مراجعات

مراجعة فيلم الشحات 1973 … عن رواية الشحات ل نجيب محفوظ .

مراجعة فيلم الشحات 1973 ... عن رواية الشحات ل نجيب محفوظ . 1

– مضت ليال مؤلمة ولم تمحي آثارها يوما، شعور بالأنانية وخوف من العقاب ومقت النظام وثورة داخلية تبدلت بالتي ماتت منذ تلك الليلة، هروب من الواقع وبحث عن الحياة التي ستخذل الساعي إليها في نقطة ما طالما هي ليس إلا مأوي ، وجاء وقت الخذلان بعد الهروب فلا بداخلنا يموت إلا رغبة نجمحها وشغف نقتله وصورة كنا نحافظ عليها …!، اما الجسد الذي تظاهر بالقوة دوما جاء وقته ليبحث عن الضعف المتمثل في رغباته وتلبيتها بشتي الطرق ” رغبات ليس لها وجود من الاساس” لعل الروح ترحم ولم يكن يعلم بأن الجسد كان وسيلته في البقاء لهذه اللحظة،حتي وان لم يكن يدرك ذلك… الشحات هو شخص فقير إجتماعيا واخلاقيا وليس ماديا علي الإطلاق ومذبذب بالحياة ولا جدوي من أفعاله، حائرا بائسا لأسباب أفعال مضت ويعلق كل ذلك على شماعة تدعي سر الوجود وكيف خلق الكون وماهية الحياة… لا زالت نفسه تحتقره علي تلك الثانية التي قرر فيها الهروب وكان الشخص الجبان الذي لم يعتد عليه ابدا!، لم تكن العدمية تقصد ما ترمي إليه بل كانت وسيلة لوصف المجتمع والشخصية ليس إلا … اما عنا جميعا فلم نخلو ابدا من هذا الشحات الذي حكم علي نفسه وحكمت عليه ديكتاتورية وسلطوية النظام بالموت طالما يعرف شئ عن حقوقه.

القصة
عمر ومصطفي وعثمان وحامد ٤ أصدقاء يتكاتفوا لقتل شخصية ديكتاتورية في سبيل تحرير البلد وشن الثورة، ينفذ عثمان الإغتيال ويسجن لذلك ولا يعترف أن كان أحد بصحبته، يهرب البقية ويمارس كل منهم حياته، مصطفي يتجه للتمثيل ويعيش حياة تعتريها الرفاهية، وحامد يعمل كطبيب ويمارس حياته العملية بدون مشاكل، أما عن عمر فيعمل كمحامي ويتقن عمله ويكسب منه الكثير ولكن لازال يعيش علي لحظة هرب فيه وترك صديقة يسجن وحيدا ، للحظة انطفأت فيها بؤرة ضوء كادت أن تشعل نيران الغضب بدي الكثير… مازال عمر لم يأتي من هناك …

مراجعة فيلم الشحات 1973 ... عن رواية الشحات ل نجيب محفوظ . 2مراجعة فيلم الشحات 1973 ... عن رواية الشحات ل نجيب محفوظ . 3

السيناريو والحوار :
قدم لنا نجيب محفوظ سيناريو وحوار لا غبار عليهم، حيث تناول أفكارة السياسية و الجوانب النفسية التي يريد أن تصل والرغبات الجسدية لا متناسي حبكة العمل ككل ولا متجاهل سلاسة الأحداث في سياق يحبذه القارئ والمشاهد ، فجعل من شخصيتة الرئيسية شخصية عدمية لا تهتم بشئ علي الإطلاق ملقيا تركيزة علي السلطة الغير عادلة وان كان ذلك بين سطورة وقد ذكر بقلة، موجها الشباب نحو الثورة فلا جدوي من الخوف إلا حياة بلا حياة ، فلنحاول معا ربما سنحصل علي حياة وان لم نحصل فلن نخسر شيئا فلا يوجد ما نخاف عليه من الأساس ، وذلك لم يخلو من الواقعية التي تمثلت في شخصياته العدة التي تختار حياة الفئران والعيش في الجحور علي والتغذي علي بقايا طبقات التي تفوقهم مكانة وان كان لم يصرح بذلك علنا حيث كانت شخصياته تنعم ماديا بمستوي عال الا أسرة عثمان الذي بالسجن والتي تعيش علي مبالغ من عمر الذي لا يجد نفسه في أمواله من الأساس ، ربنا يتمني أن يقضي وقته بالسجن ولا تموت فيه ثورته ولا حاجة لها بتلك الحياة من الأساس، ولفت النظر أيضا للأمل الذي سيوجد دائما في الشباب حتي ولو بنسب متفاوتة عن السابقين وذلك ما تمثل في شخصية بثينة ابنتها التي سعت جاهدة لثورة لتعيد إليها للحياة والتي كان يشاركها فيها صديقه مصطفي، و أن الحب لا توجد لها قوانين فربما يقع بحبك شخصية تتخذ منها وسيلة للهروب كشخصية وردة في الفيلم ، أو لا زمن يفصل بينه كترابط عثمان ببثينة ، فقد توقفت حياة عثمان خلال حياته بالسجن وعندما عاد وجد الحياة ف الشباب الذي هو عائد إليه رغم حياته بالسجن.

 

الإخراج والتصوير
قدم حسام الدين مصطفي إخراج جيد في بعض المشاهد وضعيف في أخري ولم يكن بجودة عنصري التمثيل ولا السيناريو مثلا ، ربنا لو كان قوي بدرجة تصل إليهم لكان للفيلم مكانة أكبر ، كان ممتاز في مشاهد محمود مرسي الفردية وتوظيف الأضاءة بشكل يلائم حالة الشخصية والزوم علي أعين الشخصية الرئيسية التي قدمت للفيلم أكثر من الكاميرا في مناسبات أخري، الإخراج ككل لم يكن بالعنصر الذي سيرتفع بسببه شأن الفيلم ولكنه لم يكن سئ .

الأداء التمثيلي :
لا حديث سينصف عبقرية أداء محمود مرسي كلما ظهر علي الشاشة يتفوق علي الشخصية المكتوبة ويجسدها لدرجة تفوق واقعيتها، ومن شاهد الفيلم فهو يتذكر نظرات وملامح شخصية عمر إلي الأن، أحمد مظهر قدم أداء جيد نظرا لظهوره القليل وكنت أتمنى أن يظهر فى السجن وان كان ذلك مخالف للرواية ولكن كان سيضيف بعد درامي للفيلم، أما عن مريم فخر الدين فكانت شكاءة بكاءة طوال الفيلم ولم تقدم الكثير لشخصية من المفترض أن يظهر لها جوانب شخصية نفسية عدة.

الموسيقي التصويرية
لم تكن عنصري قوي علي الإطلاق ولم تخدم قوة الفيلم ولا رزانة السيناريو في مشاهد المعانة علي الأقل وان قدمت أكثر من شكل جيد بمشاهد التخفيف علي المشاهد كمشاهد الأغاني في الملاهي الليلية

في النهاية هي وجبة دسمة كرواية وجميلة كفيلم في ناقشت واقعية حقبة زمنية بجانب فلسفي شيق.

Bata Louny (احمد علي)
عاشق للسينما الواقعيه وعاشق لكرة القدم.