في بداية مراجعة مسلسل wandavision، لابد من ذكر أنه عقب إنقضاء ملحمة “Avengers Endgame” التي أنهت إحدي المراحل المهمة ضمن عالم “مارفل” السينمائي، ازدادت رغبة الأنصار في معرفة ما سيتم تقديمه فيما بعد من مشاريعٍ جديدة يفترض أن تضمن استمرارية “مارفل” في إبهار الجميع بمحتواها عملاً تلو الآخر، وبنفس مستوي السابق أو أعلي بقليل، وذلك ما تحقق بالفعل، حينما أعلن “كيفن فايجي”، الرجل الذي يعتبر حالياً مصدراً أساسياً للمتعة والترفيه السينمائي، في عدة مناسبات عن خطة “مارفل” لما يسمي ب”Phase 4″ أو المرحلة الرابعة من عالم “مارفل” السينمائي.
معركة إستعادة المفقود – مراجعة فيلم Avengers Endgame
إعلاناتٍ حملت معها العديد من الأخبار السارة التي تتمثل في عدة مسلسلات قصيرة يشارك فيها أبرز شخصيات “مارفل” الذين ظهروا من قبل في الواحد والعشرين فيلماً السابقين، تخطيطٌ يعكس النشاط الحيوي والدائم من قبل “كيفن فايجي” في وضع حجر أساسٍ لما هو قادم في عالم ‘مارفل” السينمائي، حتي يتثني لصناع تلك الأعمال العمل بأريحية من أجل خروجهم إلي النور سينمائياً أو علي منصة “ديزني بلس” بالشكل المثالي.
افضل مسلسلات مارفل الحالية والمنتظرة – مسلسلات مشتقة عن عالم مارفل
مراجعة مسلسل wandavision
هذا ما تحقق بالفعل مع مسلسل wandavision الذي نجح في أن يكون البداية المثالية الحقبة الجديدة في ال”MCU”، وساهم في ظهور أبطاله بطريقةٍ مغايرة عن ما سبق، ومهد بذكاءٍ لما سيحدث لاحقاً في الجزء الثاني من فيلم “Doctor Strange”، كما أنه يعتبر دليلاً أولياً علي إن تلك المسلسلات تحمل من القصص والمغامرات ما يجعلها قدراً كبيراً من الأهمية شأنها شأن الافلام، مما يجعل مشاهدتها امراً ضرورياً لا يمكن تفويته.
قصة مسلسل wandavision
تدور أحداث مسلسل wandavision بعد ثلاث أسابيع من “Avengers Endgame”، حيث تعيش “واندا مكسيموف” و”فيجن” حياة مثالية في ضواحي بلدة “ويستفيو” في “نيوجيرسي” علي أمل إخفاء هوياتهم الحقيقية، ولكن بمرورهم بعدة أزمنة وظهور ما يقلب أوضاعهم رأساً علي عقب، يدرك هذا الثنائي أن الامور ليست كما تبدو لهم، وأن هناك خطراً داخلياً وخارجياً قد يفسد عليهما ما يحاولان تحقيقه سوياً.ينقسم مسلسل wandavision الي شقين متوازين علي مستوي الأهمية وتعدد الأحداث والتفاصيل المتصلة بها، الأول يتتبع حياة “واندا” و”فيجن بطريقةٍ طريفة من خلال إتباع إسلوب ال”Sitcom” أو المسلسلات القصيرة التي غالباً ما تضفي الحس الكوميدي علي ما تقدمه من مواقف متوالية، والثاني يدور خارج “ويستفيو” يحاول البت في ذلك الوضع المعقد التي فرضته “واندا” دون أسباب واضحة أو معلنة.السيناريو نجح في فرض حالة التوازن بين خطي الأحداث تلك، وكان علي وعيٍ كبير بالوقت المناسب الذي يتم التنقل فيه من زاوية إلي أخري دون مساسٍ والإيقاع التصاعدي الذي بدأ هادئاً ومرحاً في الوقت ذاته قبيل الوصول إلي مرحلة الذروة في النهاية وما صاحبها من تفجرٍ رهيب في القصة وما تحاول الوصول إليه من الأساس.تلك المرحلة التي لم تتم مطلقاً دون عجلةٍ أو تسرع، بل كان هناك تأنيٍ كبير في صياغة أحداث المسلسل بما يضمن توحد خطوطه في سياقٍ واحد، وختامية ملائمة ومرضية لكل من يتابعه، علي ذكر النهاية فيحسب لصناع العمل عدم إقحام الرمزيات الغير مفيدة لمجرد إرضاء المشاهدين المهووسين بالنظريات والقصص المصورة وخلافهما.القرار الأفضل هو ما فعله كتاب مسلسل wandavision بالتمهيد للمستقبل فيما يخص الشخصيات والأحداث التي ترتبط بالقصة الحالية فقط، وتحديد العناصر التي سيتم استخدامها فيما بعد وتشير إليهم عن غيرهم من شخصيات ورمزيات بعالم “مارفل”، لذلك نجاح “WandaVision” في المقام الأول يرجع لمجهودات المشاركين في كتابة حلقاته التسع وإكساب كل واحدة منهما ما يفيد في تكامل المسلسل وخروجه بأفضل صورة ممكنة.
.إخراجياً، هناك إسهامات جيدة علي مستوي الديكورات التي تناسب أزمنة المسلسل المختلفة، وكذلك في إختيار الأزياء والمكياج وغيرهما من عناصر تقنية، ولكن يبقي التصوير الذي يحاول إظهار التنوعية في الكادرات سواءاً الواسعة في مشاهد الأكشن أو القريبة التي تصور الشخصيات وتعكس كافة تعبيراتهم الوجهية بوضوح جلي.
يأتي ذلك إلي إستخدام تقنية “Single Camera Setup” أو “الكاميرا الواحدة” في مشاهد ال”Sitcom” من أجل إحتواء الموقف في صورة دارجة لكافة تفاصيل المشهد يعلوها صوت الجمهور في الخلفية الضاحك علي ما يحدث من تسلسلٍ كوميدي، كل ذلك ساهم في تطبيقٍ بصري عالي الجودة وغير بخيل باستخدام الأدوات المناسبة في كل مشهد إن لزم الأمر حتي يكون الناتج النهائي بالشكل الذي يرضي جموع المحبين لمحتوي “مارفل” المختلف.النجمان “إليزابيث أولسن” و”بول بيتاني” لا يزالان يحتفظان بتناغهمها معاً منذ “Civil War”، وعززاه أيضاً علي مستوي الكوميديا في الحلقات الثلاثة الاولي إلي أن شهد المسلسل تحولاتٍ كبري في أحداثه، وتطلب ذلك المسارعة في إضفاء الحس الدرامي المطلوب تزامناً مع ما يحدث من تسلسلاتٍ متتابعة، ولكن لابد من الثناء علي “إليزابيث أولسن” علي وجه التحديد نظراً لاهتمام السيناريو بابراز ماضي الشخصية والصعوبات التي واجهت “واندا” في السابق وأثرت بشكل حقيقي علي قراراتها وما أقدمت علي فعله، لم يبدو علي “أولسن” أية مبالغة حسية، أو مشاعر عاطفية ليست في محلها.كل شئ يسير وفق ما يريد السيناريو ان يبرزه في “واندا” إلي أن تشهد اللحظة الفارقة في حياتها، سعادة وإستقرار نفسي تتحول إلي عدم إستيعاب يتبعه إحساسٍ بالخطر ثم إلي شراسةٍ قتالية ومسؤولية تجاه العالم من أجل تصحيح الخطأ المرتكب إلي وقت التغيير الفعلي والمثير للتساؤل في الوقت ذاته، كل ذلك أظهرته “أولسن” بتمكنٍ شديد وإرتجالٍ دقيق للإنفعالات التعبيرية والتجسيد الدرامي الملتهب بنيران الماضي والمتأثر بحمية الفترة الصعبة التي تمر بها “واندا” حتي بعدما فعلت ما فعلته.أيضاً يشهد المسلسل ظهوراً مميزاً للنجمة “كاثرين هان” التي شكلت أحد عناصر المفاجأة الرئيسية في المسلسل، وأجادت خصيصاُ في التحولات التي كانت تطرأ علي شخصيتها في عديد الأوقات دون أن يبدو هناك خفوتٍ في التجسيد في اللحظة التي يحدث ما يغير فجأةً من طريقة “أجاثا” في القول والفعل.
في الختام، يساهم مسلسل wandavision في التأكيد علي أن العمل ما هو إلا بداية لسلسلة جديدة من المغامرات المشوقة التي سيقدمها “كيفن فايجي” ورفاقه علي مدار الأعوام القليلة المقبلة، وأنع مازال في جعبة “فايجي” الكثير والكثير من القصص التي ستُبقي علي إهتمام محبي الأعمال السابقة لفترات طويلة لا يمكن عدها أو حصرها.