وضع فيلم The Guilty لنفسه العديد من القوانين و القواعد، و التى يمثل كلاً منها تحدٍ من نوعٍ خاص لكل طاقم العمل، فهل نجحوا فى اجتياز هذه التحديات ؟ لماذا فاجأنى الفيلم ؟ و أخيراً هل يستحق هذه الفيلم المشاهدة ؟
قصة فيلم The Guilty:
قصة فيلم The Guilty لا يمكن سردها بمصداقية كاملة منعاً للحرق و لكن ما يمكننى إخباركم به أن ضابط الشرطة (آسجر) يعمل فى قسم الطوارئ بالرد على إتصالات المواطنين، لتتصل به امرأة تتعرض لعملية خطف و تنطلق من هنا الأحداث .
السيناريو :
سيناريو فيلم The Guilty الذى يعتبر هو عنصر التميز الأول فيه، بدأ بتقديم الشخصية، طبيعة العمل الذى يقوم به ثم تبدأ سريعا أحداث الجريمة و تبدأ معها معدلات الإثارة بالإرتفاع .
أكبر التحديات التى واجهها السيناريو كانت وجود كاميرات الفيلم بغرفة واحدة مع شخص واحد فقط، و كل ما يمكن معرفته عن القضية و أحداثها يكون عن طريق مكالمات التليفون و وصف الشخصيات لما حولهم؛ شخصيات لا تراها، بل تسمعها فقط .
تحدى بالغ الصعوبة بالتأكيد و لكن كُتاب الفيلم “جوستاف مولر” بالمشاركة مع “ايميل ألبرتسون” نجحوا فى العبور من خلاله بتألق لم يكن متوقعاً أبداً أن يكون بهذه الروعة و الدقة .
التألق يبدأ مع الإبداع على مستوى القدرة على استخدام المكالمات التليفونية و الذكاء المستخدم فيها بدون أى مبالغات لوصف الأحداث، مما جعل المشاهد يتفاعل مع مكالمة و كل حدث و يبدأ هو الآخر بالتفكير حتى نصل الى مرحلة فى فصول النهاية نجد أن ضربات القلب بدأت بالإزدياد، و أصبح قلبك و عقلك معلق تماماً بما ستؤول إليه القضية .
قدم السيناريو الكثير من المفاجآت و الالتواءات و التى ساعد على تواجدها عدم قدرتنا على رؤية شئ غير بطل الفيلم و قد تم استخدام ذلك بالطريقة المثلى، كما أن الالتواءات نفسها كانت مبررة تماماً و بعيدة كل البعد عن عدم الواقعية .
تميز الفيلم لم يتوقف عند سرد أحداث الجريمة و تفاصيلها فقط، بل امتد إلى ربط تلك الأحداث بالجوانب النفسية و العاطفية لبطلنا (آسجر) بشكل مبدع و الذى تتكشف لنا شخصيته شيئاً فشيئاً حتى يتم الكشف عنها تماماً فى فصل النهاية فى مشهد ممتاز بأداء تمثيلى رائع .
لا يعيب السيناريو إلا تفصيلة أو اثنتين فقط فى تقدم أحداث الجريمة ، من ناحية أخرى فالفيلم يعتبر قصير جداً و كان بالإمكان جعله أطول لمعرفة تفاصيل أكثر عن شخصية (آسجر) و التى كانت تستحق تحليلا نفسيا أعمق مما تم تقديمه على الشاشة فى رأيى .
الحوار :
حوار الفيلم أيضاً من أكبر الأعمدة التى قام عليها بكل تأكيد، فالإعتماد الكامل على نقل الحدث الى المشاهد و طريقة تصوره كانت معقودة بالكامل على الحوار فقط مما حمل الحوار أهمية أكبر بكثير من المعتاد عليه فى الأعمال الأخرى التى نشاهدها عادةً .
الأداء التمثيلى و التجسيد الصوتى :
البطل الأوحد للفيلم “جاكوب سيدرجرين” فى شخصية (آسجر) كان ممتازاً و يمتاز بالطابع الهادئ فى أغلب الأحيان مما أعطى للحظات تفجره هيبة و أهمية أكبر .
الأداء الصوتى للجميع كان ممتازاً و على رأسهم “جيسيكا دينيج” التى جسدت صوت شخصية (إيبين) بإمتياز .
الإخراج :
– إخراج فيلم The Guilty كان تحت قيادة “جوستاف مولر” الذى شارك فى كتابة السيناريو أيضاً ، و قد استطاع أن يطوع إخراج الفيلم لخدمة السيناريو و قوانينه التى وضعها من اللحظة الأولى للأخيرة ، و تميز على مستوى دقة الصورة و زوايا الكاميرا بالإضافة للإستخدام المميز للإضاءة كعامل مساعد على إظهار مشاعر الشخصيات .
إشادة مستحقة للمخرج على مشهد مكالمة النهاية و الذى تفجر فيه كل شئ من أداء تمثيلى الى اثارة المشاهد و توتر الأجواء، كل ما يمكن قوله أنه أحد مشاهدى المفضلة هذا العام بكل تأكيد .
فى النهاية أود أن أختم بأن فيلم The Guilty تجربة دينماركية مميزة جداً و تستحق المشاهدة بكل تأكيد .
تقييم الفيلم هو 8.5/10 .