مراجعة مسلسل هجمة مرتدة – وأزمة الوصول المتأخر
موطن قوة هذا الجزء هو ادراك القائمين علي المسلسل مشكلة الجزء الاول وهي ضعف القصة وعدم وضع خطوط درامية محددة تجذب المشاهدين لاستكمال المسلسل… وهنا أختلف الوضع فيوجد الشرير الرئيسي والقصة التي تسير علي خط واحد دون التشتت بين العديد من الخطوط الدرامية دون فائدة تذكر في سير الاحداث
فقصة مسلسل العائدون تتمحور حول الظابط عمر(أمير كرارة) الذي يعمل في جهاز المخابرات العامة وبمعاونة صديقة ورئيسه في العمل نبيل (محمود عبد المغني) وزميلته نادين (أمينة خليل) يقومون بالعديد من المهام والتي تهدف بالسيطرة علي الامن الداخلي لمصر عن طريق منع العمليات الارهابية وزرع العديد من الجواسيس داخل معاقل مليشيات داعش المسلحة في سوريا وليبيا
فالقصة قد تكون مكررة ولكن يحسب للكاتب عدم ابراز البطولة المطلقه لأمير كرارة علي حساب القصة بل كان علي سبيل المثال لشخصية علاء (محمد عادل) دورا محورياً وايضاً للجميع ادوار محورية في سير احداث مسلسل العائدون علي عكس المتوقع من تلك الفئة من المسلسلات
وايضا التناغم بين شخصية سيف ومحمود علي المستوي الكتابي والتمثيلي رائع ليجعل من مشاهدهم هي الافضل في المسلسل باظهارهم لعلاقة الصداقه الجميلة بكل جوانبها الجدية والمرحة والتي يحبها فئة كبيرة من الجمهور بشكل كبير وذلك يرجع الفضل له لاداء محمود عبد المغني الرائع وشخصية امير كرارة الطاغية
ولكن من عيوب قصة مسلسل العائدون هي التمطيط المبالغ فيه كعادة جميع المسلسلات المصرية في الاونه الاخيرة وعدم قدرة الكتاب علي صنع ثلاثين حلقة لتدرك في النهاية ان المسلسل كان من المفترض ان يكون عشر او خمسة عشر حلقة علي اقصي تقدير ولكن للموسم الرمضاني رأي اخر
من الناحية الانتاجية فكان مستوي الانتاج هنا أقل من الجزء الاول بكثير ولهذا عيب وميزة فكان العيب هو ضعف مشاهد الأكشن بشكل كبير والاعتماد علي استديوهات اكثر من المشاهد الخارجية في اغلب الاحيان ولكن الميزة هي تركيز القصة علي شئ محدد وعدم التشت بين السفر للكثير من البلدان كما كان الحال في الجزء الاول… ولضعف الانتاج في مسلسل العائدون اثر كبير فتم الاعتماد علي ضيوف الشرف اكثرمن مرة وعلى الرغم من قوة الاسماء واضافتهم بعضهم الكبيرة في الاحداث ولكن الكثير منهم تشعر وانهم مقحمين فقط لوضع اسم الممثل في قائمة العمل مظنين ان لهذا فائدة ترويجة للمسلسل وهذا اسلوب نجدة كثيراً بين المسلسلات المصرية في الآونة الاخيرة
ولكن السؤال الاهم هل تحسن المسلسل علي المستوي الاخراجي ؟ … بالطبع تحسن في العديد من الجوانب واهمها زوايا التصوير والكادرات واستخدام طرق وافكار جديدة لتنفيذ مشاهد الأكشن القليلة نسبياً في حدود الإمكانات الانتاجية
ولكن استمر المخرج علي فكرة الايقاع البطئ جدا في الحوارات بين الشخصيات بالاخص في معقل داعش وبين الممثل احمد الاحمد ومعاونيه بشكل قد يفصل المشاهد تماما عن اي حوار وقد يلجأ البعض لتسريع الحلقة للمرور من تلك المشاهد البطيئة وعديمة الفائدة
وبذكر التمثيل فكان اداء الجميع بين متوسط والضعيف عدا الممثل السوري الكبير احمد الاحمد والذي قام باداء رائع ومتمكن في حدود رؤية المخرج الابداعية وهذا يحسب الفضل له
ولكن اكثرعيب لم يجعل مسلسل العائدون يتخطي تقيم الجيد في رأي هو رؤية المخرج والكاتب للتنظيمات الاراهيبة وعرض افكار داعش… في اغلب الاحيان تشعر ان شخصية سيف الكيلاني هو رئيس عصابة وليس قائد لتنظيم ارهابي يمتد شريعتة من الافكار الدنينة المغلوطه… لم أشعر ولو لمرة انه مؤثر علي شباب التنظيم من الناحية الدينية باي شكل ولكنه فقط يعتمد علي ارعابهم وهذا مخالف تماما للواقع فان الجامعات الارهابية تعتمد بشكل كلي علي زرع افكار دينية مشوهة داخل عقول الشباب لكي يقومومن بالاعمال الارهابية دون تفكير ولا تردد
في النهاية فتقيمي العام لمسلسل العائدون هو جيد فهو لم يقم باظهار اي جديد علي الشاشة فعتمد علي قصة مكررة واخراج متوسط في المشاهد الدرامية وضعيف علي صعيد الأكشن ولكنها تجربة مسلية تستحق المشاهدة دون الرفع من سقف التوقعات
تقييم: ٦/١٠