بعد سقوط مسلسل النهاية فى فخ المط و التطويل بالإضافة للنهاية المخيبة يعود يوسف الشريف فى هذا الموسم الرمضانى بمسلسل جديد و لكنه من 15 حلقة فقط فى محاولة للتغلب على مشكلة أعماله السابقة و لكن هل كانت العودة موفقة ؟
قصة مسلسل كوفيد 25 :
تدور أحداث المسلسل فى عام 2025 ؛ فبعد انتهاء وباء الكورونا يظهر فيروس جديد أكثر شراسة و خطورة و نشاهد محاولات دكتور ياسين لإيجاد علاج للفيروس و حماية البشرية .
– قدمت انجى علاء فى تجربتها الأول بكتابة السيناريو عمل ملئ بالإخفاقات و الفرص الضائعة و عانى بشدة من سرعة الأحداث الزائدة عن المطلوب و المبالغات و كذلك التسرع فى التنفيذ و هو نتيجة طبيعية لحقيقة أن المسلسل كان مخطط له أن يتكون من 30 حلقة و لكن تم اللجوء لحل ال 15 حلقة لضيق الوقت قبل بداية الموسم الرمضانى الجديد .
– تسرع واضح فى تقديم الشخصيات و استعجال غير مبرر أدى لتسطيح جميع الشخصيات و انعدام التعاطف مع أى منها و منهم بطل المسلسل نفسه .
– تسرع كذلك فى تقديم خطوات انتشار الفيروس بدون إعطاء فرصة للملاحظة و الاستنتاج و الشك فى ملاحظات ياسين و لكن سريعاً ما أصبح الفيروس حقيقة معترف بها بل و تم التعرف على طريقة انتشاره فى خلال حلقتين فقط .
– ما حدث بعد ذلك كان مجرد مجموعة من المواقف الصعبة نسبياً و التى لم تكن موفقة على مستوى التصميم و التنفيذ كما أن أغلب أفكارها لم تكن أصلية و لم تستطع أن تحصل على قلقى و خوفى لعدة أسباب .
– أهم الأسباب هو انعدام التعاطف مع أى من الشخصيات كما أوضحت رغم عددها الكبير و كذلك مشاكل إخراجية على مستوى التنفيذ فالمشاهد التى تموت بها أى شخصية ينتهى بشكل أسرع من اللازم ولا يقوم بسحب التوتر المطلوب من المُشاهد على عكس المشاهد التى يتواجد بها يوسف الشريف الذى أصبح من المضمون بالنسبة لى خروجه منها سالماً مما يؤدى لانعدام القلق و هو قمة الفشل فى مثل هذا النوع من الأعمال .
الموسيقى التصويرية التى لا تتوقف على مدار الحلقات و حاضرة معنا فى أغلب مشاهد المواجهات أدت إلى نتائج عكسية فمثل هذه المشاهد جزء من التوتر فيها مبنى على العنصر السمعى فلقد جعلت أحد ميزات المصابين حاسة السمع القوية و كان لابد من استغلال ذلك بفرض الصمت الذى يجعل من صوت سقوط قطرة الماء شئ مرعب بالنسبة للمُشاهد و لكن ذلك لم يحدث أيضاً .
– يتخلل المواقف السابقة محاولات التعرف على شخصيات المسلسل المحبوسة فى المستشفى فى محاولة لصنع جانب درامى للمسلسل ، جانب لم يقل سوءاً عن السابق .
– شخصيات المسلسل هى عبارة عن أنماط من المجتمع أغلبها أصحاب ماضٍ مشوه بطريقة مفتعلة و مبالغ فيها فى أغلب القصص و هو ما جعلنى غير قادر على التفاعل معهم و ما زاد الطينة بلة كان الأداء الباهت لأغلب الممثلين إلا قليل .
و إضافة للشخصيات النمطية فلدينا شخصيتين فى قمة النمطية و السطحية و هما بطل المسلسل ياسين ؛ البطل الشجاع المغوار الذى لا يتردد فى أخذ الخطوة و دوماً على حق و ينقذ الجميع بنجاح ، شخصية مكانها الصحيح فى عالم السوبرهيروز لا فى دور طبيب جراح يعانى من صدمة بعد فقدان ابنه .
الشخصية الثانية هى شخصية سيف التى جسدها ادوارد و هى استكمال لعالم السوبرهيروز فهى شرير المسلسل أو بمعنى أدق شيطانه ، يفعل كل شئ يمكن وصف بالفعل الحقير دون أدنى شعور بالذنب و مع مرور الحلقات لا يزداد إلا حقارة بدون أى جانب مضئ فى شخصيته أو سبب مقنع لعدم الشعور بالذنب بجانب كونه حاقد على ياسين .
– المستوى العام لتجسيد الممثلين فى المسلسل لم يرتقى إلى الجيد فالأغلبية قدموا أداء باهت لشخصيات سطحية و هو ما يُسأل عليه مخرج العمل أحمد نادر جلال و التى أصبحت هذه المشكلة سمة دائمة فى كل أعماله مؤخراً .
أداء يوسف الشريف كما هى العادة مؤخراً بدون أى تحديات تُذكر فيقدم شخصيته بملامح جامدة و بدون انفعالات عدا مشاهد موت ابنه و التى دمرها المونتاج و لم يعطنا فرصة كافية لتقييم أداؤه.
بالرغم من ذلك استطاع بعض النجوم الظهور و تقديم بعض الأداءات الجيدة أبرزهم أحمد صلاح حسنى بشخصية رامى و الذى قدم شخصية مختلفة نسبياً بالرغم انها ليست جديدة فى نوعية أعمال الزومبى و قدمها بهدوء و رزانة مع قدرة على نقل مشاعره بنجاح بدون أى تشنجات .
لدينا أيضاً عماد رشاد فى شخصية فطين ؛ أحد الشخصيات النادرة التى قدمت تحول حاد و حظت بفرصة حقيقية لتجسيده فى مشهد جميل بالحلقة 14 و قد استطاع عماد تجسيده بنجاح .
– الجانب المتعلق بشركة WGB المسؤولة عن صناعة الفيروس كان سطحى إلى درجة طفولية و ساذج بكل ما تعنيه الكلمة .
– مع تطور الأحداث و وصولنا للثلث الأخير من المسلسل تحول فجأة إلى حمام دم تموت فيه الشخصيات بأسهل الطرق و لأتفه الأسباب و بأكثر الأساليب سذاجة ، و الأسوأ من ذلك أن حزن الشخصيات على موت أقربائهم لا يتعدى الدقائق و بكل تأكيد شخصياً لم أشعر بالتعاطف أو الانفعال و لو لمرة على مدار المسلسل كاملاً للأسف.
– بعد هذه الرحلة الشاقة و المليئة بالمنغصات قرر المسلسل أن يعطينا أسوأ نهاية من بين نهايات مسلسلات يوسف الشريف و بجدارة ، نهاية مهما ابتعد عقلك بالتفكير لن يصل إلى مدى السذاجة التى تكون عليه هذه النهاية.
– الحوار فى المسلسل كان أغلبه مفتعل و غير واقعى فى محاولة غير موفقة للتعمق فى نفوس البشر و أنواعهم و ردود فعلهم المختلفة بمواجة الكوارث و الموتفى محاولة لمحاكاة ما حدث وقت انتشار فيروس كورونا.
– مونتاج المسلسل هو كارثة حقيقية بكل المقاييس فأسلوب التنقل بين المشاهد و الذهاب إلى مشاهد الفلاش باك سئ للغاية بل و منفر كما أنه يعامل المُشاهد و كأنه بذاكرة سمكة فأحياناً يعود بنا إلى مشهد شاهدناه من عدة دقائق لكى يصل لاستنتاجٍ ما و كأننى قد نسيت !
– نقطة أخيرة متعلقة بالاقتباس .. لدى قناعة شخصية بأن أفلام و مسلسلات الزومبى بشكل طبيعى يقتبس كل منها من بعضه و لكن لم أستطع غض الطرف عن التأثر الواضح و الذى كان المسلسل يتجه إليه مع كل حلقة من فيلم Train to Busan الشهير و هو ما لم يكن موفقاً .
– مسلسل كوفيد 25 هو مسلسل سئ للأسف فشل فى جميع التحديات التى قرر خوضها و أهدر الكثير من الفرص التى كانت متاحة من أجل صنع عمل فنى جيد جداً و ذلك يعود للتسرع الواضح فى الكتابة و التنفيذ فى المقام الأول و أظن أن على كل من أحمد نادر جلال و يوسف الشريف إعادة حساباتهما و الإستماع إلى النقد بجدية فى محاولة لتصحيح المسار قبل فوات الأوان .
تقييم مسلسل كوفيد 25 هو 2/10