مراجعات

مراجعة مسلسل The 100 سنوات من الخيال والإثارة‎

مراجعة مسلسل The 100
بعد 7 سنوات و بالتحديد في سنة 2020 قُدمت لنا أخر فصول ملحمة الخيال العلمي والإثارة من مسلسل The 100 التي غيرت الكثير في مفهوم دراما المراهقين التلفزيونية حيث كان دائماً ما يقال عنها أنها لا تناسب سوي فئة عمرية محددة ، لكن هذا المسلسل غير تلك الفكرة تماماً وبالرغم من أنه لم يحظ بشهرة واسعة إلا أنه نجح في تلك المهمة بشكل كبير واكتسب العديد من التقييمات الإيجابية من مختلف النقاد ، مثلما نجحت سلسلة أفلام “The Hunger Game” في تغيير نفس الفكرة الراسخة ولكن على المستوى السينمائي.

قصة مسلسل The 100

تدور أحداث مسلسل The 100 بعد مرور 97 عاماً منذ الحرب النووية و التي قضت على كل أشكال الحياة على الأرض ، يتم إرسال 100 مراهق من خلفية إجرامية إلى الأرض من اخر مكان يُعتقد أن عليه بشر وهي 12 محطة فضائية مجتمعة تحت اسم “The Arc” وذلك ليتم اختبار مدى صلاحية الأرض للحياة مرة أخرى، وتستمر الأحداث في التصاعد لنكتشف الكثير من الأسرار والمفاجآت التي حدثت على الأرض منذ تلك الحرب المدمرة “

مراجعة مسلسل The 100

• أستمراراً لصناعه المسلسلات الشهير مثل “The Mentalist” و “The Flash” و”Lucifer” تقدم لنا استديوهات ” وارنر بروز” مسلسلها الأكثر شعبية بين فئة الشباب المبني علي رواية “The 100” للكاتبة الأمريكية “كاس مورجان” بطاقم تمثيل وإخراج معظمة من الوجوه الجديدة والشابة من بطولة كلٍ من اليزا تايلور / بوب مورلي / ليندسي مورجان/ هنري كوسيك / ماري أفجيروبولس تحت تصنيف الخيال العلمي والغموض والدراما.
الأن سوف أقدم لكم مراجعة مفصلة بدون حرق لكل جوانب القوة والضعف بالمسلسل 
مسلسل the 100

السيناريو وبناء الشخصيات : 

نقاط القوة: 

• بناء الشخصيات هو أكثر ما تميز به المسلسل حقاً ، وايضا المصداقية والواقعية الشديدة كانتا سبباً رئيسياً في اكتساب المسلسل تعاطف وانتظار كبير بين كل حلقة والأخرى. 
• ‏سرعة الأحداث والتفوق الدائم علي توقعات المشاهدين جعل مشاهدته اشبه بالإدمان لجميع عشاقه بدون اي لحظات ملل تماماً بسبب قصته العميقة والرمزية للوضع الحالي للبشرية والسياسات المختلفة التي تُمارس علي الشعوب بهدف المصلحة العامة دون رؤية الأضرار الناتجة عن اتخاذ تلك القرارات .  
 ‏
• تنوع المواضيع بين كل موسم والأخر كان إحدى أهم نقاط التميز لهذا العمل ، فكل موسم له قصة مستقلة لكن متصلة بسياق أحداث رئيسي طوال المسلسل ، وذلك أدى إلى تفاوت مستوى بعض المواسم عن الأخرى فعلى سبيل المثال الموسم الثاني والرابع جعلا هذا المسلسل في مصاف المسلسلات العظيمة ولكن هناك ايضاً مواسم ضعيفة مثل السادس والسابع.  
• تطور الشخصيات كان رائع في أغلب الشخصيات الرئيسية والثانوية فمن وجهة نظري أن تطور شخصية ” بيلامي” وشخصية “أوكتافيا” و” مورفي” كان عظيماً يذكرني بتطور شخصية “سوير” من “Lost” وشخصية ” جيمي لانستر ” من “Game Of Throne” مع الفارق في أداء الممثلين بالطبع. 
• ‏ولهذا العمل سبق رائع فإن معظم الشخصيات تلعب في المنطقة الرمادية ، فلا يوجد شرير دائم وبلا أسباب أو شخص طيب وشجاع في جميع المواقف ، فالكل نمر معهم بلحظات مختلفة من التعاطف. 
• ومن أشهر الأقاويل عن المسلسل انه مشابه للمسلسل الأسطوري “Lost” ، وذلك صحيح لأن صناع العمل تأثروا كثيراً بتجربته في بناء تعقيدات الحبكة والشخصيات وحتى عدد الحلقات ومدتها .
• وفي النهاية أهم ما قدمه العمل هي الرسالة العامة والتي شعر بها الكثيرون وهي أنه لا يوجد قرار صائب في الحياة بشكل كامل ، فدائماً ستكون هناك عواقب و أحياناً خسائر كبيرة في اي اختيار . 
the-100
‏نقاط ضعف:
• هناك بعض الثغرات في الحبكة الرئيسية وذلك بسبب ضعف خبرة كتاب هذا العمل ، فعلي سبيل المثال نري قرارات غريبة وغير مبررة من شخصيات فقط لتعقيد حدوث شئ معين أو زيادة جانب الأثارة والغموض علي حساب الواقعية . 
• وبالتأكيد أكثر الاعتراضات من بعض الجماهير ممن شاهدوا هذا العمل هو شعورهم بتكرار الأحداث مرات عديدة خلال المواسم وبالأخص الأخيرة منها ، ولكني مع المجموعة التي ترى بأنها ليست مشكلة كبيرة لأنه برغم تكرار الأحداث فأن المعالجات مختلفة وقد تفاعلت معها بشكل كبير مهما تكررت ، وذلك دليل علي نجاح صناع العمل في ربط المُشاهدين بالأحداث والشخصيات. 
• احدي اهم العيوب و السبب الرئيسي لعدم شهرة المسلسل بشكل كبير هي بدايته السيئة للغاية التي كانت تهدف فقط لوضع المُشاهدين في حاله من الإثارة الغير مبررة ، فلو كانت البداية مغايرة لإستطاع هذا المسلسل تكوين جماهيرية تفوق العديد من الأعمال الأخري . 
• بخلاف وجود ضعف ملحوظ في التكلفة الإنتاجية في مشاهد “CGI” وأماكن التصوير في المواسم الأولي والتي اعتبرها صناع العمل مرحلة تجريبية لأستمرار المسلسل من عدمه ولكن ذلك قد تحسن بشكل واضح في المواسم الأخيرة .
• وكعادة السنوات الأخيرة تم إقحام عنصر العلاقات الشاذة بدون اي مبرر بسبب التوجه العام لصناع العمل ، وبالتأكيد هذا الشئ غير مقبول في منطقتنا العربية، لكنه لا يؤثر بشكل كبير في التجربة العامة نظراً لقلة تلك المشاهد . 
 ‏
 ‏ the 100 series

التمثيل: 

الأداء القوي: 
“بوب مورلي” في دور “بيلامي” والذي قدم أفضل أداء في العمل بشكل خاص وواحد من أفضل الشخصيات في جميع المسلسلات بشكل عام من خلال تقمص الشخصية والانفعالات الرائعة و ردات الفعل المختلفة ، فبدونه هذا العمل يفقد نصف قوته بلا شك. 
ريتشارد هارمون” في دور ” مورفي ” المراهق الفاسد والمشاغب والذي أضاف التوازن الرائع في المسلسل رغم صغر دوره في المواسم الأولى ولكن في الأخيرة تطورت الشخصية بشكل رائع جداً وأضافت الكثير من التعقيدات والإثارة.
“هنري كوسيك” بدور ” ماركوس” الذي خطف قلوب المشاهدين بالأخص منذ النصف الأخير من الموسم الأول ،والذي أثقل المسلسل بعنصر الخبرة والتمثيل المتقن ، وبالتأكيد له في ذاكرة المُشاهدين مكانة كبيرة جداً بسبب دوره في مسلسل “Lost” بشخصية ” ديزموند” الرائعة. 
“لينديسي مورجان” في دور ريفين عنصر الحيوية والذكاء في المسلسل وصاحبة محور الأحداث في اغلب الحلقات الهامة والتي قدمت اداء رائع ليس به الكثير من التطور لكنه ثابت على مستوى جيد جداً طوال أحداث المسلسل. 
“ماري أفجيروبولس” في دور أوكتيفيا الفتاة المتمردة والقوية ظاهرياً التي قدمت لنا أجمل القصص الرومانسية في المسلسل واقوي مشاهد الأكشن والدموية ايضاً بأداء عظيم ، وهي السبب الرئيسي لنجاح الموسم الملحمي و الأفضل ف المسلسل من وجهة نظري وهو الموسم الرابع واستكملت هذا الأداء القوي في الخامس ايضاً .  

 • الأداء الضعيف : 

 • للأسف أن أقل أداء في هذا العمل كان لصاحبة الشخصية الرئيسية ” كلارك” من تمثيل الأسترالية” اليزا تايلور” بأداء سئ بشكل ملحوظ ، فهي صاحبة تعبيرات الوجه الموحدة والانفعالات المبالغ فيها ، ولكن لحسن الحظ أن هذا المسلسل لا يعتمد على البطولة الفردية ، فجميع طاقم العمل قدموا اداءات من متوسطة اللي رائعة عوضت الضعف العام لشخصية “كلارك” على مستوى الكتابة والتمثيل.  

• تقييم مسلسل The 100

مسلسل The 100  قدم لنا ملحمة من الإثارة والتشويق ممزوجة بالخيال العلمي المبتكر ، وهو بعيد كل البعد عن فكرة دراما المراهقين المبتذلة ، مع بعض العيوب التي لا تؤثر على التجربة العامة إطلاقاً ، فقط كل ما عليك هو الاستمرار في مشاهدة المسلسل حتى تتخطى الخمس حلقات الأولى لترى العمل بشكل واضح ولا تُكون عنه فكرة مغلوطة من البداية ، بالتأكيد أنصح الجميع بمشاهدته فهو من أكثر المسلسلات التي استطاعت تحطيم مشاعر الجمهور واكتساب تعاطفهم مع كل الشخصيات في جميع المواسم ، لا تفوته!  
تقييم : 8/10
كريم وهدان
طبيب أسنان و عاشق للسينما ، طامح لدراسة وممارسة الإخراج السينمائي ، هوايتي الأكبر هي تحليل ومشاهدة كل ما هو يصنف تحت فن الصور المتحركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *