة للأبطال للبحث لكشف لغز المنزل بل لجأ لأسهل الطرق لكشف الغموض، وهي الطريقة التي تجعل المشاهد يتسائل لماذا لم يحدث ذلك في البداية وإنهاء الامور بدون كل ذلك التوتر.

ورسم الشخصيات عانى من عدم الوضوح، فشخصية “أدهم” غير مكتملة كما أسلفنا الذكر وهو ما جعلها غير مؤثرة على الإطلاق، وكذلك شخصية البطلة “ليلى” لم تظهر لها أي خلفية وبالتالي كانت خاوية ولم تكن مثيرة للإهتمام، وكذلك شخصية صديقتها التي كانت تقليدية للغاية.

وكل ذلك أثر على نهاية العمل فيجد المشاهد إنه لا يشعر بالقلق على أحد الابطال لأنه لم يخلق عامل ربط مع أي منهم.

فيلم جدران
فيلم جدران

الأداء التمثيلي:

بالتأكيد كون الشخصيات لم تكن جيدة بشكل كافي في السيناريو فمن الممكن ان تؤثر على الاداء التمثيلي والذي تراوح من الجميع ما بين مقبول إلى متوسط.

فلم يظهر أي أداء مميز أو استثنائي، بل أن بعض ردود الافعال لم تكن متناسبة مع أجواء الرعب التي يرغب العمل في اضفائها.

فيلم جدران
فيلم جدران

الإخراج:

المخرج محمد بركة قدم إخراج جيد إلى حد كبير، على الرغم من بعض المنغصات في البداية مثل استخدام الـ Slow Motion والذي كان مزعج في بداية الفيلم ومن الجيد أنه لم يتواصل على تلك الوتيرة.

إخراج مشاهد الرعب جاء تقليدي لم يحاول أن يقدم على اي تحديات جديدة واعتمد على ادوات الرعب التقليدية.

التقييم النهائي:

لا يمكن القول ان فيلم “جدران” سيء، فهو بالتأكيد أفضل من تجارب سابقة كانت أسوأ في كل النواحي، ولكن فيلم “جدران” يقع في المنطقة الآمنة فهو فيلم لا يسبب إزعاج من تجربة المشاهدة ولا يقدم تجربة مشاهدة مميزة.

ويكفيه تقييم 4\10 وربما بعض الاهتمام بالسيناريو خاصة في الجوانب الغير مكتملة كان من الممكن أن يصنع عمل أفضل كثيراً من الذي شاهدناه.

 

عادل ابو الفضل
كاتب وسيناريست ، اعمل في الوقت الحالي Content creator بدأت في مجال الكتابة بمسلسلات إذاعية ، وأذيع مسلسل 95 شارع الشهرة على راديو 95 FM ، توليت تدريب الطلاب في أحد الجامعات على الإعداد والتقديم الإذاعي ، وفي 2019 صدرت لي الرواية الأولى بعنوان "تريلو" ، كما إني أحد المشاركين في إنشاء Media production company تحت مسمى Bibars Films والمعنية بإصدار الأفلام القصيرة و الإعلانات ، والتي انتجت مسلسل قصير من تأليفي تحت اسم "واحد شبحوا" على اليوتيوب بالإضافة لكتابة العديد من المقالات السينمائية ، وكتابة العديد من البرامج على منصة اليوتيوب