مقالات

مراجعة مسلسل Dark – ليس اين .. لكن متى ؟؟

Dark Netflix

تحت هذا الشعار تسير أحداث المسلسل الألمانى Dark الذى أحدث موسمه الأول الكثير من الجلبة عام 2017 بوجوده على منصة Netflix ، و التى من خلالها استطاع أن يصل للعالمية و يصنع قاعدة جماهيرية كبيرة مما جعل وقع عودته بموسم ثانى أكبر للجماهير ، فهل استطاع المحافظة على ذلك المستوى الذى بدأ به بالموسم الأول ؟ و ما هو سر إنجذاب المشاهدين إليه من الأساس ؟

القصة :
تبدأ القصة بقضية إختفاء طفل تحقق بها الشرطة ، حتى نشاهد اختفاء الطفل ميكيل هو الآخر فى ظروف غامضة من بين أصدقائه ليبدأ بعض سكان البلدة بربط هذه الأحداث بأحداث مشابهة حدثت منذ 33 عاماً ، لتنطلق الأحداث من هنا و نرى الكثير من المفاجآت و الصدمات .

السيناريو :
السيناريو هو العمود الفقرى لهذا العمل، العامل الأول لجذب المشاهد و مصنع المفاجآت و الصدمات حيث
تميز الموسم الأول بسيناريو استطاع و بسهولة أن يتعدى مرحلة الإبهار و يصل إلى مراحل عليا لا تصل إليها إلا الأعمال العظيمة و الخالدة .

فقد استطاع الموسم الأول من Dark الجمع بين البناء المميز للشخصيات و الأحداث ، الوصول إلى أعلى معدلات الإثارة، الصدمات و المفاجآت العديدة و المتتالية، الاستخدام المثالى للخيال العلمى ، كل هذا بالإضافة لقدرته على احترام عقلية المشاهد و الحفاظ على واقعية أحداثه و ترابط أدق تفاصيله .
ميزة كبرى أخرى تميز بها السيناريو و هى اختلاف و تعقيد العلاقات بين الشخصيات لدرجة لم أشاهدها شخصياً من قبل فى أى عمل آخر، ذلك بالإضافة للقدرة المتميزة على تطور الشخصيات و علاقاتهم ببعضهم بإنسيابية عالية .
مراجعة مسلسل Dark - ليس اين .. لكن متى ؟؟ 1

بعد هذا التألق بالموسم الأول و بعد نهاية توضح أن السيناريو سيضع تحديات أكبر لنفسه ، أصبح لدى مخاوف عدة من الموسم الثانى لمعرفتى بمدى صعوبة الحفاظ على هذا المستوى بالكتابة و هذه الدقة فى ترابط الأحداث .

فيأتى الموسم الثانى و يثبت خطئى و يزيل هذه المخاوف ، فيقدم تجربة بنفس مقاييس الموسم الأول مع زيادة صعوبات المهمة و تعقيداتها بشكل كبير فقد زاد عدد الشخصيات و زاد معهم التعقيد و الصدمات كذلك.
مراجعة مسلسل Dark - ليس اين .. لكن متى ؟؟ 2

مراجعة مسلسل True Detective الموسم الاول

الموسيقى التصويرية :
يقدم مسلسل Dark موسيقى مميزة للغاية يمكنك التعرف عليها من بين آلاف المقطوعات الأخرى ، استطاعت أن تدخل المُشاهد سريعاً فى مجريات الأحداث ، و كانت عامل رئيسى مؤثر على تفاعله مع الأحداث و المفاجآت .
بالإضافة إلى ذلك فلديها قدرة مميزة على صنع حالة نفسية و جو عام من القلق و الغموض للمشاهد.

الأداء التمثيلى :
قدم الموسم الأول أداء يتراوح من الجيد إلى الممتاز على مستوى التجسيد و تقديم مشاهد درامية قوية بالرغم من السقوط أحياناً بفخ السذاجة ، و تقديم ردات فعل باهتة لصدمات عملاقة للمشاهد و كذلك للشخصيات ، و لكن لم يستمر ذلك ؛ فيأتى إلينا الموسم الثانى ليرفع مستوى الأداء التمثيلى و يزيد من التعقيدات و التى يجسدها الممثلون بدقة هائلة و تفوق يستحقون عليه الإشادة .
أستطيع الجزم أن الموسم الأول يعود التجسيد الأفضل فيه لمجسد شخصية (أولريش) ؛ و لكن فى الموسم الثانى الكل قدم كل ما يملك و الكل يستحق الشكر على تقديم مشاهد درامية بغاية القوة خاصةً شخصية (شارلوت) التى كانت شخصية باهتة للغاية بالموسم  الأول.
مراجعة مسلسل Dark - ليس اين .. لكن متى ؟؟ 3

الإخراج :
الإخراج هو أحد أقوى و أصلب الأعمدة التى يقف عليها مسلسل Dark .
استطاع الإخراج أن يقدم تجربة بصرية تتسم بسمة عامة و هى تتلخص بإسم المسلسل (Dark) ، الصورة دائماً تتسم بالظلمة سواء بالنهار أو بالليل فدائماً ما يسود الكادر اللون الغامق بشكل عام مما أضفى جو مختلف خاص للمسلسل ممتزج بالموسيقى الرائعة و التى تضيف للتجربة البصرية الكثير من الحياة.
تم تقديم أيضاً الكثير من الكادرات الجميلة و التى تتسم بزوايا تصوير مميزة ينتج عنها صورة جذابة تسر العين .
مراجعة مسلسل Dark - ليس اين .. لكن متى ؟؟ 4

لابد من الإشادة بالمونتاج الذى كان له دور مميز و طريقة فريدة فى الانتقال ما بين الأماكن و الأحداث و الخطوط الزمنية المختلفة بإنسيابية شديدة ، مما سهل على المشاهد تجربة المشاهدة .
يعود الفضل للمونتاج أيضاً فى روعة عمليات الربط و الشرح التى تحدث بنهاية الحلقات فى المسلسل و التى تحولت إلى علامة من علامات المسلسل .
تميز المسلسل كذلك من ناحية الإنتاج و ال Production Design خاصة على مستوى الدقة فى تصميم الملابس و الأماكن بما يتناسب مع كل خط زمنى للمسلسل بدقة متناهية تساعد المشاهد على التعايش مع الخطوط الزمنية المختلفة .

الخلاصة :
مسلسل Dark هو ظاهرة درامية بنكهة ألمانية سيصعب على صناع المسلسلات تكرارها فى وقت قريب لذلك ينصح بمشاهدته و بشدة .
تقييم الموسمين الأول و الثانى من مسلسل Dark هو 9.5/10 .

محمد هشام
كاتب بموقع بيهايند و طالب بكلية الطب جامعة عين شمس من مواليد المنصورة، محب للسينما وكرة القدم.