في بداية إنطباع الحلقات 1 إلي 20 من مسلسل النمر، لابد من القول أنه عقب النجاح المذهل الذي حققه مسلسل “هوجان” في رمضان ٢٠١٩، كان مايشغل “محمد إمام” هو الاستمرار علي نفس الطريقة التي ضمنت ل كل هذا الثناء النقدي والجماهيري، وهذا قد اتي علي لسانه علي صفحاته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي وقت الإعلان عن مسلسل النمر الذي يعرض في رمضان هذا العام ٢٠٢١.
انطباع عن الـ 10 حلقات الأولى من مسلسل ضل راجل
إنطباع الحلقات 1 إلي 20 من مسلسل النمر
حيث قال أنه لم يكن سيعود للدراما من جديد سوي بعملٍ يشبه “هوجان” في العديد من تفاصيله التي نالت استحسان الجميع وضمنت للمسلسل تصدره للترندات بعديد أيام رمضان، إلي أن أتاه المؤلف “محمد صلاح العزب” بما يريد.
ومسلسل النمر عملٍ جيد بات الآن واحداً من أفضل مسلسلات رمضان ٢٠٢١ التي بالرغم من استياء البعض من محاولة “إمام” تكرار نفسه وما يقدمه من أعمال، نجحت في منح المشاهد التسلية المناسبة والبعض من المواقف الكوميدية الطريفة والاكشن الجديد علي طريقة المقاتل “محمد إمام” الذي يحب تقديم مشاهده بنفسه، وهذا دليل علي ان تكرار الأعمال ربما يكون مفيداً في بعض الأحيان وسينال إعجاب المشاهد مهما تطابق مع غيره.
قصة مسلسل النمر
تدور أحداث مسلسل النمر عن “نوح” الذي يفقد ذاكرته بعدما تعرض لحادث علي يد “ملك” إبنة “الشيمي رضوان” أحد كبار محلات الصاغة وبيع الذهب والمجوهرات، وبينما يدخل “نوح” ذلك العالم الملئ بالصراعات، يتضح فيما بعد أن شخصية “نوح” ليست تلك التي بات يعرفها ملوك الصاغة الواثقين فيه والمتعاونين معه في أمورٍ كثيرة.
فيما يلي نقدم لكم إنطباعاً مفصلاً عن أول عشر حلقات من مسلسل “النمر وإستعراض سلبياته وإيجابياته:
١-ربما كان هناك خوفٍ من عدم تقديم شخصية “نوح” في البداية وتعويضها بمشاهدة “نوح” ذاته في إحدى المهمات الصعبة التي يخوضها، وذلك كان لحكمة تبينت فيما بعد بمرور الحلقات، والتعرف علي الشخصية هنا أشبه بلعبة المكعبات التي من خلالها يتم عمل تصميم معين من خلال إضافة مكعبٍ صغير فوق الاخر،
ينطبق ذلك فعلياً علي المسلسل، حيث نعرف تفصيلة معينة كل مرة من خلال المتربصين ب”نوح” لخلافاتٍ ونزاعاتٍ معه، وبهذا ستضح الصورة الكاملة بنسبة كبيرة عند الوصول للمنعطف الأخير من المسلسل، وهذا ليس بالمشكلة علي الاطلاق.
2-و ذلك ما حدث بالفعل، فبالوصول للحلقة رقم ٢٠ وبين كل شئ وكما يقال “اللعب بقي علي المكشوف”، حيث اتضح كل شئ عن شخصية “نوح” وعلي نحو مفاجئ للجميع، خصوصاً ان الكشف عن خلفية شخصية “نوح” جاء مبكراً، وذلك سيزيد من ترقب ما سيترتب عليه فيما بعض عقب تلك الحلقة بالتحديد.
3-هناك علي الجانب الاخر إهتمامٍ كبير برسم معالم الصاغة وتقديم أسيادها والمتحكمين فيها أو بمعني أخر الشخصيات المساندة، ويتم ذلك من خلال الإعتماد علي رمزيات الطمع والكيد وحب السيطرة وجمع الأموال، المثير في الأمر هو ذلك الكم الهائل من العلاقات المتشابكة بين تلك الشخصيات، مما يترتب عليه الكثير من خطوط الاحداث التي ستفيد المسلسل كثيراً.
٣-تلك الفائدة تتلخص في إنقاذ المسلسل من فخ المط والتطويل، والاحتكام لانهاء تلك الخطوط علي مدار الحلقات القادمة، مما يتسبب في المزيد من الترقب الصادر ممن يتابع العمل، وأيضاً زخماً هائلاً من الأحداث المستمرة بقليلٍ من الحوار المبسط ولكنه يفيد القصة بشكلٍ كبير ومؤثر.
٤-كما عرف السيناريو إختيار الوقت المناسب من أجل تقديم التواءة مفاجئة في صلب الأحداث تضيف إلي قصة المسلسل بعداً هاماً سيزيد من الحماس لما سيقدمه المسلسل فيما بعد وبالاخص في التوازن بين كل الخطوط بما يضمن عدم الفوضي السردية مطلقاً.
5-النقطة المضيئة في المسلسل هو الحفاظ علي ذلك الرتم حتي الحلقة ٢٠، وذلك إنجازٌ بحد ذاته كبير نظراً للاعتماد علي أسلوب ال٣٠ حلقة الذي لا يمكن أن لا يقع فيه أفضل الأعمال في فخ المط والتطويل، والفضل يعود في ذلك لقدرة المؤلف “محمد صلاح العزب” علي ابتداع عديد المواقف،وإشعال الصراعات الدائرة بين الشخصيات وبعضهم بتجددٍ ملحوظ ودون الالتفاف حول موقفٍ واحد بطريقة متكررة.
٦-كما عرف السيناريو إختيار الوقت المناسب من أجل تقديم التواءات مفاجئة في صلب احداثه تضيف إلي قصة المسلسل أبهاداً هامة ومحورية وتزيد من الحماس لما سيقدمه المسلسل فيما بعد وبالاخص في التوازن بين كل الخطوط بما يضمن عدم الفوضي السردية مطلقاً، وخير دليلٍ علي ذلك ما جاء في الحلقة العشرين التي تعد أهم حلقات المسلسل نظراً لما قدم فيها، وأيضاً في الحلقة ما قبلها حينما تم معرفة هوية شخصية الفنان “حجاج عبدالعظيم” الحقيقية.
7-كالعادة لا يزال “محمد إمام” قادراً علي الخلط بين الكوميديا والأكشن في إنٍ واحد، وهذا يمنحه بإمتياز شهادة التفرد عن والده النجم الكبير “عادل إمام” الذي لم يكن مبدعاً في مشاهد الحركة بالطريقة التي يعتمدها نجله “محمد”
وهذا يرجع لقدرة المؤلف “محمد صلاح العزب” علي تصميم الشخصية بعدة أبعاد مختلفة، كالطيبة وخفة الظل المصحوبة بالقوة الجسمانية والمهارات القتالية رفيعة المستوي، وهذا النوع من الشخصيات يعشقه المشاهد ويحس بكونه توليفة فريدة من نوعها محبب مشاهدتها في أي وقت.
8-النجوم المساندين “محمد رياض” و”نيرمين الفقي” و”بيومي فؤاد” يتألقون بشدة في أدوارهم و يستحقون كل الثناء والتقدير، ولكن يبقي “محمود حافظ” في دور “سكلانس” هو أحد أفضل الادائات الكوميدية هذا العام.
حيث نجح “حافظ” في إبراز العنصر الكوميدي بالمسلسل عن طريق عكس حالة الشخصية الساذجة الطريفة التي تتحظث بطريقةٍ غريبة توحي بعدم الذكاء ، وتنفعل بأسلوبٍ مبالغ فيه ولكنه ينتزع الضحك بكل سهولة ويسر، اداءٌ يستحق عملاً قائماً بذاته ولما لا، فهو أداةً مثالية لكوميديا مضمونٍ نجاحها ومحبة المشاهدين لها.
في الختام، نجحت العشر حلقات الأولي من مسلسل النمر في لفت الأنظار بقصته المثيرة للاهتمام وأحداثها المتشابكة التي تؤدي إلي المزيد من الترقب لما سيحدث بعد ذلك، وأيضاً بأداء نجمه وبطله الرئيسي “محمد إمام” الذي لم يخيب ظن كل المراهنين علي نجاحه في هذا الموسم الدرامي.