مراجعات

من مرض فرد نشاهد امراض المجتمع – اسماء

من مرض فرد نشاهد امراض المجتمع - اسماء 1

من ضعف الجسد ننطلق الي قوة الروح .. ومن مرض الفرد نشاهد امراض المجتمع .. ومن رهبة الموت تنقذنا شجاعة الحب .. وفجأه نجد من يحاربون المجتمع بأجساد مريضه وارواح قويه .. وكأن العمل يبرز أن مرض الجهل والخوف اقوي بكثير من مرض الايدز

الفيلم : أسماء / تأليف واخراج : عمرو سلامة / تصوير : احمد جبر / مونتاچ : عمرو صلاح / موسيقي تصويريه : هاني عادل

طاقم الممثلين : هند صبري .. هاني عادل .. سيد رجب .. ماجد الكدواني .. احمد كمال .. بطرس غالي

“القصه”

“أسماء ارمله ترعي والدها العاجز وابنتها المتمرده .. أسماء مصابه بمرض الايدز وفي نفس الوقت بمرض المراره .. تريد ان تعالج من مرض المراره لكن الاطباء يمتنعون خوفا من مرضها الآخر مع علمهم بطرق الوقايه من ذلك المرض .. ذلك المرض الذي انتقل لها من زوجها الذي توفي أثره .. ويتلقي مذيع مغمور يقوم بدورة ماجد الكدواني الذي يتعامل مع اسماء ك فقره في برنامجه اليومي فكيه ستواجه اسماء. المجتمع”

“”انا عندي الايدز””

“الاخراج”

في تلك الجزئية الدراميه يتعمق المخرج المغمور عمرو سلامه في فيلمة الثاني اسماء .. الي ثوابت في المجتمع المصري بل العربي علي ان مرض الفرد ينبع من مرض المجتمع .. وأن ما تحاول إخفاءه اسماء هو بعينه ما يعانيه المجتمع .. من الوهله الاولي للفيلم تتوقع انك سوف تري فيلم للتوعية من مرض الايدز .. ولكن المخرج اختزل تلك النقطه في القالب الدرامي لكي لا يجعلها هي محور الفيلم .. ويبرز من خلالها معاناة فرد تجاه مجتمعه .. حرب بين الفرد والمجموعه .. انتقال من الخاص للعام .. وهو مراعي في كل مشهد وكل لقطه وكل انتقال من الماضي للحاضر .. يراعي المخرج مقصده .. وهو ليس علي اسماء حرج .. بل علي المجتمع كل الحرج .. أيضا الفيلم ينتقل بكادرات مميزه بين ترك اسماء العمل ثم القاء صديقتها بمال الشفقه علي الارض خوفا من انتقال العدوي .. ثم القفاز الاسود .. ثم مواجهة اسماء للكاميرا في جلسات التأهيل النفسي .. تلك اللقطات اضافت للفيلم معني ومغزي آخر .. ايضا في غرفة الاستوديو تجد دائما الالوان باهته وكئيبه في حين انه عندما تتوجة الكاميرا ناحية اسماء تجد الالوان زاهيه ومبهجه .. في تدليل علي ان المرض هنا ليس مرض الجسد بل مرض الروح الذي يعانيه المجتمع وليس اسماء

“الاداء التمثيلي”

في واحد من أفضل اعمال الممثلة المتألقه والواعيه هند صبري .. تفوقت علي نفسها في ذلك الفيلم حتي قدمت نموذج من افضل نماذج المرأة في السينما المصريه .. ف أتقنت اللهجه ذات الكلمات الممدوده وتعبيرات الخوف والتردد والرعشه .. والسير الغير مرتب عن قرب .. شديد الترتيب عن بعد .. ايضا برع المبدع ماكد الكدواني في استحضار اسلوب المذيع المغمور عمرو اديب ولكنه لم يقلده بحزافيره .. بل اضاف روح الحضور والتلقائيه والكوميديا الظاهره في واحد من افضل ادواره .. لا ننسي دور هاني عادل زوج البطله في الفيلم ف هو واحد من افضل اعمال ذلك الشاب واتقن الدور اتقانا شديدا .. وأيضا دور سيد رجب الذي من المؤكد انه واحد من افضل من يقدمون ادوار مساعده في مصر .. ولمساته الخاصه علي الورق تعطي طابعا خاص للشخصيه.

“التصوير “

نحن امام مدير تصوير يقدر قيمة مصادر الضوء الطبيعيه ويجيد استخدامها بسلاسة ويبرع في تقديم كادرات تجعل المشاهد في عمق الصوره .. لن انسي كادرات ال close shot علي وجه اسماء التي تجعلك تقتحم مسام الجلد اثناء حديثها .. او لقطات الاستوديو التي تنقل لك روح التوتر والسرعه ومعامله الضيوف علي انهم فقرات .. ومشاهد الريف الذي ابدع في نقل صورة حيه معاصره

لا ننسي البطل الاول في الفيلم عمرو صلاح المونتير الرائع والصاعد بقوه .. ف في فيلم بقوة فيلم اسماء .. يحتاج الي مونتير جرئ ومحب لمهنته لكي يجعل المشاهد مستمتعا طوال لقطات الفيلم بالمكان والزمان معا

تقييمي للفيلم : ٩/١٠

By : Mohamed Yasser

Behind The Scene
بيهايند هي كيان سينمائي مصري متخصص فى مجال ترشيحات الأفلام والمسلسلات وتقديم تغطية لكافة الاخبار الفنية في السينما والدراما