منذ بدأت منصة Watch It في عرض حلقات مسلسل بالطو المأخوذ عن رواية “بالطو وفانلة وتاب” للكاتب أحمد عاطف فياض، لقى نجاح كبير بعد أول حلقتين وتمكن من أن يتصدر المشهد على مواقع التواصل الإجتماعي وأحاديث المصريين بشكل واضح ليدل على مدى التأثير الذي تركه لدى الكثيرين نظراً لبساطة العمل والتي كانت هي سلاحه الأقوى الذي تمكن به من إقتحام قلوب المشاهدين.
وقد اتخذت منصة Watch It قرار جريء بأن يكون قائم على مواهب مميزة فقط فهو أول بطولة للنجم الشاب عصام عمر بعد ظهوره في بعض الأعمال بأدوار صغيرة، كما إنه العمل الأول كسيناريو للكاتب أحمد عاطف فياض، وأول تجربة إخراجية للمخرج عمر المهندس، كما أن العمل يخلو من نجوم الصف الأول وعلى الرغم من ذلك أستطاع أن يكون عمل يلقى إشادة من المتابعين.
مراجعة مسلسل بالطو
تدور أحداث المسلسل حول عاطف الذي يقوم بدراسة الطب لإرضاء طموح والده، وبعد تخرجه يتسلم قرار تكليفه في وحدة صحية بقرية طرشوخ الليف النائية ثم يجد نفسه بسبب حادث يتحول إلى مدير للوحدة ومسئول عن كل شيء ليصطدم بالعديد من الأفكار والقوانين التي يجهلها تمامًا وعليه أن يتمكن من إيجاد حلول لها مما يوقعه في العديد من المشاكل.
افضل مسلسلات مصرية عائلية قدمتها الدراما المصرية
السيناريو والحوار:
رغم أن السيناريو هو العمل الأول للكاتب إلا إنه تمكن من صياغته بأفضل أسلوب قريب من المشاهدين، فالبساطة التي كانت هي السمة السائدة في السيناريو جعلته يظهر بصورة مميزة.
فبدأ السيناريو بشكل تدريجي في استعراض حياة عاطف وأسباب دخوله كلية الطب مروراً بقرار تكليفه في وحدة طرشوخ الليف وصولاً للحادث الذي تسبب في توليه المسئولية كاملة، كما تناول السيناريو بذكاء معاناة الأطباء الخريجين في بداية حياتهم وذلك بأسلوب كوميدي بسيط.
تصميم شخصية عاطف كان موفق للغاية في تصويره بذلك الشكل الساذج والضعيف خاصة وأن ذلك تم وضع مبررات منطقية له خاصة في جانب بناء شخصيته أو الجانب الدرامي لسبب رغبة عاطف في عدم خوض أي تحديات.
ورغم ان تلك السلبية المبالغ فيها في الكثير من الأحيان التي كانت في شخصية عاطف، إلا إن المبررات التي تم وضعها شفعت لها، كما أن المبالغة هي أحد سمات الكوميديا في كثير من الأحيان وهو ما يجعل تلك النقطة يمكن التغاضي عنها خاصة في ظل المكافأت التي منحها السيناريو للمتابعين طوال الوقت.
فقد تمثلت تلك المكافأت في سيناريو متماسك بأحداث تصاعدية، وتصميم جميع الشخصيات بشكل مميز وقريب من الواقع، والإعتماد على كوميديا الموقف في معظم الأوقات دون الاستسهال واللجوء لكوميديا إلقاء النكات، وأخيراً البساطة في كل شيء حتى يشعر المشاهد إنه رأى أحد الشخصيات من قبل أو سمع عن مواقف مشابهة.
الأداء التمثيلي:
بساطة الأداءات التمثيلية والبعد عن التكلف ساهم في أن يقدم الجميع أداءات مميزة للغاية، فأداء عصام عمر كان هاديء واثق يؤكد به إنه لم يكن يتعجل البطولة بل إنه يبحث عن الإجادة وهو ما ظهر بشكل جلي، خاصة مع ثنائياته المميزة التي صنعها في مشاهده مع محمد محمود أو مريم الجندي اللذان أمسكا بخيوط شخصياتهم بإتقان، خاصة محمد محمود الذي مازال يثبت إنه إضافة كوميدية رقيقة لأي عمل.
ورغم ان أداء عارفة عبدالرسول لم يكن كوميدياً صارخًا إلا إن حضورها كان مميز ولافت خاصة بتقديم شخصية رئيسة الممرضات بأسلوب مهني وتقني محترف لتشعر إنها بالفعل تمتهن تلك المهنة، وشاركها الأداء المميز النجم محمود البزاوي الذي كانت شخصيته تمثل جانب الشر بالنسبة للدكتور عاطف، ورغم ان تلك الشخصية الخاصة بالشيخ الدجال الذي يخدع أهل القرية بوجود قوة خاصة له تم تقديمها كثيراً إلا أن البزاوي قدمها بشكل مختلف من خلال أداء هاديء وواثق.
شخصية الدكتور سمير التي قدمها محمود حافظ لم يعتمد فيها على أدواته الكوميدية المعتادة وبالتالي أستطاع أن يقدم أداء مميز خاصة في مشاهده مع دينا سامي والتي قدمت أداء جيد واستطاعت ان تعطي شخصيتها القرب من شكل واقعي وكاريكاتيري في نفس الوقت، وشاركتهم سلافة غانم الأداء المميز الواقعي والبسيط.
الإخراج:
تلك أولى تجارب عمر المهندس وهو ما يجعل المشاهد يتغاضى عن أي أخطاء إخراجية لكونها تجربته الأولى.
ولكنه لم يخطيء بل تمكن أن يسير بالعمل ببساطة نحو نجاح إخراجي وتمكن شديد من الأدوات والزوايا ليثبت إنه مخرج يملك رؤيا ومازال يملك الكثير.
ولكن اعتماده على البساطة في أولى تجاربه وعدم بحثه عن الإبهار المبالغ فيه جعله يخرج بالعمل بأفضل صورة ممكنة.
ولا يمكن إغفال مستوى الموسيقى التصويرية لمحمد أبوذكري التي كانت أحد نقاط القوة في العمل.
التقييم النهائي:
مسلسل بالطو عمل بسيط للغاية وهذا هو سبب تفوقه في جميع النواحي، كما إنه عائلي خفيف يشبه المقطوعة الموسيقية الهادئة التي تمنحك الراحة وتبعدك عن ضوضاء الحياة.
ويستحق العمل تقييم 9\10 وبالتأكيد قصته تسمح بجزء ثاني على أن يكون على نفس القدر من البساطة.