في بداية مراجعة فيلم فيلم zack snyder’s justice league، لابد من قول أنه ربما لا يوجد مخرجاً تعرضت أعماله لعديد الإنتقادات الفنية والجماهيرية مؤخراً مثل “زاك سنايدر”، “سنايدر” الذي حاول تدشين عالماً سينمائياً خاصاً بشخصيات قصص “دي سي” المصورة أسوةً بنظيرتها “مارفل” لم يلقي إستحسان الكثيرين حتي في أفضل أعماله “Man Of Steel”، والذي أنزل من خلاله شخصية “سوبرمان” إلي أرض الواقع بأسلوبٍ لم يتم تقديمه من قبل في نسخ “كريستوفر رييف” القديمة.
كل شئ عن المخرج زاك سنايدر أحد أشهر المخرجين وأهم مخرجي أفلام السوبر هيرو
ذلك لا يعني خلو أفلام “زاك سنايدر” من العيوب التي تجعله سالماً من الإنتقاد والتدقيق علي السلبيات، ولكن المبالغة الزائدة في الإنتقاد هي كانت تلك القوة المضادة من قبل النقاد التي إنعكست فيما بعد علي تعامل مسؤولي “وارنر بروس” مع “سنايدر” والتدخل في عمله بفيلم “Justice League” بأسلوبٍ مبالغ فيه ، إلي أن تمت الإطاحه به والإستعانة بالمخرج “جوس ويدون” الذي قدم أسوء فيلم عرفته سينما السوبرهيروز وأدانها علي مستوي كافة العناصر السينمائية.
مراجعة فيلم zack snyder’s justice league
لكن يكفي أن “زاك سنايدر” نجح في أن ينأي بأفلامه عن كافة النسخ السابقة التي تم تقديمها لأبطال عالم “دي سي” الشهيرين، ويقدم النسخة المطابقة نسبيا لقصص الكتب المصورة التي يحفظها البعض عن ظهر قلب، مما تسبب في إنطلاق حملة جماهيرية مكثفة من أجل إسترداد ما يسمي ب”عالم سنايدر” أو “Snyderverse” وتكملة المشوار الذي بدأه “سنايدر” في ظل إنتشار عديد الأخبار عن فحوي وقصة فيلم zack snyder’s justice league، وانها بالفعل ترمي إلي حدث سينمائيٍ كبير يضم خيرة أبطال “دي سي” في مواجهة الشرير الذي يضاهي “ثانوس” في القوة “داركسايد”.
وقد تكلل ذلك بنجاح كبير، ليتم إعلان 18 مارس 2021 موعداً لإطلاق النسخة الخاصة ب”زاك سنايدر” من فيلم “Justice League”، والتي تحمل الرؤية الخاصة ب”زاك” التي كان يود تقديمها من قبل دون أدني تدخلٍ من أحد، وتحظي بدعم الكثيرين مما يودون إكمال “زاك سنايدر” مهمته والإستمرارية فيها ضمن خطط “وارنر بروس” للعالم السينمائي، وربما النجاح الذي حققته النسخة وهو مستحقٍ بالطبع لعديد الأسباب يجعل هناك إمكانية لمنح “زاك” الوقت والمال وكا ما يريده من أجل تقديم المزيد من الأعمال التي يرغب بمشاهدتها الكثيرمن محبي أفلام الأبطال الخارقين ومناصري “دي سي” علي وجه التحديد
قصة فيلم zack snyder’s justice league
يستكمل فيلم zack snyder’s justice league أحداث فيلم “Batman vs Superman، حينما يقرر “بروس واين” تجنيد “ديانا برنس” ومجموعة من الأبطال الخارقين مثل “أكوامان”، “فلاش”، و”سايبورج” من أجل مواجهة خطرٍ كبير قادمٌ من الفضاء ويدعي “ستيبنولوف” يرغب في تجميع قطعٍ ثلاثة تدعي “Motherboxes” من أجل التمهيد لغزو سيده “دراكسايد” الأرض والحصول علي المعادلة المضادة للحياة من أجل بسط سيطرته ونفوذه علي الكوكب بأكمله.
علي عكس نسخة “جوس ويدون”، يجتهد سيناريو “كريس تيريو” في التمهيد للأحداث الرئيسية بفيلم zack snyder’s justice league بأريحية تامة، حيث ينقسم الفيلم لست فصولٍ متساوين في الأهمية يعقبهما خاتمة تمهد للجزء الجديد إن هناك نيةً لتقديمه من الأساس، تلك التقسيمة ساعدت علي نجاح عدة أمور في القصة أهمها تبرير مراحل تجميع الأبطال تحت لواء “بروس” و”ديانا”.
وكذلك إستعراض جوانب الخطر المتمثل في “ستيبنولوف” ورفاقه من “الباراديمونز” وما فعله ويودون فعله علي كوكب الأرض تمهيداً لسيطرة “داركسايد” عليه، وغيرهما من عنواين مهمة تشغل إهتمام محب عالم “دي سي” وتلهب حماس الذي لا يعرف عن أحداث الكوميكس سوي القليل.من العناصر الإيجابية أيضاً الانضباط الإيقاعي المتسارع بحكمةٍ واضحة علي مدار أحداث الفيلم جمعيها باستثناء مرةً أو إثنتين حدث فيهما هبوطٍ نسبي، يأتي ذلك نتيجة ترتيب “كريس تيريو” لأحداث القصة بما يضمن تصاعدها تدريجياً وصولاً لمرحلة المواجهة الأخيرة، وإدراج اللحظات الدرامية والمرحة بحكمة تناقض تماماً ما فعله “جوي ويدون” من إسفافٍ مبالغ فيه بدرجة تجريد عالم “دي سي” من الظلامية التي يهاجمها البعض بضراوةٍ شديدة.
حتي علي مستوي النهاية، تلافي “زاك سنايدر” مشكلة النسخة السابقة التي كانت تكمن في توالي الأحداث بسرعةٍ فائقة ودون إستعيابٍ لما يجري في الوقت ذاته، حيث أنهي القصة بخاتمة حاسمة لكل شئ، وأدرج ما يمكن أن يمهد للجزءٍ ثانٍ في المستقبل دون أن يؤثر ذلك علي سير الحبكة والهدف المنشود منها، وبهذا يمكن القول أن هناك تفوق ٍ كبير هذه المرة في الرؤية الفنية ل”زاك سنايدر” التي كانت بحاجة لمزيدٍ من العمل في الأفلام السابقة بالرغم مما مر به من تعثرات تحت لواء “وارنر بروس”.
التميز لم يكن علي الصعيد القصصي فحسب، بل هناك إدارة حكيمة من “زاك سنايدر” فيما يخص المؤثرات البصرية وخصوصاً تصميم شخصيات “ستيبنولوف” و”داركسايد”، وكذلك التقليل من تعقيدات الكروما أو خلفية المَشاهد التي كانت ترصد مقر “ستيبنولف” علي سبيل المثال أو إحياء “سوبرمان” داخل السفينة الكريبتونية الهائلة أو في مشهد “الكابوس” الذي تم الإعلان عنه ضمن أحداث الفيلم.
أيضاً لم يهتم “زاك” للإكثار من مشاهد الأكشن من أجل ملئ الأربع ساعات بوفرةٍ من النزالات بين فريق العدالة وأعدائهم، بل أحب أن تكون الغلبة للكيفية علي الكم وأن يكون التنفيذ يراعي أقصي درجات الجودة التي ترضي جميع الأطراف المهتمة بهذا الحدث الكبير.
لا يزال الثلاثي “بين أفليك”، “جال جادوت”، و”جاسون موموا” قادراً علي تقديم أفضل ما لديه والإثبات للجميع أنهم جديرين بتجسيد شخصياتٍ مثل “باتمان”، “ووندرومان”، و”أكوامان”، ولكن لا بد من تخصيص بعضة سطور للثناء علي “راي فيشر” في دور “سايبورغ” الذي كان عنصراً بارزاً في الشق الدرامي الخاص بالفيلم ونجح في تقديمه بصورة جيدة تتزامن مع التقلبات التي تتطرأ وتحدث في الوقت ذاته لشخصية “فيكتور ستون”.
وأيضاً “إيزرا ميلر” في دور “باري ألين” أو “فلاش” الذي إستطاع بخفة ظله وروحه المرحة أن يعطي للفيلم شيئاً من الحيوية الكوميدية التي لم تخرج عن إطارها المحدد لها، وخلت من الإستعراض التجسيدي من “ميلر” الذي حينما تتخذ الأحداث مسار الجدية، يتحول معها بشكلٍ سلس ويضيف للفيلم مثلما أضاف له سابقاً.
في الختام، كان فيلم zack snyder’s justice league علي قدر الإنتظار الذي إمتد لفترةٍ طويلة، حيث نجح في تصحيح العيوب التي إمتلئت بها نسخة “جوس ويدون” السابقة، ويبرهم علي أنه رجل “وارنر بروس” الذي لا بد من الإعتماد عليه مستقبلاً من أجل قيادة مثالية لعالم “دي سي” السينمائي، فلعل الإستجابة تكون قريبة، ولعل يكون هناك دافعاً عند “زاك” من أجل التطور أكثر فأكثر علي أمل أن يتم إستدعائه مرة أخري لإستكمال مع بدأه وإنهائه بالشكل المثالي.