إنتظرنا جميعاً صدور فيلم Tom and jerry لكي نستعيد ذكريات لن تنسي مهما تقدمت اعمارنا ولكن كانت المخاوف تساورنا من رؤيه شخصيات نعشقها من جديد وذلك بسبب العديد من أخفاقات الماضي عندما حاولت شركة وارنر بروز إنتاج سلاسل جديدة لكنها فشلت بشكل كبير .. وفي مراجعة اليوم سوف نستكشف معا علي استحق فيلم Tom and Jerry كل هذا الإنتظار؟؟
قصة فيلم Tom and Jerry
عندما يجتمع القط توم والفأر جيري مره اخري في احدي الفنادق تزامناً مع إقامة حفل زفاف تاريخي في ذلك الفندق .. فماذا سيحدث لذلك الزفاف؟؟
العامل الذي اثار الكثير من مخاوف قطاع كبير من الجماهير من فيلم Tom and jerry هو مزج الرسوم المتحركة بالواقع وبالأخص اننا رأينا في التريلر التشويقي للعمل اعتماد مخرج الفيلم علي رسوم ثنائية الأبعاد قد تُشعر المُشاهد بإنعدام الواقعية وعدم ترابط تلك الرسوم بالشخصيات الحقيقة … ولكن علي العكس تماماً كانت تلك المخاطرة من المخرج هي نقطة تفوق الفيلم الأولي .. فنحن رأينا توم وجيري كما عهدناهما بنفس الرسوم ونفس تعبيرات الوجه المحبوبة لدينا .. وكان القرار صائباً بعدم تحوليهما اللي اشكال قط او فأر حقيقي مثلما حدث في العديد من أفلام ال live action مثل Sonic و Lion king والذين لقوا انتقاد جماهيري كبير بسبب أشكال الشخصيات التي وصفها البعض كما لو كانت مسوخ.
وكما فعل المخرج تيم ستوري عندما لجأ الى الرسومات ثنائية الأبعاد وتجنب المخاطرة بتحوليهما لكائنات تشبه الحقيقية ايضاً تجنب المخاطرة عندما اعتمد علي نفس المواقف الكوميدية التي نعرفها في حلقات توم و جيري الشهيرة وذلك كان جانب ايجابياً وسلبياً في آن واحد … فالأيجابي هو الاعتماد علي المواقف القوية والمضحكة فمهما كانت مكررة فهي قادرة علي رسم الأبتسامة علي وجهنا ولكن السلبي اننا نشعر احيانا اننا نري نسخة محسنة فقط من حلقات توم وجيري وليس فيلماً جديداً … ولكن في النهاية هذا الأمر لم يكن مؤثراً علي التجربة العامة لفيلم Tom and jerry بسبب إعتماد الفيلم علي قصة جديدة كلياً لم نراها من قبل مع شخصيات توم وجيري.
ولكن ذلك لم يكن معوضاً عن ضعف القصة نفسها وتقليديتها الشديدة فلا شك ان الفيلم موجه للأطفال فيريد الكاتب ان يرسي قواعد من القيم والرسائل الأخلاقية ولكن ما الداعي من تكرار قصة ضعيفة بشكل كبير .. فكانت هناك فرصة كبير لصياغة قصة ذو ابعاد مختلفة لأن توم وجيري ليس لديهم قصة محددة مضطرا لأعدتها مثل العديد من الأعمال الاخرى ..لكنها فرصة ضائعة من الممكن تعويضها اذا تم إنتاج جزء ثاني لهذا الفيلم.
ومن الغريب أن كاتب ومخرج العمل لم يستغلوا بشكل كامل الشخصيات المساعدة في سلسلة توم وجيري القديمة كالكلب وقطط الشوارع الأخري … الأمر الذي أصابني وأصاب الكثيرون بالكثير من الأحباط بالأخص ان ظهورهم كان كان له طابع خاص في نقوسنا والأستفادة منهم كان شيئاً سيضيف الكثير للعمل ولكن تم تقديمهم بشكل سريغ وسئ للغاية.
ومزج حركات توم وجيري بالموسيقي امر طبيعي ومتوقع كما كان في حلقات السلسة القديمة ولكن الجديد هنا هو المزج مع الموسيقي الحديثة بشكل احترافي ورائع جداً جعل من الفيلم اكثر حداثة واقرب الى واقعنا الحالي وبذلك اضاف لمسة ساحرة بين المزج بين نوستالجيا توم وجيري وحياتنا الواقعية الحديثة كما لم نراها من قبل.
من العيوب التي اثرت علي التجربة العامة للفيلم هو تركيز الكاتب العمل علي شخصيات بين وبريتا وكيلي وترنسي علي حساب توم وجيري نفسهم وهم اساس مشاهده الفيلم وبالطبع كان ذلك بسبب محاوله الكاتب إبراز شخصيات توم وجيري وسط مجتمع حقيقي وإثبات ان هذا فيلم Tom and jerry لا يصنف كفيلم رسوم متحركة بل فيلم Live Action … ولكن ذلك اضعف كثيراً جودة الفيلم بشكل مؤسف للغاية.
التمثيل بشكل عام كان تقليدي من الجميع ويفتقر للكوميديا الفعالة لكن بإستثاء كلوي جريث موريتز والتي كان اختيارها غاية في الذكاء فهي العنصر الأساسي ومحرك الأحداث ولو كان الأختيار مختلفا لكان مصير هذا العمل فشل والنسيان بالأخص ان مشاهدها اكثر بكثير من مشاهد توم وجيري.
في النهاية فيلم مرح يُعيدنا للطفولة من جديد واستحق الإنتظار واعتبره واحد من افضل افلام ال live action واكثرها ابتكاراً وقرباً للمُشاهدين ..انصح بمشاهدته في سهرة عائلية جميلة ولكنبدون رفع سقف التوقعات
تقييم : 7/10