بعد انتصاف حلقات مسلسل جزيرة غمام يضع المسلسل نفسه بأحقية بين أفضل وأهم مسلسلات الموسم الرمضانى نظراً لتميزه الواضح بعدد كبير من الجوانب الفنية والبداية كانت عند عبدالرحيم كمال الذى عاد بكامل قوته المعهودة وبمنطقته المحببة حيث الأجواء الصعيدية الممتزجة بالصوفية والشخصيات المتعددة بما بينها من صراعات معقدة.
سيناريو مسلسل جزيرة غمام
استطاع تقديم أحداث ذات كثافة معتدلة ليست بالضخمة حتى الآن ولكنها كانت كافية أن تكون لكل حلقة قدر من الأحداث مع وجود تصاعد مستمر فى وجودها بحوار أقل ما يوصف به أنه خلاب وتغلغل بنفوس وتاريخ الشخصيات التى اتسمت بكونها شخصيات مركبة متعددة الطبقات إلا ما ندر وهو ما يتيح الفرصة لاستكشاف ماضيها ودوافعها وكذلك تطورها مع مرور الأحداث.
الأداء التمثيلى كان ممتازاً من الجميع بدون استثناء وأخص بالذكر أحمد أمين الذى قدم شخصية كانت بأحوال أخرى كثيرة يمكن أن تظهر بصورة ساذجة غير قابلة للتفهم أو التصديق ولكنه أنزلها إلى أرض الواقع ببراعة واجتهاد ليصبح أحد أهم الأسماء على الساحة حالياً، رياض الخولى فى أحد أفضل شخصيات المسلسل وربما نحن أمام أحد أفضل من جسد شخصية العمدة فى الدراما المصرية، طارق لطفى فى دور رائع وأداء استثنائى يقدم فيه مخزون سيكفينا حتى رمضان القادم من الشر والخبث والدهاء بإتقان مخيف وتملك لنظرات العين وتعابير الوجه ونبرات الصوت مخضعاً إياها لخدمة مساعى الشخصية مما جعله الأكثر توهجاً بالموسم الرمضانى.
إخراجياً فرؤية حسين المنباوى اتسقت روحها مع كلمات عبدالرحيم كمال مما أخرج لنا عمل موحد الهوية والرؤية بالإضافة للتميز التقنى على مستوى الإضاءة والديكور والتصوير الذى لم يكتفى بكون كادراته جميلة تسر العين خاصة بالمشاهد المفتوحة أمام البحر ولكنها غالباً ما يكون تكوينها ومقدار إضاءتها متسق مع الشخصية ومشاعرها فى المشهد.
مسلسل جزيرة غمام هو مسلسل مميز حتى الآن وما قدمه يجعله يستحق المتابعة والترشيح لمن لم يبدأ بعد ومنتظر منه تقديم ما هو أكبر فى النصف الثانى خاصة مع بدء المواجهات الفعلية بين الجبهات التى تكونت على مدار الخمسة عشر حلقة الماضية.