مراجعات

مراجعة فيلم العارف – تجربة سينمائية تحمل طابعاً أمريكياً في ملامحها

فيلم العارف

مراجعة فيلم العارف

بإيقاعٍ تصاعدي سريع وجودة عالية علي مستوي الأكشن والقصة، أخيراً يتم طرح فيلم العارف في دور العرض السينمائية في مصر بعد تأجيله لعامٍ كامل نتيجة تفشي وباء “كورونا” المعدي وغلق السينمات جميعها منعاُ لاختلاط ونشر الفيروس.

فيلم العارف الذي يجمع عديد العناصر التي تعرف قيادة اية عملٍ سينمائي نحو طريق النجاح النقدي والجماهيري، من تمثيل وإخراج موسيقي تصويرية ومونتاج وخلافهم، جميعهم إجتمعوا تحت قيادةٍ حكيمة من المخرج الشاب “أحمد علاء الديب”، وكتابةٍ واعية من “محمد سيد بشير” بأساسيات صناعة فيلم حركة ممتع، وأداءاتٍ تمثيلية مبهرة من قبل النجمين “أحمد عز” و”أحمد فهمي”.فيلم العارف

      مراجعة فيلم البعض لا يذهب للمأذون مرتين – الكوميديا كما يجب أن تكون في السينما المصرية

ليس هذا فحسب، بل يمكن القول كذلك أن أبرز الاسباب التي ستجعل من فيلم العارف تجربة سينمائية مستساغة كليتاً هو تنصله تماماً من مخاوف البعض من تشابه الفيلم مع مسلسل “هجمة مرتدة” الذي عرض في موسم رمضان ٢٠٢١ المنصرم من حيث الفكرة وطبيعة القصة وخلافهما ، ربما يمتلك الفيلم بضعة لمحاتٍ من المسلسل فعلياَ، ولكنه يخلو من عيوب الأخير بشكل كبير كما سنتحدث في السطور القادمة.هجمة مرتدة».. ملحمة متكاملة تظهر قدرات الصقور المصرية | بوابة أخبار اليوم  الإلكترونية

قصة فيلم العارف

تدور أحداث فيلم العارف عن “يونس” خبير الاختراقات وما يعرف بال”Hacking” الذي يتم تجنيده لملاحقة “راضي” المجرم المحترف الذي يحاول الحصول علي إحداثيات إحدى مواقع تخزين الأسلحة من أجل تسليمها لمجموعة من المتطرفين للقيام ببضعة هجماتٍ وعمليات إرهابية تم التخطيط لها من قبل.فيلم العارف

فيما يخص السيناريو، يبقي أهم عنصر المفترض تقديمه بوضوحٍ وشفافية من خلال الأحداث هي دوافع كلاً من شخصيتي “يونس” و”راضي” تجاه بعضهما البعض نظراً لأهمية ذلك في السياق العام للحبكة، وبالفعل تم تقديم ذلك بطريقتين أولهما بشكلٍ عام ويُعني بذلك ما يخص المهمة المكلف بيها “يونس” من قبل المخابرات المصرية، والأُخري خاصة بناءاً علي حدثٍ ما أوقظ نيران العزيمة عند “يونس” من أجل مواجهة “راضي” والتصدي له، كل ذلك أتي بثماره وبين عليه بطريقةٍ جيدة سردياً حتي النهاية.الإعلان الرسمي لفيلم العارف 2020 El Aref Trailer official - YouTube

كما أن “محمد سيد بشير” لم يغفل في البداية عن تقديم الشخصيات وبتفاصيلٍ عن ما تفعله إلي أن يتم التحول مباشرةً إلي القصة الرئيسية وأحداثها المتتالية، أو السريعة أن صح التعبير نظراً لما تم قوله في أول المراجعة أن الرتم العام للفيلم تصاعدي موزون لم يسقط نهائياً في فخ الملل والتطوير الزائد عن الحاجة.فيلم العارف

بخلاف القليل من اللحظات الكوميدية التي لا بأس بها، يبقي أبرز عناصر الفيلم هو ما تقديمه من تسلسلاتٍ متقنة في الأكشن، ومتنوعة كذلك من ناحية الاشتباكات عن طريق الأيدي أو بإستخدام الاسلحة المختلفة أو مطارات السيارات التي نفذها “أحمد علاء الديب” في أماكن حيوية مفتوحة.4 ملاحظات على الإعلان الرسمي لفيلم "العارف" .. أكشن كارمن بصيبص ومطاردات  جنونية خارج مصر | خبر | في الفن

أيضاً هناك بروزٍ جيد للغاية للمونتاج في ترتيب و ربط عناصر أبرز المشاهد ببعضها البعض ، وايضاً في دمج الفلاش باك بتفاصيل الخط الرئيسي للأحداث، المذهل في التجربة الإخراجية ككل هو جودة الصورة من حيث درجة الألوان التي تشبه إلي حدٍ كبير ما يتم تقديمه في أفلام الحركة الأمريكية، وهذا تطورٍ كبير يستحق “أحمد علاء الديب” الثناء والتقدير عليه لمحاولاته الفذة في التكوين البصري الجيد والانضباط في جعل كل الأدوات المتاحة له مُسخرة من أجل حيوية كل مشاهد الفيلم علي حدٍ متساوي في الأهمية.فيلم العارف

“أحمد عز” كالعادة مميز في قدرته علي التنوع في الاداء التمثيلي، بارع في الدراما ومرح بعض الشئ في الكوميديا وجادٌ للغاية في المشاهد التي تحتاج لذلك، وقد نجح “عز” في جميع تحديات الشخصية الجسمانية والنفسية والمعنوية، يتنقل بسلاسةٍ من حالة لأخري وبإرتجالٍ انفعالي منضبط وتقمص مثالي لشخصية “يونس”.فيلم العارف

التميز أيضاً ينطبق علي النجم الكوميدي “أحمد فهمي” الذي يقدم لأول مرة دوراً درامياً بعيداً كل البعد عن طبيعته المرحة والساخرة، ما جعل أداء “فهمي” مقبولاً في الفيلم هو هدوءه التام وعدم المبالغة سواءاً في الحوار أو الإنفعالات الوجهية، أداءٌ يفتح المجال ل”فهمي” كي يحدث تغييراً جذرياً في مسيرته كنجم سوبر ستار معروفٍ عنه عمله الدائم في الكوميديا من أفلام ومسلسلات.فيلم العارف

مع الظهور الخاص والجيد للنجم “محمود حميدة” والنجمة اللبنانية “كارمن بصيبص” وكل ما ورد سابقاً، يمكن القول أن فيلم العارف تجربة مخصصة للسينما فقط وقرار التأجيل كان في صالحها، لأنه ببساطة لا يمكن تفويت مثل هذا الفيلم الامريكاني ملامحه والمصري نظرياً وعلي الورق.

اسامة سعيد
كاتب وناقد سينمائى بموقع بيهايند وطبيب بشرى، محب للفن بشكل عام والسينما بشكل خاص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *