بدأت منصة Netflix العام الجديد سريعًا عن طريق إصدار مسلسل Kaleidoscope المكون من 8 حلقات، وقد سبق العمل دعايا مكثفة ارتكزت على ان العمل مصمم بترتيب غير خطي حيث أن الحلقات لا تحمل أرقام وإنما كل حلقة يُرمز لها بلون مختلف والمشاهد باستطاعته مشاهدة الحلقات بأي ترتيب يريده ليتمكن من ربط خطوط القصة.
وقد كانت تلك الفكرة هي الأساس الترويجي للعمل، وقد استطاعت بالفعل أن تجذب قاعدة كبيرة من الجمهور لمتابعة العمل خاصة مع الأسلوب المبتكر في عرضه وهو ما رفع سقف التوقعات للغاية.
مراجعة مسلسل Kaleidoscope
تدور أحداث مسلسل Kaleidoscope حول مجموعة من السارقين يخططون لعملية سرقة كبرى، ولكن تتخلل تلك العملية العديد من الظروف المحيطة بتاريخها والمحيطة بها أثناء حدوثها حيث تتشابك خيوط الشخصيات ودوافعهم لنرى الانتقام والخيانة هي السمة السائدة، فهل ستنجح السرقة؟؟ وما الذي سيحدث لأصحابها؟؟
السيناريو والحوار:
ان الفكرة التي تم بناء العمل عليها الخاصة بعدم وجود ترتيب زمني للحلقات هي فكرة براقة وجاذبة ولكن يمكن القول إنها مجرد فكرة ترويجية فقط دون أي تأثير واضح على تجربة المشاهدة.
فالسيناريو منح كل حلقة وقت زمني خاص بها، ما بين قبل عملية السطو بأسبوعين أو ثلاثة أسابيع أو أعوام أو خلال عملية السطو وهكذا، وبالتالي فإن كل حلقة تعد قائمة بذاتها لترتبط بوقت زمني مختلف متعلق بعملية السطو، إلا أن ذلك لم يكن مؤثر عل الإطلاق ولم يمنح المشاهد تجربة فريدة، فكل حلقة قائمة بأحداثها الخاصة لتي تنتهي بنهايتها، ل وحتى الرابط بين الحلقات لا يحتاج إلى لاكثير من الجهد خاصة وان الفواصل الزمنية بين كل حلقة مختلفة مما يجعل كل منها قائمة بذاتها.
وبالتالي فإن تجربة مشاهدة مسلسل Kaleidoscope لن تختلف بإختلاف ترتيب الحلقات على الإطلاق، وعلى جانب أخر فإن السيناريو نفسه نمطي للغاية فالتخطيط لعملية السطو نمطي ما بين الإعداد للسرقة بتكوين فريق ثم إعداد الفريق للعملية ثم العملية نفسها وما تلاها من أحداث.
كما أن السيناريو حاول منح الشخصيات الدراما الخاصة بها، ولكن جميع قصص الشخصيات كانت تبدو مبتورة غير واضحة المعالم، بل أن بعض الشخصيات عانت من قيامها بتصرفات غير منطقية في بعض الأوقات نتجة لعدم وضوح خلفياتها، وحتى محاولات السيناريو من أجل عرض قضايا معينة سواء ما يتعلق بغسيل أموال الاثرياء أو العنصرية كلها جاءت ضعيفة للغاية دون أن يتم تناولها بشكل جيد، حتى علاقة الأب والأبنة التي كان من المفترض أن تكون جزء رئيسي محرك للأبحاث لم يتم الاهتمام بها كما يجب.
وفي تلك النوعية من الأعمال القائمة على السطو فإن الإعتماد على ألعاب الذكاء يكون كبير من أجل خلق متعة خاصة للمشاهد، ولكن حتى ألعاب العقل الخاصة بعمليتي السطو في العمل لم يكونا على قدر كبير من الذكاء، بل إن العملية الرئيسية عانت خلال تنفيذها من نقاط ضعف واضحة كان أبرزها وجود وقت طويل لمنفذيها للمناقشات والحوارات بشكل غريب وغير منطقي ولن يتم التطرق بشكل كامل لتلك النقطة لتجنب حرق الأحداث.
وبشأن النقاط الخاصة بالألتواءات فكان معظمها متوقعًا دون أن يكون ذو تأثير مفاجيء، بل وإن أحد المفاجأت التي تم الاعتماد عليها خلال عملية السرقة كانت متوقعة بالإضافة إلى خلوها من المنطق بشكل واضح.
السيناريو في المجمل لم يتمكن من منح العمل ثقل على المستوى الدرامي أو حتى على مستوى الذكاء في تنفيذ عملية السطو.
الأداء التمثيلي :
رغم كل العيوب التي ظهرت جلية في السيناريو إلا أن الأداءات التمثيلية استطاعت التفوق على الرغم من العيوب المتواجدة في الشخصيات ودوافعها.
فقدم جيانكارلو اسبوزيتو أداء ذو ثقل واضح خاصة في المشاهد الدرامية والمشاهد التي ارتبطت بحدث يحدث له، فيما كان جاي كورتني متمكنًا من دور بوب على الرغم من العيوب الواضحة في الشخصية ولكنه تمكن من صبغها بصيغة استفزازية مميزة.
وعلى جانب الشر قدم روفوس سيويل أداء يوصف بالجيد حمل الغموض المناسب للشخصية، فيما كانت الظهور النسائي لرزوالين البيه مميز للغاية التي حملت شخصيتها العديد من التناقضات الواضحة واستطاعت تجسيدها على الرغم من ان السيناريو لم يهتم بتلك الشخصية كما يجب، إلا إنها أجادت بشكل واضح.
الإخراج :
لم يأتي اخراج مسلسل Kaleidoscope بجديد فكان عاديًا إلى أقصى الحدود، فلم يقدم كادرات مميزة أو حتى في مشاهد الأكشن التي لم يأتي فيها بجديد بل جاءت عادية كذلك.
حتى في المشاهد الخاصة بالسرقة لم يقدم إبهار بصري وإنما تحرك فيها بالمنطقة الآمنة دون جراءة في تقديم أفكار جديدة، بل إنه أنساق إلى نقطة سلبية كبرى خلال عملية السطو كانت غير منطقية ولكنه أظهرها بشكل عادي ليتحمل مسئوليتها مع السيناريو.
وكانت المشكلة الأكبر في الإخراج هي الخاصة بالحلقة ذات اللون البنفسجي، والتي اعتمدت على أحداث قبل عملية السطو بـ 24 عام، فقد كان تنفيذها إخراجيًا ضعيف خاصة في الشكل السيء الذي حاول به الإخراج إظهار بعض الابطال أصغر سنًا.
تقييم مسلسل Kaleidoscope
مسلسل Kaleidoscope عادي للغاية لا يحمل أفكار مبهرة، والفكرة الوحيدة التي حاول أن تكون هي الوسيلة الترويجية له لم يتم تنفيذها بشكل جيد.
المسلسل يستحق تقييم 5\10 لأنه لم يقدم أفكار جديدة على مستوى الإخراج أو حتى السيناريو الذي عانى من الكثير من المشكلات، وحاول أن يعتمد على فكرة جديدة ولكنها لم تأتي بأي جديد لتجربة المشاهدة، فعدم وجود ترتيب للحلقات كان وسيلة ترويجية فقط ولكنه لا يمنح تجربة المشاهدة أي ثقل أو إختلاف، ويعد العمل بداية ضعيفة لنتفليكس للعام الجديد.