تعددت الإتهامات واللقب “مجرم”، لكن ما أكثر الوان العقاب في هذا العالم!.
فالقائمه مليئه؛ نفي، سجن أو قتل. ..يمكنك اختيار مايحلو لك، عذراً كنت امزح قليلاً، فأنت لا تملك أدنى حقوق الإختيار. فعقوبتك تتوقف على الحاله النفسيه والمزاجيه لقاضيك. فإن كان رجلاً رحيماً، سقوم بنفيك خارج البلاد، وإن كان أقل رحمه ستسجن مدى الحياه او لعده سنوات، أما لو كان عديم الرحمه وكنت أنت اقل حظاً فسيحكم بقتلك على الفور دون الالتفات لجريمتك او دوافعك لارتكابها. فعندما تقف تحت طائله القانون تكون الأقل حظاً في هذا العالم…لكن هل أنت اسوأ حظاً من الشيطان والبؤساء؟!.
النوع : دراما – تاريخى – موسيقى
بطولة : هيو جاكمان – ان هاثواى – راسل كراو – اماندا سيفرند – هيلينا بونهام كارتر
ﺗﺄﻟﻴﻒ: فيكتور هوجو (مؤلف الرواية) – أﻻن بوبليل (مؤلف الفيلم)
ﺇﺧﺮاﺝ: توم هوبر
فائز بثلاث جوائز اوسكار – 81 جائزة اخرى – 172 ترشيح لجائزة اخرى
Sweeney Todd: The Demon Barber of Fleet Street (2007)
النوع : دراما – رعب – موسيقى
بطولة : جوني ديب – آلان ريكمان – هيلينا بونهام كارتر
ﺗﺄﻟﻴﻒ: جون لوجان
ﺇﺧﺮاﺝ: تيم بيرتون
فائز بجائزة اوسكار – 33 جائزة اخرى – 75 ترشيح لجائزة اخرى
-انظر للأسفل، تحت قدميك، لا تنظر اليهم
فأنت هنا حتى الموت ..
ستبقى عبداً إلى الابد ..
وها انت واقفاً فوق قبرك ..
وها هو علم فرنسا يسبح في الوحل
تحت اقدام السجناء.
وها هم واقفين تحت اقدام القاضي “توربين”، المشهور بالفساد والاجرام حتى اكثر من المجرمين نفسهم.
عفواً
اقصد “جافيير”، ممثل القانون والعداله، قاهر اللصوص والقتله.
الذي لا يعرف شيئا سوى وضع الاصفاد في ايدي المجرمين دون الالتفات لسبب لجوءهم لتلك الجريمه، او ان كانوا في الاصل مذنبين ام لا !
ولا سيما هذا الرجل المدعو “بنجامين باركر” الذي نفاه لسنوات خارج البلاد ليأخذ منه زوجته. وعاد لاحقاً بإسم جديد وهو “سويني تود” لينتقم من من كان السبب في تدمير حياته.
لا .. لا، لقد اخطأت !
اقصد السجين الذي يتضح على وجهه ملامح القهر والذل المدعو “جان فالجان”.
إنه السجين رقم 24601.
فقد سرقوا منه حياته وقتلوا “جان فالجان” وخلقوا بدلا منه هذا الرقم .. 24601.
والذي يستطيع الفرار اخيراً ليجد المكان الذي يرتاح فيه من الالم والخطيئه. من الناس الذين كرهوه وكرههم.
ليصرخ حائراً .. وهو لا يعرف
هل وصل للخلاص؟!
هل وقع من رحمه الرب؟!
“I am reaching but I fall”
لكنه اخيراً يجد طريقه الى النور، فيصبح من النبلاء الذين يسعون في الخير ويقدمون المساعده لكل من يحتاجها،
حتى انه لم يتردد في التضحيه بنفسه والعوده لحياه العبوديه لانقاذ شخص آخر قد يفقد حريته بسببه.
ونجد انه نسى الانتقام من “جافيير” الذي قام بحبسه لمده 19 عام لسرقته رغيف من الخبز.
ربما كان سيغير فكرته عن الانتقام لو كان هو من سرق منه زوجته وحياته مثل “السيد سويني تود”.
ويبدو ان البؤس والقمع لم يقتصرا فقط على سجناء “جافيير”
بل على بقيه افراد المجتمع، رجال ونساء، كبار وصغار.
فالكل عليه ان يعمل والكل عليه ان يدفع !
فهناك من يدفع المال، الجسد، اجزاء منه ايضا، وبالطبع الثمن الاغلى ولعله الارحم وهو الموت.
هناك البعض من الحثاله لا يدفع، بل يبيع النساء والاطفال ويستولى على كل من يأتي في طريقه من اموال وملابس ومتعلقات شخصيه وحتى اعضاء البشر.
مثل “مدام لافيت” صاحبه هذا المطعم الذي اعتاد ان يبيع اسوأ فطائر في لندن، لكنه الآن اصبح يبيع افخر انواع فطائر اللحوم “البشريه” في المدينه.
انتظروا قليلاً…
اعتقد اني اخطأت مجدداً..
فهذه هي “مدام تينارديير” التي تدير فندقاً للدعاره وهي وزوجها، حيث اعتادوا على سرقه زبائنهم وخداعهم وتقديم اسوأ انواع الطعام والشراب لهم. والذين يلعبون على كل الجوانب، من اجل القليل من الفرانكات.
…
تمر السنين ويتكرر المشهد، مشهد السجناء المقيدون بالسلاسل.
الا ان السجناء هذه المره لم يرتكبوا اي جريمه سوى التواجد على قيد الحياه.
الفقراء يملئون الشوارع، يتسولون بعض الطعام تحت اقدام الاغنياء من صفوه المجتمع.
فها هي البلاد التي كانت تحارب من اجل الحريه، اصبحت تحارب من اجل الخبز والمساواه.
لكن يبدو انه لا يوجد مساواه، فالكل سوف يتساوى عندما يموت.
وها هم الشباب من المتعلمين يقودون مشاعل الثوره.
فهل تسمع صوت الجماهير وهي تغني اغنيه الرجال الغاضبون؟!
فهذه هي موسيقى الرجال الذين لن يصبحوا عبيدا مره اخرى.
عندما تتناغم دقات قلبك مع دقات قرع الطبول ..
ستعرف ان هناك حياه جديده ستأتي عندما يأتي غدا.
ومع بدايه الثوره تشتعل شراره الحب بين “جوانا” التي فقدت ابيها و امها منذ وقت طويل وتربت في كنف رجل اخر، و”انتوني” الذي سينقذها من محبسها ويريها العالم التي عاشت سجينه بعيده عنه لسنوات طويله.
معذره، معذره..
اعدكم بأن هذه آخر مره سيختلط علي الامر فيها.
فأنا اقصد “كوزيت” التي فقدت اهلها وقام بتربيتها الرجل الذي كان السبب فيه هلاك امها، ليعوضها جزءا مما فقدته بسببه، و”ماريوس” الشاب المتعلم الذي ترك ثروه جده ليلتحق بصفوف الثوار.
لكن للاسف، فهذه روايه البؤساء.
يموت الجميع، يفشل الجميع.
فهذه هي الطاولات الفارغه، حيث جلس اصدقائي وتحدثنا عن الثوره، هنا حيث اشعلنا اول شراره لها، وهنا تحدثنا عن الغد ..
لكنه لن يأتي، فالكل موتى ..
ولن يتحدثوا، فالكل رحل ..
لكن على الاقل وصل احدهم للنهايه المستحقه وهو “القاضي توربين” عندما ذبحه “سويني” لينتقم.
اقصد ..
“جافيير” الذى وصل للخلاص من خلال “جان فالجان” متساءلاً اي نوع من البشر هذا؟!
الذي ينقذني بدلاً من ان ينتقم لكل ما عاناه بسببي.
هل هي شفقه؟!
اذا سابصق شفقته في وجهه،
انا القانون، والقانون لا يسخر منه احد.
لكن يبدو ان القانون كان قاسياً بدلاً ان يكون عادلاً.
ويبدوا ان “فالجان” كان على حق.
وكنت انا مخطئا، فلقد اعطاني حياتي اليوم، لكنه قتلني بهذا دون ان يعرف.
وما اشبه اليوم بالبارحه، نسمع “جافيير”
يردد كلام “فالجان” الذي قاله من سنوات عديده.
“I am reaching but I fall”
ليجد “جافيير” اللعنه والخلاص في نفس الوقت !!