في بداية مراجعة 20 حلقة من مسلسل نجيب زاهي زركش، يمكن القول أنه دوناً عن بقية النجوم المخضرمين الذين لا يزالوا يقدمون الأعمال الفنية، يحدث النجم القدير “يحيي الفخراني” بنصيب الأسد من الدعم الجماهيري نظير هذا الكم من الإبداع الدرامي والتلفزيوني الذي أمن به “الفخراني” مكانه وسط الشباب المتسيدين لعرش الدراما في شهر رمضان.
الصراع الابدى بين الشيطان والانسان ! – مسلسل ونوس
وكل هذا يرجع لاعتماد “يحيي الفخراني” علي كاتبه المفضل “عبدالرحيم كمال” الذي يحظي بمخيلة فنيةٍ استثنائية لا تنهي مواسم المسلسلات إلا وتترك أثرها الإيجابي علي تقييمات النقاد والمشاهدين، وكذلك العمل مع إبنه المخرج الفذ “شادي الفخراني” الذي ستجري البساطة في عمله، وتنجح في خطف الأضواء بعمله ولو قليلاً.
افلام و مسلسلات عبدالرحيم كمال – كل شئ عن الكاتب عبدالرحيم كمال
مراجعة أول عشر حلقات من مسلسل نجيب زاهي زركش
في رمضان ٢٠٢١ يجتمع الثلاثي من جديد بعد “الخواجة عبد القادر”، و”دهشة”، و”ونوس” في عملٍ جديد وهو مسلسل نجيب زاهي زركش، والعمل ينتمي لنوعيةٍ تمزج بين الدراما والكوميديا ولا تحمل في مضمونها مواضيعٍ شائكة أو تحدياتٍ قصصية واعرة مثل الأعمال المذكورة سلفاً.
قصة مسلسل نجيب زاهي زركش
تدور أحداث مسلسل نجيب زاهي زركش عن رجل فاحش الثراء يدعي “نجيب زاهي زركش” ياول أن يعيش حياة سعيدة دور أية منغصات تعكر صفو مزاجه الخاص والعاشق للكحول، ولكن يتفاجأ “نجيب بأنه له إبنا من زوجته وعشيقته السابقة “شفيقة”، ولهذا يحاول “نجيب” معرفة حقيقة هذا الأمر ومعرفة ما إذا “شفيقة” صادقة بالفعل في ذلك أم لا.
فيما يلي أستعرض وإياكم إنطباعاً مبسطاً عن أبرز ما ورد في الحلقات العشر الاولي من مسلسل “نجيب زاهي زركش :
١-علي مستوي البدايات، يحسب لسيناريو مسلسل نجيب زاهي زركش عدم المط في تقديم الحيكة وأيضاً اللجوء لاسلوب كسر الحائط الرابع ومواكبة المشاهد مباشرة من أجل التعرف علي شخصية “نجيب” والعالم الذي أسسه ويعيش فيه.
٢-من العلامات الايجابية الاختيار الذكي للنجم الكوميديان “محمد محمود” من أجل إلقاء حوار اللقطة التأسيسية كان موفقاً، أو يمكن القول إختيار “محمد محمود” في الأساس هو أفضل قرار إتخذه المخرج “شادي الفخراني” بالعمل.
نظراً لقدرته علي مجاراة النجم “يحيي الفخراني” في عديد المشاهد، والاجادة الواضحة في إبراز الكوميديا الخاصة بها، أو حتي حينما يتسيد هو المشهد وحيداً، ولهذا يمكن القول أن النجم “محمد محمود” من نجوم دراما رمضان ٢٠٢١ المجدين.
٣-الإيقاع العام للأحداث في البداية مقبولاً إلي حدٍ ما وذلك ينبع من طبيعة القصة التي يغلب عليها البساطة والطابع الإجتماعي الذي لا يحتاج اية تصاعدٍ جدا في القصة عكس الأعمال التي تغلي عليها طابع الأكشن أو الملحمي، مثل “نسل الاغراب” و”موسي” وخلافهم.
وأيضاً من كون البدايات تؤسس لمعرفة المشاهد بشخصية “نجيب” وطبيعة حياته الشخصية إلي أن ظهرت حقائق ما وراء علاقته بشخصية “شفيقة”.
٤-بعد مرور الحلقات العشر الاولي، بدأت الحلقات بداية الحادية عشر وحتي العشرين في الانتقال إلي وجهةٍ أخري علي مستوي القصة ترتكز علي التحول الاخر في حياة “نجيب” بعد معرفته بسر “شفيقة” وأنه من المحتمل أن يكون له أولادٍ منها،حيث نري “نجيب” يحاول بشتي الطرق التقرب للثلاثي”سعيد” و”سعد و”مسعد” واكتشاف حيواتهم وهوياتهم الخاصة.
تم ذلك بعدة طرق مختلفة ساهمت بشكل كبير في العنصر الكوميدي والدرامي بعض الشئ وقضت علي عيوب الحلقات الاولي في عدم التطرق لذلك الشق بالتحديد، ولكنها علي الجانب الاخر لم تسلم من بعض لحظات المط والتطويل المعتاد في مسلسلات ال٣٠ حلقة.
٥-تلك الحلقات أيضاً أظهرت ايضاً اهتمامها بشخصيات الثلاثي “سعيد” و”سعد و”مسعد”ليس فقط من خلال “نجيب”، بل بالقاء الضوء علي طريقة معيشتهم وعلاقاتهم بالمحيطين بهم من عوائل وأصدقاء وخلافهما.
وكذلك سرد بعض المواقف التي تضيف للحالة الدرامية والكوميدية بالمسلسل بفعالية ملحوظة، وتبرر في الوقت ذاته للمشاهد أن هؤلاء الثلاثة هم بشرٍ يحلمون ويرغبون بالحياة كسائر البشر، فيستحقون حيرة واهتمام “نجيب” بمعرفتهم عن قرب لاستكشاف من فيهم ابنه.
٦-من أبرز مواقف المسلسل التي برزت في الحلقات “١١-٢٠” هو الصراع مابين “شيرين” شقيقة “نجيب” وابنها مؤنس الذي يجسده ببراعة “محمد ابراهيم يسري”، هذه التفصيلة علي وجه التحديد تطرح رسالةٍ اجتماعية هامة في المسلسل، وهي عدم التفرقة بين البشر وانه لا يجب أن تكون المقامات الرفيعة في منأي عن من هم اقل منهم درجة، وخصوصاً ان احتدم الحب بين طرفين وصار القبول بينهم إلي أعلي درجةٍ تجعلهما لائقان للارتباط الرسمي بعقد الزواج.
يمكن ايضاً ربط ذلك بما يحدث مع “سعيد” و”سعد” و”مسعد” الذين يحلمون هما بالانتماء اكثر فاكثر للدنيا والحصول علي الفرص التي تمكنهم من تحقيق كياناتٍ خاصة بهم، والحياة بطريقةٍ مريحة بلا تعقيدات نفسية أو مادية أو معنوية، وتلك النقطة يمكن القول عليها بأنها أحد أهم وابرز إيجابيات المسلسل حتي الان بجانب الأجواء الدرامية والمرحة الموجودة بالمسلسل.
7-هناك توازنٍ جيد بين الدراما والكوميديا، والتنقل بينهم يتم في منتهي السلاسة، وهذا يرجع لصياغة المشاهد نفسها التي تارة تعكس حالة مزاجية جادة لشخصية “نجيب”، وتارة نجده في قمة السعادة والمرح يحاول أن يقضي أمتع الأوقات.
8-إخراجياً، لا يحتاج المسلسل إلي تحري مستوياتٍ عالية في التصوير والمونتاج وخلافهم، كل ما قدمه ” شادي الفخراني” هو السهل الغير ممتنع الذي يعزز من حلاوة تجربة المشاهدة عقب الإفطار.
يبقي أبرز ما قدمه هو في تسلسلات البداية بلعبة بصرية جميلة من أجل التعرف علي الثلاثي “سعيد” و”سعد” و”مسعد”، وأيضاً علي مستوي تصميم الملابس وديكورات فيلا “نجيب” واختيار أماكن حيوية في اونة كثيرة كمراكز فعلية تدور فيها بضعة أحداث.
9-النجم “يحيي الفخراني” حاضراً كالعادة بالأداء المناسب الذي تحتاجه الشخصية من أجل أن تحظي بقابلية من يتابع العمل، حيث نجح “يحيي الفخراني” في أن يطلق العنان لقدراته التمثيلية العريقة بانضباطٍ كبير وتمايلٍ تام مع وضعية الشخصية حينما تضحك وتمرح وتستمتع بحياتها أو تبكي وتحزن أو تحاور بجدية مع من حولها.
10-الشخصيات المساندة كانت حاضرة وبقوة، وتتمثل في الثلاثي “رامز أمير”-“إسلام ابراهيم”- “كريم عفيفي” الذين نجحوا في خلط خفة الظل بالدراما الجادة والصريحة،و خصوصاً الثنائي “كريم” و”اسلام” الذان يقدما لوناً مختلفاً عن طبيعتهم الكوميدية، ولكنها صادقة علي المستوي العاطفي والتعبيري، وتعكس حالات الصدمة والحزن من جراء ما عرفوه وعاصروه من مواقف جعلتهم في تلك الحالة المزاجية المضطربة.
كما يشهد العمل ظهوراً مثالياً للنجمة الأنيقة “أنوشكا” التي أبرزت معالم شخصية “شيرين” شقيقة “نجيب” بأداءٍ رفيع المستوي يبرز فعلياً طبيعة الشخصية المتغطرسة والمتكبرة التي لا تحيد عن مبادئها وطريقة معيشتها التي لا يمكن أن تحدي عنها بأية طريقةٍ ممكنة.
في الختام، يمكن القول نجح بالفعل مسلسل “نجيب زاهي زركش” أن يجذب الانتباه منذ الحلقات العشر الأولي، وأن يكون أحد أهم الأعمال الذي لا يفوتنا أحد ضمن هذا الكم الهائل من المسلسلات في أحد أقوي مواسم الدراما علي مدار الأعوام الأخيرة.