بدأت المبدعة اللبنانية ” نادين لبكي ” فيلمها ” وهلا لوين ” والذي عُرض في مهرجان كان بكلمات اثارت مشاعر الحاضرين فقد ابدعت قائلة :
“حكايتي و بحكيها و لمين ماكان بهديها .. عن ناس بتصوم و عن ناس بتصلي .. عن ضيعة علقانة في الحرب عا التلة .. و علقت مابعرف وين و ضاعت مابين حربين .. عن ناس صفيت قلوبهم و شمسهم صارت فيي .. وبيقيوا يصفوها تا صار دمهم ماي .. عن ضيعة معزولة و متفقة عا السلام .. و قصتها مغزولة عا شرايط الالغام .. حكايتي و مافيها خيللات صحرا سودا .. لهن اقمار و لا هن ورود .. عيونهم كحلها رماد و تا يكبروا الولاد حكم عليهم الزمان يلبسوا تياب اسود..”
وهلا لوين :
الفيلم كتابة وسيناريو واخراج “نادين لبكي” التي شاركت في البطولة ايضاً، وهو من انتاج فرنسي-لبناني-مصري مشترك لعام 2011، ويحكي عن قصة قرية (ضيعة) لبنانية نأت بنفسها عن الحرب الاهلية والصراع الدائر بلبنان والذي يروح ضحيته عشرات بل مئات يومياً، بل ترفض الاعتراف أصلا بان هناك صراع طائفي، وفي تلك الضيعة تجد كل مظاهر الحب والإخاء بين الطوائف المختلفة، فمثلا تعانق الكنيسة المسجد، وإمام المسلمين يشبه كثيراً البابا كلاهما سمح الوجه، ولكن وبالرغم من كل هذا تقف القرية على شفا حفرة من الصراع الطائفي، فتجد نساء القرية ان انهاء حالة التشاحن بين رجال الضيعة تقع على عاتقهن ما يجعلهن يستخدمن بعض الحيل والأساليب التي في ظاهرها كوميدية .
كفرناحوم معاناه تستحق الاوسكار
“وهلأ لوين” مصنف كفيلم كوميدي، وهو كذلك ظاهرياً، ولكن جوهر الفيلم هو الدراما، فهو يظهر ما عاناه لبنان طويلا وما عاشه اهله من مرارات الحرب الاهلية وآلامها.
الفيلم ليس وحده ما يستحق ان نقف له اعجاباً، فأغاني وموسيقى الفيلم، والتي هي من تأليف “خالد مزنر” زوج المخرجة “لبكي”، تُعد ابداعً أيضا، ويذكر ان “رشا رزق” قامت بغناء احدى تلك الأغاني مما زاد الأغنية جمالاً.
وكما بدأت الفيلم بكلمات رائعة، انهته وبصوتها الذي لامس القلوب بتلك الكلمات الاكثر من رائعة ” حكايتي وحكيتها…وبعيونكن خبيتها عن ضيعة وعيت ع السلام…والدنيا حواليها بالحرب عم بتنام …عن ضيعة رجالها ناموا…وعلي وجهن ضب… ووعيوا وماعرفوا…كيف ما عاد عندن حرب… حكايتي نسوانها بقيوا تيابن سود…وسلاحهن صلاة وورود… وتايكبروا الأولاد حكم عليهن الزمان…يلاقوا طريق جديد”