حمل مسلسل مذكرات زوج للنجمين طارق لطفي وخالد الصاوي لواء الاعمال الإجتماعية الخفيفة في هذا الموسم الرمضاني ، التي يندر وجودها في المواسم الرمضانية، ولكن العمل استطاع ان يخطف الانتباه بفضل الكثير من عوامل النجاح التي منحته التفوق، وجعلته معزوفة كلاسيكية هادئة وسط صخب الدراما.
مراجعة مسلسل مذكرات زوج:
تدور أحداث العمل حول “رؤوف” الزوج الذي يعاني من فتور حياته الزوجية ويشعر بالملل، ومع فشله في إصلاح علاقته الزوجية مع زوجته “شيرين” يلجأ للطبيب “طه عياد” من أجل مساعدته في إصلاح حياته، ولكن الأمور تأخذ منعطف أخر.. فهل سيتمكن رؤوف من تحقيق من إصلاح حياته أم ستنحدر أموره أكثر؟؟
السيناريو والحوار:
المسلسل مأخوذ من كتاب مذكرات زوج للكاتب الكبير الراحل أحمد بهجت، وقد تم تحويلها إلى مسلسل في عام 1990، وفي العام الحالي تولى الكاتب محمد سليمان عبد المالك مسئولية كتابة العمل.
وقد تمكن محمد سليمان عبدالمالك من منح عمل “مذكرات زوج” صبغة عصرية واضحة ليصبح مرتبط بالوقت الحالي كما لو كان العمل مكتوب خصيصاً للعصر الحالي، وكان منح العمل تلك العصرية ناجح إلى أقصى الحدود.
السيناريو كان تدريجيًا باحثًا عن إبراز افكاره ، والتي كانت على رأسها ما يصيب بعض الازواج من حالة فتور من روتين الحياة الزوجية.
كما أن السيناريو وضع قصتين جانبيتين كان الهدف منهم إيصال بعض الرسائل عن افكار البعض حول الزواج، وكانت تلك القصص موفقة، خاصة قصة “يوسف” و”يارا” والتي جاءت نهايتها واقعية ورائعة.
رسم الشخصيات كان مميز، لم يحاول السيناريو البحث عن إقحام الكوميديا بل كانت كوميديا خفيفة تشبه ما يحدث في الواقع نتيجة موقف معين أو جملة بسيطة تبعث إلى الضحك.
ما يميز السيناريو هوإنه أخذ جانب الرجل خاصة حينما يشعر بالملل ويحاول إصلاح علاقته الزوجية دون جدوى خاصة وان معظم الأعمال تهتم بالمرأة أكثر، ولكن ذلك لا ينفي أن السيناريو تمكن من عرض وجهة نظر المرأة ايضًا بنفس التوازن، فجعل الزوج له أخطاءه وكذلك الزوجة.
كما إنه تمكن في الحلقة الأخيرة بمشهد كلاسيكي مؤثر أن يؤكد أن العلاقة بين الزوج والزوجة بالتأكيد سيتخللها الأخطاء ولكن الحب يجعل كلا منهم يجب عليه أن لا يبحث عن يكون هو الطرف صاحب الرأي الصحيح وإنما على كل طرف ان يكون معترفًا بأخطائه.
وهي كانت رسالة استطاع السيناريو إيضاحها بشكل مباشر ولكنها جاءت في سياق طبيعي للأحداث وليست مجرد جمل خطابية، وكذلك الحال بالنسبة لجميع الرسائل التي تم الاشارة لها في العمل الخاصة بمؤسسة الزواج، فكلها رسائل في سياق العمل ولا يتم اقحامها بجمل رنانة بشكل متعمد.
الأداء التمثيلي:
طارق لطفي حقق نجاح ساحق في لموسم الماضي بدور الشيطان في “جزيرة غمام”، ليتحدى نفسه هذا العام بشخصية الزوج المغلوب على أمره والراضي بحياة لا يحبها، فالنجم طارق لطفي قام بتغيير جلده تمامًا في مغامرة محسوبة كان مستعداً لها بأداء تمثيلي رائع كان مدرك فيه للإنفعالات المختلفة للشخصية ولغة الجسد بشكل رائع، وتمكن من صنع ثنائي رائع مع خالد الصاوي الذي قدم شخصية الطبيب بشكل خفيف ومحبب جعل حتى من المشاهد التي يلقي فيها رسائل مباشرة مشاهد خفيفة وتتميز باللطف.
عائشة بن أحمد تمكنت من تقديم دور الزوجة صاحبة الشخصية القوية بنجاح، وإظهار التحولات التي تمر بها دون مبالغة.
سماء إبراهيم مازالت تؤكد على قدراتها فقدمت أداء رائع خفيف تناغم بكل واضح مع أداء خالد الصاوي.
جيهان الشماشرجي من الممثلات صاحبات الموهبة مع الحضور القوي وإظهار المشاعر بصدق ودون تكلف.
حازم إيهاب قدم أداء مميز ولطيف مع جلا هشام فكلاهما قدما أداء يمتاز بالبساطة والاتقان دون أي مبالغات واستطاع كل منهم إيصال مشاعر الشخصية التي يجسدها بطريقة مميزة.
كما تجدر الإشادة بالموسيقى التصويرية للموسيقار اشرف الزفتاوي، الذي صارت موسيقاه تمنح الروح لأي عمل، فقد صنع موسيقى راقية تتلائم تمامًا مع الأجواء العامة للمسلسل ومتناغمة معه بشكل كامل، كما إنها كانت هادئة وتوظيفها بشكل موفق جعلها جزء من الأحداث يمنح المشاهد فرصة للإنغماس والتأثر بصورة أكبر في الأحداث.
الإخراج:
المخرج تامر نادي كانت بدايته بالاعلانات، وهو ما جعله في مذكرات زوج يقدم كل ما يتوافق مع الحالة العامة للمشهد.
فنرى حالة مبهجة بشكل واضح في المشاهد السعيدة، وفي المشاهد الدرامية يتمكن من صبغة بصبغة إخراجية درامية واضحة .
ما قدمه يندرج تحت بند الإخراج المتميز السهل الممتنع، ومنح العمل روح خاصة محببة.
التقييم النهائي:
مسلسل مذكرات زوج عمل يستحق تقييم 8\10 فقد قدم قصة ذات اساس درامي قوي ووظفها بشكل جيد، كما إنه ابتعد عن الصخب المعتاد وكان له أسلوبه المميز الخاص به الذي يشبه كلاسيكيات الدراما الاجتماعية بصبغة عصرية.
