لا شك أن مسلسل اللعبة أصبح من أهم الأعمال الكوميدية بعد طرح أول جزئين منه في الفترة الأخيرة وهو ما جعل الجمهور ينتظر الجزء الثالث بشغف كبير لمتابعة المسلسل بسقف عالي من التوقعات لإستمرار حالة الكوميديا المعهودة في العمل.
ولكن بالتأكيد المحافظة على النجاح هي الأصعب من تحقيق النجاح ولذلك كان صناع المسلسل يدركون منذ البداية أن أكبر تحدي للجزء الثالث هو علو سقف لاتوقعات نظراً لقوة الجزئين السابقين، وبالإمعان في تفاصيل يمكننا أن ندرك هل نجح صناع العمل في تخطي ذلك أم لا.
مراجعة اللعبة 3 “اللعب مع الكبار”
السيناريو والحوار:
يمكن القول أن السيناريو تاثر بإرتفاع سقف توقعات المشاهدين، فقد حاول بقدر الإمكان المحافظة على كل عناصر النجاح السابقة، والعمل على زيادتها بأكبر شكل ممكن، وهو ما ظهر جليًا في شكل العلاقة بين وسيم وزوجته وكذلك في شخصية سعدون واتسامها بالغباء، وقد كانت تلك عناصر كوميدية قوية بالأجزاء السابقة وهو ما جعل السيناريو حريص على عدم التفريط في تلك العناصر وبالتالي فلجأ إلى المحافظة على تلك العناصر مع محاولة الاضافة إليها، وكان ذلك قرار جانبه التوفيق، فكان التطور لتلك الشخصيات ضعيف ووصل لمرحلة استغلال نجاحهم لأخر قطرة فكان القرار غير موفق قليلا.
ولكن ذلك لا ينفي ان تلك الأضافات حملت في كثير من الأوقات لحظات كوميدية مؤثرة، وربما كانت تلك الشخصيات تحتاج فقط إلى بعض التطوير بشكل أكبر حتى تكون مؤثرة كما حدث في الجزء الثاني الذي حمل ذلك التطور بأفضل صورة.
مراجعة مسلسل اللعبة 2 .. درس في الإستفادة من أخطاء الأخرين
فيما عانت شخصية سعدون من مشكلة واضحة في الكتابة بذلك الجزء، اما رسم باقي الشخصيات استمر بنفس التوفيق والحالة المميزة التي تم صناعتها منذ الجزء الأول، والشخصيات الجديدة كالشخصية التي جسدها محمود حافظ كانت جيدة جدا وموفقة وربما كانت المشكلة الوحيدة إنه لم يتم استغلالها بشكل اكبر ولكنها بالتأكيد كانت جيدة ومؤثرة بكوميديا مختلفة عن باقي العناصر الكوميدية.
الالعاب التي كانت تخوضها الشخصيات استمرت عنصر قوي للغاية بل وكانت بعض الألعاب على درجة عالية من التميز وكانت بحاجة لعدد اكبر من الحلقات .
ربما تكون المشكلة الوحيدة في السيناريو هي التعجل في كتابة جزء جديد ليتم العمل عليه وعرضه، فعانت بعض الحلقات من المط او مشكلات في الكتابة بشكل عام، وهو ما اعترف به صناع العمل انفسهم في موقف ينم عن احترام عقلية الجمهور.
ولكن السيناريو على الرغم من ذلك استمر محافظًا على جانبه الكوميدي وعلى الحالة الكوميدية وحالة التواصل التي تم خلقها بين الشخصيات والمشاهدين.
الأداء التمثيلي :
مازال شيكو وهشام ماجد محافظان على مستواهما الكوميدي والتمثيلي منذ الجزء الأول بشكل جيد، وكذلك معظم العناصر التمثيلية في العمل استمروا في ادائتهم الكوميدية الجيدة جدا بإستثناء شخصية سعدون التي جسدها احمد فتحي والتي تكمن مشكلتها الرئيسية في الكتابة نفسها وليس في الاداء التمثيلي.
كما تجدر الاشارة بأداء ياسر الطوبجي فرغم ان ظهوره كان قليل في المسلسل ولكنه كان دائمًا ظهور مؤثر وقوي قادر على خطف الأنظار وانتزاع الضحكات، وهو من افضل الشخصيات الكوميدية في المسلسل خاصة مع كتابة الشخصية بشكل رائع.
الإخراج:
استمر معتز التوني في إثبات قدراته الإخراجية في الكوميديا ونجح في قيادة الفريق التمثيلي بشكل جيد ليقوم كل منهم بإبراز اقصى طاقاته الكوميدية والتجسيدية.
كما أن تصوير بعض الالعاب التي خاضتها الشخصيات كان يتم بشكل جيد للغاية وموفق، خاصة تلك التي تحتاج إلى إبراز شكلها الكوميدي اخراجيًأ وهي نقطة من نقاط تميز المخرج معتز التوني.
التقييم النهائي:
مسلسل اللعبة 3 قد يراه البعض اقل من الجزئين السابقين وذلك بسبب المقارنة ولكن ذلك غير صحيح فالعمل تمكن من تحقيق هدفه بكونه عمل كوميدي يجب أن ينتزع الضحكات وقد نجح في ذلك بصورة واضحة، فإذا تمكن العمل الكوميدي من صنع الإبتسامة والضحك فقد نجح في 90% من مهمته الأساسية.
المسلسل يستحق تقييم 7\10 وقد يكون التقييم اقل من الاجزاء السابقة نتيجة لحالة المط ببعض الاوقات وعدم رسم بعض الشخصيات بشكل مثالي.
ولكن في النهاية هو عمل جيد استطاع ان يصنع في الجزء الأول حالة من التواصل مع الجمهور عبر الشخصيات واستمرت تلك الحالة الجيدة حتى الجزء الثالث وهو احد اهم عوامل القوة أن يكون العمل قادراً على خلق حالة متكاملة من الكوميديا يستطيع ان يستمر عليها لفترات طويلة، ولذلك فإن قرار العمل على جزء رابع سيكون موفق لأنه استمرار للحالة التي خلقها العمل مع الجمهور، وان كان هناك قرار للمواصلة يحتاج صناع العمل إلى التأني في إنهاء الجزء الرابع لينال كامل الوقت في الكتابة ويستمر على نفس المنوال كواحد من اهم الاعمال الكوميدية في السنوات الأخيرة.