مسلسل Perry Mason يعيد لنا شخصية بيرى ماسون مرة أخرى بعد سنواتٍ طويلة من الغياب و لمن لا يعرف بيرى ماسون فهو شخصية خيالية لمحامٍ جنائى هدفه الأوحد هو تحقيق العدالة و قد تم تقديم الشخصية بأعمال عديدة أبرزها التى قدمها رايموند بير فى مسلسل بيرى ماسون الذي امتد لمدة تصل إلى 9 سنوات بالخمسينات و الستينات بالإضافة إلى سلسلة من الأفلام التلفزيونية أيضاً من بطولته.
نرشح لك ايضاً: قائمة من اقوى المسلسلات الاجنبية
لذا تعيد HBO بيرى ماسون إلينا و لكن هذه المرة سنعود إلى شبابه قبل أن يكون محامياً فى الثلاثينات تحديداً .. فهل كانت عودة ماسون إلى الساحة بعد كل هذا الوقت موفقة ؟
قصة مسلسل Perry Mason
تدور قصة مسلسل Perry Mason حول بيرى ماسون المحقق الخاص الذى يتم تكلفته بجريمة اختطاف و قتل طفل رضيع لتسحبه القضية رويداً رويداً لتؤثر على شخصيته و حياته بأكملها .
https://www.youtube.com/watch?v=_5O3cMmg3JQ
السيناريو :
– تسير أحداث المسلسل على ثلاث محاور أحدهم يمثل المحور الرئيسى و الخط الأهم فى الأحداث و الذى يربط المحورين الآخرين بقصتنا و يضعهم فى دائرة الاهتمام .
– المحور الرئيسى يتمثل فى الجريمة التى نشاهد حدوثها فى المشهد الافتتاحى للمسلسل و هى الخط الرئيسى الذى يجمع كل الشخصيات و الخطوط .
– تركيز المسلسل فى هذا المحور لم يكن على كشف الحقائق و صنع الالتواءات مع مرور الوقت بل على العكس فلقد ألقى المسلسل بأوراقه كاملة لنا منذ الحلقة الأولى و ذلك جعلنا ملمين بالحقيقة شبه الكاملة عن القضية و لكن السؤال يبقى هل كان هذا القرار موفقاً ؟
– يمكن الإجابة على هذا السؤال ب نعم أو لا و هذا يعتمد بشكل كامل على ذوقك الشخصى و لكن فى رأيى بأنه لم يكن موفق و ذلك ليس لأنه أثر بالسلب على تجربة المشاهدة و لكنه حرمنا من عدد كبير من المفاجآت داخل القضية و سلب منا الحق فى مشاركة المحققين و لو لبعض الوقت فى التفكير و محاولة حل الألغاز الواحد وراء الآخر و لكن و بكل أسف لم يحدث ذلك .
– بالرغم من الجانب السلبى لهذا الأمر إلا أن صناع المسلسل استغلوا هذا القرار فى استعراض عضلاتهم كتابياً و تقديم التحقيقات من البداية حيث محققينا لا يعرفون شيئاً عن الحقيقة إلى الوصول إلى لحظة معرفة كل شئ و تحول الأمور فى المحكمة بالإضافة لإنعكاس منعطفات القضية على شخصية بيرى ماسون نفسه .
– تم تقديم جانب المحكمة بشكل رائع من جميع جوانبه و استطاع تقديم بعض المصاعب التى تواجه المحامين تحديداً و التى كثيراً ما لا نعرف عنها شيئاً .
– ننتقل إلى المحورين الفرعيين للقصة و أولهم يتمثل فى دراسة شخصية بيرى ميسون نفسه ؛ تلك الدراسة التى تستمر بالتوازى مع عمليات التحقيق لتكشف لنا عنه حقيقة خلف الأخرى و نرى كيف تؤثر القضية على شخصه و تعيد إليه ذكريات لا يود أن يتذكرها ثانيةً .
– بالرغم من المشاهد القليلة للغاية التى قُدِمت خصيصاً لتوضيح شخصية بيرى ماسون بشكل أكبر إلا أنها نجحت فى تقديم الشخصية بجميع جوانبها بنجاح شديد يستحق الإشادة .
– نصل إلى المحور الفرعى الثانى و الأخير و المتمثل فى جانب الكنيسة و شخصية أليس و هو الجانب الذى لم يعجبنى من القصة .
– جانب الكنيسة فى المسلسل كان الأكثر رتابة و أغلب الوقت جعلنى أتساءل ما هى علاقة ما يحدث هنا بالجريمة ؟ كما أن وعد أليس لإيميلى بإعادة ابنها و محاوله إعادة بعثه لم تكن مثيرة للإهتمام بالنسبة لى على الإطلاق و لم يصبح لجانب الكنيسة أى أهمية إلا بظهور دليل هام متعلق بها بالحلقات الأخيرة .
– بشكل عام سيناريو الفيلم جيد جداً و يمكن القول أنه سر تميزه الأول و لكنه مصدر عيوبه الوحيد أيضاً .
– الحوار فى المسلسل كان جميل للغاية و استطاع التنوع و التنقل ببراعة بين الكوميديا السوداء و الذكريات المظلمة و التطور فى التحقيقات.
الأداء التمثيلى و الشخصيات :
أحد أهم مميزات المسلسل تمثلت فى الشخصيات المتعددة و العميقة بشكل كبير و التى استطاع التوغل بكل منها بالقدر الكافى لجعلى كمُشاهد قادر على فهم دوافع كل شخصية .
الأداءات التمثيلية جميعها تراوح من الجيد جداً إلى الممتاز بل و المميز فى أحد الأدوار و نظراً للعدد الكبير من الشخصيات التى تستحق الخوض فى تفاصيلها فسأكتفى بالحديث عن أربع شخصيات فقط .
جايل رانكن فى شخصية إيميلى دادسون :
شخصية ايميلى هى شخصية نمطية شاهدناها كثيراً و هى الأم التى تفقد طفلها الرضيع بعد خطفه و التى تمر بحالة من الاكتئاب و الحزن الشديد و لكن فى حالتنا هذه فالأم تحمل نفسها مسؤولية موت طفلها لأنها سهت عنه وقت اختطافه بالإضافة لأسباب أخرى ستتكشف مع مرور الحلقات ، شخصية يصل بها الحزن و الذنب إلى أقصى مراحل اليأس بل إلى حافة الجنون و قد قامت جايل بأداء ممتاز جسدت فيه الشخصية بحزنها و اضطراباتها الجسدية و النفسية .
تاتيانا مسلانى فى دور أليس :
شخصية مختلفة و غير معتادة فتقدم هنا تاتيانا دور احدى الراهبات بالكنيسة و المسؤولة عن اقامة الاحتفالات الدينية بها ؛ بالرغم من أن الشخصية قد تم ظلمها فى المسلسل بالرغم من خلفيتها المظلم للغاية إلا أن أداء تاتيانا قد عوض عن كثير من ذلك فقدرتها المبهرة على الخطابة و تجسيدها المميز للشخصية كان شئ رائع فى حد ذاته .
ماثيو ريس فى دور بيرى ماسون :
شخصية بيرى هى شخصية سوداوية للغاية ، فظة ، صعبة المراس و الأهم من ذلك أنها غريبة الأطوار إلى حد مريب لدرجة أنه يحصل على بعضٍ من ملابسه الشخصية من متعلقات الوفيات فى المشرحة !
تجسيد ماثيو ريس كان ممتاز للشخصية و تجسيده لتطور الشخصية مع تطور الأحداث و تصاعد نسق القضية كان رائع للغاية و يستحق كل الإشادة .
جون ليثجو فى دور اى بى جوناثان :
شخصية “E.B” هى الشخصية الأفضل و الأقرب لقلبى بين جميع شخصيات المسلسل ؛ فلدينا هنا محامٍ عجوز مرت أيام مجده و أتت أيام هبوطه و بالرغم من سعيه الحثيث لمساعدة إميلى و تحقيق العدالة التى يؤمن بها إلا أنه يجد نفسه ينهار يوماً بعد يوم حتى يواجه الحقيقة المرة بأنه انتهى تماماً و لم يعد له مكان فى هذا الميدان الذى طالما مثّل له عالمه الخاص .
بالإضافة لذلك فهذه الشخصية تمثل حجر أساس بالنسبة لشخصية بيرى فكان يعتبره كأبٍ و رب عملٍ فى آنٍ واحد .
أداء جون ليثجو كان استثنائياً فى أداء الشخصية و تجسيد الإنهيار التدريجى لها مع الوقت كان فريد بشكل لابد و أن يثير الإعجاب .
– بالرغم من عدم اتساع الوقت إلا أنه يجب الإشادة بتصميم شخصيات المحقق إينيس و المحقق بيت شريك بيرى و ديلا ستريت مساعدة اى بى .
الإخراج :
– حافظ المسلسل إخراجياً على الأجواء السوداوية القاتمة و جعل أغلب مشاهد التحقيقات ليلية كذلك لنفس الغرض بالإضافة لزيادة عامل الغموض بشكل تلقائى .
– إشادة واحبة للديكورات و تصميم الأماكن و السيارات و الذى يناسب فترة الثلاثينات .
– إشادة خاصة بتصميم الأزياء و الذى تناسب بشكل كبير مع الحقبة الزمنية التى تدور بها أحداث الفيلم كما ان ملابس كل شخصية كانت تدل بشكل أو بآخر على حالتها و ذوقها .
تقييم مسلسل Perry Mason
مسلسل Perry Mason هو أحد أجمل الأعمال الدرامية لهذا العام و به قدر كبير من الإثارة و التشويق بكل تأكيد يستحق المشاهدة ، تقييم مسلسل Perry Mason هو 8/10