مراجعة مسلسل loki
لا زالت إبداعات “مارفل” مستمرة حتي في المسلسلات التي تعرض علي منصة “ديزني بلس” بتزامنٍ مع العروض السينمائية التي إنطلقت في مرحلتها الرابعة، البداية كانت مع “WandaVision” الذي إستثمر شخصيتي “واندا ماكسيموف” و “فيجن” بطريقةٍ مذهلة تمهد لما هو قادم في الجزء الثاتي من فيلم “Doctor Strange”، مروراً ب”Falcon and winter soldier” الذي إستأثر بالكثير من أجواء أفلام “Captain America” ونجح في ذلك إلي حدٍ مقبول بعض الشئ، ووصولاً لحديث هذه المراجعة والحدث الأبرز حتي الآن في الرحلة الجديدة لعالم “مارفل” السينمائي وهو مسلسل loki.
مراجعة مسلسل WandaVision – بداية مثالية للمرحلة الجديدة من عالم مارفل السينمائي
الفضل في ذلك يعود بالطبع لمهندس عالم “مارفل” السينمائي “كيفن فايجي” الذي أقدم علي أفضل القرارات والأفكار من أجل عدم إهمال الشخصيات القديمة التي كان لها تأثيراً ملحوظاً وجوهرياً في الكثير من مشاريع المراحل السابقة، والأهم من ذلك أنها تحظي برصيدٍ كبير من الإعجاب والتشجيع من قبل العديدين من أنصار ومحبي أفلام الأبطال الخارقين عامةً وأفلام “مارفل” خاصةً.
من منا لا يتذكر ردود أفعال الجماهير عام 2013 في مهرجان “سان دييجو كوميك كون” حينما حضر النجم البريطاني “توم هيدلستون” مرتدياً زي “لوكي” أثناء الترويج لفيلم “Thor Dark World” وفاج~ الجميع بخطابٍ جميل مرتجلاً لهدة “لوكي”، ذلك الصدي الجماهيري والتفاعل الكبير كان سبباً في إعطاء تلك الشخصيات فرصاً أخري لهم للظهور والتألق من جديد بخلاف كون هناك خططٍ بواسطتهم تفتح الطريق إلي عوالم أخري في ال”MCU”.
في مسلسل loki، يقدم “كيفن فايجي” وصانع المسلسل “مايكل والدرون” سيد الخداع “لوكي” كما لم نشاهده من قبل، نسخة مغايرة تماماً عن ثلاثية “Thor” و”Avengers” تحمل الكثير من الأبعاد الدرامية والإنسانية عكس ما يعرفه الجميع عن الشخصية، وتوليفة قصصية جيدة نجحح في إفساح المجال للفكرة الأساسية التي تقوم عليها المرحلة الرابعة من عالم “مارفل” وهي “الأبعاد الكونية” أو ما تعرف بال”Multiverse”.
قصة مسلسل loki
تدور أحداث مسلسل “loki” عبر إختفاء “لوكي” عن طريق التيسراكت بعد أحداث “Avengers Endgame” والقبض عليه عن طريق مسؤولي منظمة “Time Variant Authority” الذي جنده حينها عميلها “موبيس” للمشاركة في القبض علي أشخاص متغيرين من “لوكي” نفسه والإستفادة من خدماته بالرغم من عدم الثقة الكبير بينهما نتيجة أفعال “لوكي” التي من المفترض أن تحدث في الخط الزمني المخصص له.
علي مستوي السيناريو، إمتاز مسلسل loki بالكثير من المواجهات الحوارية بين “لوكي” نفسه و”موبيس” التي إمتازت بأنها كانت تعكس الوجه الحقيقي لشخصية “لوكي” وأنه ليس الشرير الذي نعرفه جميعاً من خلال الأعمال السابقة، المشكلة الوحيد في ذلك أن المشاهد الحوارية عابها بعض التطويل في الحلقات الأوسط من المسلسل، ولكن بخلاف هذا نجحت علي الجانب الأخر في رصف الفكرة التي سيتم تطبيقها علي الجانب العملي في الجزء الأخير من القصة.
كل ذلك ساهم أيضاً في إعلاء الحالة الدرامية للمسلسل، هل يصدق أحد أن يري “لوكي” يبكي بالدموع في أحد مشاهد مسلسل loki، أو يهتم بشخصٍ ما ويحس معاه بالعاطفة والحب حتي ولو كان متوارياً، أو يمتاز بالهدوء وقت الحديث سواءاً مع “موبيس” أو غيره، كل ذلك أضاف إلي العناصر الجديدة التي قدمها المسلسل وتم صياغتها بما يخدم الفكرة بفعاليةٍ تامة.
أيضاً يمكن تصنيف الإيقاع العام لمسلسل loki علي أنه بدأ بشكلٍ تدريجيٍ متوازن تخللته بضعة لحظاتٍ كوميدية طفيفة، ثم هدأ بعض الشئ حتي إنطلقت الأحداث المهمة في التتابع في الحلقتين الأخيرتين وعاد الرتم إلي ما كان عليه، وذلك يحسب بالطبع للمخرجة “كايت هيررون” التي قدمت في الوقت ذاته تجربة بصرية جيدة بشكلٍ عام وتصوراتٍ مناسبة لأماكن تصوير الأحداث في البقع الزمنية المختلفة والهيئات الخاصة بشخصيات المسلسل بما يتشابه في الشكل والمضمون مع ما جاء بنص القصص المصورة.
وعلي ذكر الشخصيات، يأتي الوقت من أجل الحديث عنهم بدأً من النجم الموهوب “توم هيدلستون” الذي لا يزال يحتفظ ببريق الشخصية المعهود من السابق، وأضاف عليه اللمسة الدرامية التي ساعده علي إتقانها المساحة الكبري لذلك في سياق مسلسل loki، التحديات الكثيرة التي واجهت الشخصية لم تكن بالعسيرة علي “هيدلستون” الذي تميز أيضاً بإرتجاله الإنفعالي المناسب في الوقت المناسب وتماثله التام للإضافات الجدييدة كما لو تبدو ليست بالشئ الذي يقدمه لأول مرة، ولذلك ربما يمتلك بضعة حظوظٍ من اجل الترشح هو الأخر لجائزة “prime time emmy” في التمثيل أسوةً بزملائه “إليزابيث أولسن” و”بول بيتاني” من مسلسل “WandaVision”.
أيضاً هناك ظهورٍ مميز للنجم “أوين ويلسون” في دور “موبيس” الذي يمتلك الكثير من ملامح الشخصية في الكوميكس، ونجح هو الأخر في عكس طباع الشخصية الشكاكة بطبيعة الحال من “لوكي” وتحويل دفة التجسيد إلي ناحيةٍ أخري حينما حدثٍ تحول ما محوري في الأحداث في الجزء الأخير من مسلسل loki، إلي جانب “صوفيا دي مارتينو” في دور “سيلفي” التي تعد أبرز مفاجأت المسلسل وإستطاعت تكوين ثنائي جيد مع “توم هيدلستون” وبتناغمٍ قوي بينهما.t
في الختام، نجح مسلسل loki في هدفه الخاص بتقديم شخصية “لوكي” منفردة وفي قصة مناسبة لها، وأيضاً في هدفه الأخر برصف الطريق المؤدي إلي الأكوان المتوازية الأخري، والتي من شأنها أن تفتح المجال للكثير والكثير من التكهنات لما سيورد لاحقاً في أعمال “مارفل” السينمائي والتلفزيوني.