مقالات

محمد سعد و لحظات جادة نادرة فى مشواره الفنى

محمد سعد - الكنز

عندما قدم محمد سعد دوره الجاد بشكل مميز فى فيلم الكنز الجزء الأول و الذى جاء بعد سلسلة من الإخفاقات خفضت من أسهمه عند الجمهور ليعود و يفاجئ الجميع بدور جاد على عكس جميع أدواره بل و يتميز فيه لم أتفاجأ شخصياً لقناعتى بكون محمد سعد أحد أفضل مواهب جيله التى لم تُستغل بالشكل كافى و دعونى أوضح بعض الشواهد التى سبقت فيلم الكنز و التى تؤكد موهبة سعد التى تم طمسها من خلال الاختيارات الكوميدية البحتة التى لم تكن كافية لإطلاق موهبته بالكامل للعنان.

فى البداية لابد من توضيح شئ بالغ الأهمية و هو أن تعددية الشخصيات و تقمصها لفترة طويلة هو شكل من أشكال التجسيد و بكل تأكيد هو شكل ليس بالسهل على الإطلاق فسعد مع كل شخصية نرى ملامح وجه مختلفة و أسلوب و نبرة صوت تختلف عن الشخصية التى سبقتها فمن اللمبى إلى بوحة و كتكوت و بوشكاش و تتح؛ شخصيات مختلفة ليس من السهل التنقل بينها بهذه البساطة.

الوصول إلى الشكل النهائى للشخصية هو إنجاز بالفعل و لكن استخدام هذا الشكل و البدء بالتحرك به بشكل طبيعى و انسيابى لفترة طويلة هو الصعوبة الحقيقية و هنا يتميز محمد سعد بقدرته على الحفاظ على سمات الشخصية طوال الفيلم مع انسيابية مشاهدها و إلقاءها للنكات فى المواقف المختلفة و هو ما لا يُقدره الكثيرون و يُدرجوه تحت مسمى الكوميديا فقط

بعد توضيح جزء بسيط من صعوبة ما يقدمه محمد سعد و ما أصبحنا نعتبره بالمعتاد منه و بكل تأكيد بعد أن نضع بالاعتبار موهبته الفذة ككوميديان التى لا خلاف عليها فدعونا ننتقل إلى مجموعة من الأدوار الصعبة و المشاهد الجادة التى قام بها سعد خلال مشواره الفنى.

محمد سعد و لحظات جادة نادرة فى مشواره الفنى 1

اللمبى

 

شخصية اللمبى و على عكس باقى الشخصيات التى قدمها سعد (عدا بوشكاش) فالتغيير فى الشكل ملموس ولكن غير معلوم الوسيلة فلا توجد حلقة شعر خاصة او شكل مختلف للشنب مثل بوحه او كتكوت، ولم نشاهد حركة واضحة لعضلات الوجه لتغيير شكله كما حدث مع شخصيات كتتح أو أطاطا، و مع ذلك ترى شخصية اللمبى منفصلة تماماً عن محمد سعد الذى نراه بالبرامج فعلى عكس سعد صاحب العيون التى تشع ذكاء فاللمبى بمجرد النظر إليه تشعر بحالة من الغباء و الخمول تلقائياً و بدون أن يبدأ حتى بالحديث، نجاح عظيم لأى ممثل أن يصل لهذه المرحلة من الاتقان و الاقناع لأى شخصية.

محمد سعد - اللمبى

اللى بالى بالك – صراع العقل مع حياة الجسد الجديد

 

على عكس فيلم اللمبى الذى كان اعتماده بالكامل على الكوميديا دون أى لمحة درامية فكان فيلم اللى بالى بالك لديه بعض لحظاته الدرامية و التى تم تسليط الضوء عليها بشكل ممتاز و بدون الخروج عن سياق العمل الكوميدى بالطبع و الجانب الدرامى الأقرب لقلبى يكمن بتسلسل النهاية و الصراع الذى يخوضه اللمبى باقتحامه حياة شخص آخر و محاولته ايجاد ذاته مرة أخرى بعد ضياعها باندماج عقل اللمبى مع جسد رياض.منذ تلك اللحظة فى فرح ابن عم فتح ندخل إلى سلسلة من المشاهد الدرامية من مواجهة اللمبى للطبيبة التى جسدتها عبلة كامل بالخطأ الفادح التى قامت به و العبء الذى أثقلت به ظهره إلى مواجهة الضابط أدهم الذى جسده حسن حسنى فى مشهد ممتاز على مستوى الكتابة و التجسيد ليقدم لنا معاناة و دوافع كل من الشخصيتين بين أدهم الذى يبحث عن فرصة لبيع نفسه لأفضل مشترٍ لمواجهة الظروف المحيطة به و اللمبى الذى يبحث عن فرصة لإثبات ذاته.

محمد سعد - اللى بالى بالك

اقرأ أيضاً: قائمة افضل افلام كوميديا مصرية حتى الان

اللمبى ٨ جيجا – الحفلة

 

فى  فيلم اللمبى ٨ جيجا الذى يعتبر توظيف جديد لشخصية اللمبى مرة أخرى نشاهد اللمبى هذه المرة كمحام و مع استخدامه للشريحة المزروعة بذراعه أصبح محامياً استثنائياً بقدرات عقلية خارقة مما ساعده على الربح و جنى الكثير من المال لنصل الى مشهد الحفلة الأخير حيث يضع الطبيب فيروساً ما على الشريحة مما يُخرج اللمبى عن السيطرة ليبدأ بمواجهة جميع من أمامه.

مواجهة كانت حادة للغاية قدم فيها الوجه الحقيقى للشخصية و معاناتها و اضطراباتها بجانب الذبذبات الكهربية التى تهاجم جانبه الأيمن بشكل متكرر مما يزيد من صعوبة تنفيذ المشهد.

https://www.youtube.com/watch?v=5C3Xs9vpCNk

ثنائية الكنز – صراع العقل و القلب

 

فى ثنائية الكنز يقرر سعد لأول مرة المخاطرة و تقديم دور جاد بالكامل، خطوة تأخرت كثيراً بكل تأكيد و لكن أن تأتى متأخراً خير من ألا تأتى على الإطلاق.

قدم سعد شخصية بشر باشا أحد رجال السلطة فى البلاد الذى يقع فى حب مغنية و يحاول أن يجتذبها نحوه دون التضحية بمركزه و مكانته فى محاولة للموازنة ما بين رغبات القلب الجامحة و قرارات العقل الرزينة و هو ما تدور حوله قصته التى تعتبر واحدة من أصل ثلاث قصص تدور حولهم ثنائية شريف عرفة.

محمد سعد - الكنز

بشر باشا هو أقوى أدوار محمد سعد بكل تأكيد و أكثرها تعقيداً و صعوبة كما أنه صاحب القصة و التجسيد الأفضل فى الثنائية و بفارق واضح عن أى منافس ليُذكرنا بتجربة جيم كارى فى Eternal Sunshine Of The Spotless Mind التى فاجأ بها الجميع بدور درامى بالكامل و إبداعه فى تجسيده.

محمد سعد هو بكل تأكيد أحد أكثر نجوم جيله موهبة و لكنه يحتاج إلى وقفة مع النفس و إعادة تحديد مساره و اختياراته ليعود إلينا بشكلٍ أقوى من السابق خاصة مع وصوله إلى المرحلة العمرية التى تمثل النضج الفنى لأغلبية الممثلين و التى عادة ما يقدم فيها الفنان أفضل ما لديه.

محمد هشام
كاتب بموقع بيهايند و طالب بكلية الطب جامعة عين شمس من مواليد المنصورة، محب للسينما وكرة القدم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *