لقى مسلسل البحث عن علا هجومًا شديداً منذ طرح إعلانه التشويقي، واتهمه البعض انه مختلف عن جزءه الأول “عايزة اتجوز”، وإنه بعيد عن الطبقة المتوسطة، والعديد من الإتهامات التي طالت المسلسل من إعلانه التشويقي، وهو ما يدل أن الإعلان قد يظلم العمل في كثير من الأحيان.
ولكن المشكلة تكمن أن الكثيرين حاولوا أن يتعاملوا مع فكرة ان مسلسل البحث عن علا جزء ثاني من عايزة اتجوز بشكل تقليدي، فلم يكونو ينتظروا وجود أي تغييرات تطال أبطاله على المستوى الدرامي، أو يتعاملوا على أنه مر 10 سنوات على عايزة اتجوز وبالتالي انتظروه كما هو، وذلك الأمر خلق حالة من الجدل قبل عرض البحث عن علا، ولكن هل فعلا المسلسل يستحق المتابعة؟؟
اقرأ ايضًا: افضل مسلسلات نتفليكس 2022
قصة مسلسل البحث عن علا
تدور احداث مسلسل البحث عن علا حول الصيدلانية علا عبد الصبور بعد مرور 13 سنة على زواجها من الدكتور هشام، والذي يقرر فجأة انهاء زواجه بعلا، فتبدأ علا في محاولة تخطي الأمر ومواصلة تربية ابنائها ونسيان خذلان زوجها لها.
اعلان مسلسل البحث عن علا
مراجعة مسلسل البحث عن علا
السيناريو والحوار
كتبت غادة عبدالعال السيناريو وهو ما ساهم في حفاظ المسلسل على روح مسلسل عايزة اتجوز، وشاركتها في التأليف مها الوزير، وقد تمكنا سويًا من صنع أجواء مميزة.
قد تكون القصة أثارت تخوف البعض من أن يكون العمل تكرار من الأعمال القائمة على فكرة تعرض سيدة للطلاق وكيف تواجه الأمر حتى تتمكن من النجاح مرة أخرى، ولكن السيناريو كان واضح للغاية إنه يحاول تجنب تلك المعضلة، فهو يحاول السير في تلك المنطقة الوعرة بحذر، والدليل الأبرز هو أن شخصية هشام لم تكن شخصية شطانية لزوج قام بالإنفصال عن زوجته وإنما ظهر كشخص متحضر دون أن يقوم السيناريو بمحاولة استدراج عطف المشاهدين تجاه علا وتوجيه كراهيتهم صوب هشام، وهو ما كان قرار موفق للغاية من السيناريو.
جرعة الكوميديا التي قدمها السيناريو كانت متوسطة وغير مكثفة مثل عايزة اتجوز، ولكن القرار هنا كان موفق بخلق توازن بين الكوميديا والدراما، فمن الطبيعي أن تكون الكوميديا أقل خاصة مع وجود خط درامي متمثل في طلاق علا، ولكن رغم حضور الدراما ولكن الكوميديا كانت موفقة إلى أقصى حد خاصة مع الحفاظ على الجزء الكوميدي الخاص بكسر الجدار الرابع بين علا والمشاهدين
وقرار التقليل من جرعة الكوميديا موفق نظراً لإختلاف طبيعة العمل وعمر الشخصية الرئيسية واهتماماتها وهو ما جعل الكوميديا مميزة لأنها كانت ستكون مصطنعة ان كانت مثل الجزء الأول لتكون محاولة استثمار ناجح غير موفقة.
كما كان السيناريو ذكي للغاية في عرض عدة قضايا بشكل جيد ومثمر وكذلك في عرضه لأفكار ثلاثة اجيال فنجد أفكار والدة علا والتي تمثل جيل المحافظة على البيت والتنازل، وجيل علا نفسها ومحاولتهم التحرر من أفكار أهلهم والحياة بشكل عادي، والجيل الجديد والذي تمثل في ابنتة علا وصديقتها والذي أوضح طريقة تفكيرهم تعاملهم مع الأمور، وكل ذلك تم دون الإنحياز لجيل على حساب أخر بل جاء الأمر لعرض الأختلافات للدلالة على ان ذلك أمر طبيعي ولابد من الحرص على التعامل معه بشكل سليم دون ان تكون محاولة من أحد ليكون هو صاحب الرأي الصائب.
الأداء التمثيلي
- هند صبري مازالت تؤكد على تميزها، وانتقالها في العمل بين الأداءات الدرامية لتصوير حالة الإنكسار والحزن نتيجة ترك زوجها لها إلى أداءات كوميدية كان مميز وأستطاعت الموازنة بشكل رائع، كما كانت موفقة في لحظات تواجدها مع ابنائها.
- سوسن بدر كالعادة هي رمانة الميزان واستطاعت الظهور بنفس روح الأم التي تحاول فرض أفكارها على ابنتها.
- هاني عادل قدم أداء جيد للغاية، فيما كان أداء كل من محمود الليثي وندى موسى مميز للغاية فشخصياتهم كانت جديدة وتحمل أبعاد مختلفة للجمهور واستطاعوا ان يكون تواجدهم مميز كوميديًا ودراميًا وان كانت ندى موسى حصلت على فرصة أكبر في الجانب الدرامي، ولكن يمكن التأكيد إنهم قدما ثنائي مميز معًا من الضروري استثماره في أعمال أخرى.
- وتجدر الإشادة بأحمد طارق مؤدي شخصية دكتور مروان والذي كان ظهوره مؤثر وتمثيله جاذب للأنظار على الرغم من أنها المرة الأولى التي يراه فيها الجمهور ولكنه استطاع أن يصنع علاقة طيبة مع الجمهور بأداءه الرصين.
المسلسل نجح في استثمار ضيوف الشرف فجميعهم ظهروا بالمساحة المناسبة دون حشو وإنما بشخصيات مؤثرة ومكتوبة بشكل جيد، وهو ما ساهم في تقديمهم لأداءات جيدة للغاية وإضافة ثقل للعمل فما قدمه كل من خالد النبوي وعباس أبو الحسن وعمرو صالح وفتحي عبدالوهاب كان رائع ، حتى ظهور يسرا وشيرين رضا رغم كونه كان في مشهد واحد إلا إنهم قدموا فيه روحًا خاصة بهم.
الإخراج
هادي الباجوري من المخرجين غير المهتمين بالكم، فمن خلال أعمال لا تعد كثيرة للغاية مثل مخرجين أخرين إلا أن إخراج هادي الباجوري وبصمته مميزة الوضوح دائمًا.
قيادة الباجوري للعمل كانت مميزة في تواجد ضيوف الشرف والممثلين الذين أخرجوا افضل ما لديهم، وكذلك في تقديمه لصورة ممتعة بصريًا تناسب الأجواء العامة للمسلسل دون أن تكون مبالغ فيها.
كما أن المشاهد الرومانسية والهادئة تم تقديمها بما يناسبها للغاية لتخلق حالة من التواصل مع الجمهور.
تقييم مسلسل البحث عن علا
- إن تعامل البعض مع العمل على إنه فقط جزء ثاني من عايزة اتجوز هو ظلم للعمل، فهو عمل ممتع للغاية حتى وإن كان منفصلاً عن عايزة اتجوز فإن تقييمه بـ 9.5\10 لن يختلف على الإطلاق، فهو عمل يستحق المشاهدة.
- فالمشاهدين الباحثين عن علا التي تركب الميكروباص وتتشاجر مع جيرانها قد يهاجموا العمل، ولكن بنظرة أخرى فمن الطبيعي أن نرى تغييرات في حياة بطلة العمل وإلا ما فائدة إصدار جزء ثاني ان كان كل شيء لم يتغير.
- ربما يكون اسم البحث عن علا المقصود منه ان يكون خاص بالمشاهدين الذين يبحثون عن علا القديمة ونسوا أن السنين مرت ولابد من إظهار التغييرات التي اصابتها في حياتها وطريقة كلامها ومسكنها وغيره، فهم يبحثون عن علا التي عرفوها، ولكنه اشارة إلى أن كل منا له شخصية قديمة قد تكون أكثر اشراقة يجب أن يبحثوا عنها ايضًا فالبحث عن علا هو بحث ك منا عن نسخته القديمة التي ربما كان فيها أكثر سعادة.
- المسلسل يحتاج أن يمنحه الكثيرين الفرصة دون أن يقارنوه بعمل أخر، لأن الأجواء اللطيفة التي يمنحها تستحق أن يحصل العمل أيضًا على “فرصة ثانية”