يعد ماجد الكدواني من أبرز الممثلين المصريين في السنوات الأخيرة، فبجانب موهبته الفذة فهو كذلك يجيد إختيار أعماله ليظهر من خلالها في أفضل صورة ومن خلال عمل لائق يحظى بإشادة الجمهور.
وقد كان ذلك العامل هو الحافز للمشاهدين من أجل متابعة مسلسل موضوع عائلي الذي يقوم ببطولته ماجد الكدواني، وتم عرضه على منصة شاهد.
والحقيقة أن ماجد الكدواني لم يخيب ظن الجمهور وقدم من خلال موضوع عائلي عمل جيد للغاية يستحق المتابعة لما به من عناية بتفاصيله
قصة مسلسل موضوع عائلي :
تدور أحداث العمل حول إبراهيم الذي يفاجأ بوجود أبنة له ويطلب منه جدها أن يكون إبراهيم وصيًا على الأبنة لمدة 6 أشهر، ولكن إبراهيم يعاني في البداية من رفض الفكرة وكذلك من كيفية أن يخبر ابنته انه والدها ليضعه ذلك الأمر في العديد من المواقف الكوميدية والصعبة
السيناريو والحوار:
تتميز المسلسلات ذات الـ10 حلقات بإنها لا تقع في فخ المط والتطويل، ولذلك فنجد الأحداث تبدأ بشكل سريع، فالسيناريو بدأ بتعريف بشخصيات الأبطال وتم ذلك بسلاسة شديدة وصول إلى نهاية الحلقة الأولى التي كانت إنطلاق الأحداث بشكل أكثر تأثيراً.
رسم الشخصيات بالسيناريو كان جيد للغاية فكل شخصية لها سمات مميزة واضحة ومنطقية، وتلك السمات تظهر منذ المشاهد الأولى لأي شخصية نتيجة لكتابة فعالة ورسم جيد للشخصيات.
وكان السيناريو أمام اختبار صعب، فقصة الأب العاجز عن أخبار ابنته بحقيقته تعد درامية إلى حد كبير، وهو ما كان إختبار صعب للسيناريو لخلق توازن بين حالة الدراما تلك وحالة الكوميديا التي بدأ عليها المسلسل، وقد تم تحقيق ذلك التوازن بأفضل صورة ممكنة، فالسيناريو كان مخلص للكوميديا التي تغلف أجواء العمل مع الوضع في الإعتبار الإهتمام بالجانب الدرامي والذي كان واضح والكوميديا لم تكن مقحمة عليه، فقد تنوعت الكوميديا بشكل جيد بين كوميديا الموقف وكوميديا النكات وكذلك كوميديا الشخصيات نفسها، وكانت جميعها عناصر موفقة للغاية.
ماجد الكدواني – النجم الاستثنائي الذي جمع بين الكوميديا والدراما
وعلى الرغم من كون قصة العمل ليست بجديدة ولكن تنفيذها كان جيد، فشخصية الأب جاء رسمها جيد بشخصية ترفض المفاجآت حتى وإن كانت تلك المفاجأة هي ابنة من زوجته المتوفاة، وكذلك خوف الأب من تحمل المسئولية، كلها أمور منحت فكرة العمل بعض التجديد وكذلك فإن عدم تواجد خطوط فرعية بجانب القصة الرئيسية كان عامل إيجابي في مساعدة القصة حتى وإن كانت تقليدية ولكن عدم وجود محاولات لخلق عمق أو إطالة بها جعلها تظهر رشيقة ومسلية وتحمل كذلك رسائل جيدة.
الأداء التمثيلي:
لا جديد يذكر بالنسبة لماجد الكدواني، أداء أنيق، توازن وانتقال بشكل سلس بين الكوميديا والجدية جعل الكدواني يستطيع انتزاع الضحكات بعد ثواني من تسببه في بكاء الجمهور.
رنا رئيس كانت مناسبة تمامًا للدور وقدمته بشكل ملائم ومناسب، وخلقت دويتو ناجح مع ماجد الكدواني من جهة ومع طه دسوقي من جهة أخرى، ويمكن القول أن دسوقي كان أحد أبرز نجوم العمل فقد كان أداؤه جيد للغاية مناسب للشخصية ولم يكن الأداء متكلف وهو ما ساعده على التألق.
محمد شاهين قدم شخصية كريهة وكذلك متأرجحة بين العديد من التناقضات، دراما وكوميديا، قسوة وخوف، قلة حيلة وسيطرة، كانت كلها مشاعر متأرجحة للشخصية سيطر عليها شاهين ليقدم أداء مميز.
سماء إبراهيم مازالت تواصل الإبهار والأداء المتفرد فعلى الرغم من كون الدور كوميدي ولكنها قدمته بشكل مبهر، محمد رضوان ممثل مميز فعلى الرغم من ملامح وجهه التي توحي بالقسوة إلا أن أداءه الكوميدي كان رائع وكان رضوان في واحدة من افضل حالاته ليؤكد إنه بحاجة للعديد من الأدوار والاستمرار في الظهور.
محمد القس في دور الشر لا يمكن وصفه سوى بالرائع، فقدم شخصية استطاع من خلالها أن يكون باعث للتوتر وبنفس الوقت تخرج منه كوميديا تلقائية محببة، أداء مميز لشخصية غازي جعل المشاهدين يتعلقون بالشخصية رغم إنها تمثل جانب الشر، ولكنه استطاع أن يقدمها بشكل يجعل المشاهد قد يكره الشخصية وفي نفس الوقت يكره أن تبتعد الشخصية عن الشاشة.
النجم الكبير عبدالرحمن أبو زهرة ظهر ظهور مميز ، وشاركته الظهور الشرفي أمينة خليل، وكان ظهورهم مؤثر على الجانب الدرامي للقصة وكذلك على الجانب التمثيلي بما قدموه من روح جيدة للعمل.
الإخراج:
أحمد الجندي مخرج متمكن من أدواته وأستطاع أن يمنح العمل صورة جيدة، كما برهن إنه مازال أحد أفضل مخرجي الكوميديا في مصر.
وقد كان الإخراج والتصوير على درجة عالية من الإتقان لإبراز مشاعر الشخصيات وخلق صورة مميزة مبهجة في الحالات الكوميدية وتصل في المشاهد الدرامية لحالة مشابهة للدراما بشكل جيد.
التقييم النهائي:
قدم موضوع عائلي 10 حلقات أخلص فيها للكوميديا واهتم بالدراما ولم يعتمد على قوة الكدواني فقط بل اهتم بعناصر العمل وهو ما جعله مسلسل يستحق المشاهدة بتقييم 9\10
